شبكة الزهراني الإخبارية- انعقد في بيروت مؤتمر “حقوق وواجبات مجتمعية نحو امرأة عربية قيادية في المناصب السيادية” بتاريخ 18/01/ 2018 بفندق الكومودور-الحمرا. وقد نظّم المؤتمر “جمعية مجتمع المودة المدني” وبرعايةٍ من “مجموعة بسمة الدولية التي تعنى بالمساعدات الانسانية”.
حضر المؤتمر نخبة من ممثلين عن الحكومة والمجلس النيابي والقضاء ورجال دين وسفراء دول عربية واصحاب مراكز حقوقية وإعلاميين وكافة الباحثين ومن دول عربية (لبنان-سوريا –الاردن–العراق). كما توزّعت فعاليات المؤتمر على جلستين حافلتين باللقاءات والنقاشات والسجالات العلمية والعملية والفكرية والسياسية .
وفي الكلمة الافتتاحية للمؤتمر لمدير عام مجتمع المودة المدني د. عبد الفتاح الأحمد، تحدّث عن قضية تمكين المرأة، وإعطائها الحقّ الكامل بالعمل في كافة الميادين وإتاحة الفرصة لها لممارسة دورها بفعاليّة مثلها مثل الرجل، والمساهمة في صنع القرار في مختلف مجالات الحياة الثقافيّة، والاجتماعيّة، والسياسيّة، والاقتصاديّة.
ونوّه الدكتور الأحمد إلى أن العديد من المنظمات والهيئات والدول أولت الاهتمام بهذا المجال، إلا إن المشاركة السياسية للمرأة العربية لا زالت تعاني مشاكل مركبة، جزء منها يتعلّق بالواقع العام، المتمثل في أزمة ممارسة الحرية والديمقراطية، وجزء يتعلق بالمرأة والنظرة الخاصة بها في المجتمع العربي.
وأشار إلى أنه وعلى الرغم من أن المرأة العربية نالت حقوقها السياسية في أغلب الدول العربية، منذ عقودٍ من الزمن وشاركت في بعض هذه الدول في الحياة العامة مشاركةً جيدة، إلا أنها لم تكن بالمستوى المطلوب؛ إذ لم تكن مشاركة فاعلة وواعية وناتجة عن حرية حقيقية وممارسة ديمقراطية، بقدر ما كانت إشراكاً للمرأة عن طريق التعبئة والآيديولوجيا.
ونوّه كذلك إلى أنَ المرأة تواجه في مجتمعنا العربي العديد من المعوّقات التي تحول دون مشاركتهنّ في العملية السياسية؛ كالحواجز الهيكليّة التي تُفرض من خلال مؤسسات وقوانين عنصريّة لا تزال تحدّ من خيارات المرأة في الترشّح للمناصب مما يجعل المرأة تحظى بفرص محدودة من القيادة والمساهمة بالرغم من إثباتهنّ لقدراتهنّ كقائداتٍ ورائداتٍ في عملية التغيير، وحقهنّ في المشاركة بالعمليّة الديمقراطيّة بشكل متساوٍ مع الرجل تحقيقاً لمبدأ المواطنة والحريات العامة.
وفي الجلسة الاولى تكلمت مدير عام مجموعة بسمة الدولية غولشان صغلام عن مفهوم حقوق المرأة ضمن النطاق الدولي العام وضمن لبنان بشكل خاص. وتلتها كلمةٌ لممثلة وزير الدولة لشؤون المرأة “ندى مكي” تحدثت فيها عن تطوّر حقوق المرأة على المستوى التشريعي الداخلي والدولي.
كما تحدثت ممثلة مدير قوى الأمن الداخلي اللبناني النقيب مهاب مشموشي عن دور المرأة اللبنانية وأهميته في السلك العسكري.
كما تكلم الدكتور نبيل الخوري اختصاصي علم النفس العيادي ” عن التوازن النفسي والاجتماعي للمرأة بين الاسرة والدور القيادي. وتكلمت جمانة مرعي مديرة مكتب بيروت للمعهد العربي لحقوق الانسان عن “المرأة والتنمية المجتمعية المستدامة”. وتحدّثت المحامية حلا كبارة رئيسة (حركة غرد خارج السرب) عن “المرأة والممارسة السياسية محلياً”.
وألقت راغدة غلموش كلمة مؤسسة أبعاد عن “صور من واقع دعم المرأة العربية” وجرى عرض فيلم فيديو عن واقع المرأة السورية النازحة وكيفية تحويل الظروف الصعبة التي تواجهها إلى فرص.
وتحدثت ممثلة مملكة الأردن الدكتورة تراث فايز دبابنة مديرة منظمة السالم والصداقة الدولية، عن “دور المرأة الأردنية وتمثيلها في المناصب السيادية في الأردن”.
وتلتها كلمة ممثلة سوريا منى غانم ”دور المرأة السورية وتمثيلها في المناصب السيادية في سوريا”. وكلمة ممثلة العراق هبة الجراخ والتي تحدثت فيها عن دور المرأة العراقية وتمثيلها في المناصب السيادية.
أما الكلمة الختامية فكانت للإعلامي العراقي منتظر الزيدي، حيث تكلّم عن المرأة والعالم العربي والعالم بين الفعل العالمي والاعلامي، دون التركيز على دورها الأساسي في تقدّم الشعوب والمجتمع.
وقد خرج المؤتمر بتوصياتٍ عديدة وهي:
1- وضع استراتيجية إعلامية لبناء ثقافة المساواة وتغيير الصورة النمطية للمرأة.
2- تمكين النساء من خلال فرض كوتا نسائية على الأحزاب بواسطة القانون.
3- إقامة دورات تدريبية على حقوق الإنسان وحقوق المرأة على مستوى الأحزاب والنقابات والدولة ومنظمات المجتمع المدني.
4- إدخال ثقافة المساواة في المنهج التربوي.
5- إطلاق مشروع لبناء قيادات نسائية تحت شعار «من حقك صنع التغيير السياسي في المجتمع».
6- تنمية القدرة لدى النساء عبر إقامة الدورات التدريبية وتقليد النماذج النسائية الناجحة.
7- نشر وعي جيد بواسطة الإعلام المرئي والمكتوب والسمعي لتبديل صورة المرأة عن نفسها وصورة المجتمع عنها.
8- تفعيل استمرار الحوار بين العاملين في مجال حقوق الإنسان وحقوق المرأة على الصعيدين المحلي والدولي.
9- العمل على القوانين التي من شأنها أن تزيل أي عنف أو تمييز جندري.
وقد أكّد الحضور والمشاركين تميّز المؤتمر بجمعه لعدد كبير من القامات العلمية والمجتمعية ودوره الرائد في التكاتف والتنسيق للعمل على تحسين دور المرأة وتفعيل التوصيات وإيصالها إلى صنّاع القرار وبذل أقصى جهدٍ لتنفيذها.