يورونيوز- تحاول أعداد متزايدة من النساء ممن يعشن في ضنك من العيش اختيار ملاذ الهجرة بسبب حالات عديدة يتعلق بعضها بمشاكل اقتصادية وأخرى اجتماعية. فوفقا لتقرير الأمم المتحدة فإن نسبة النساء المهاجرات تضاهي اليوم 48 ٪ من مجموع المهاجرين في جميع أنحاء العالم. هذا ويدخل كثيرون آخرون الاتحاد الأوروبي عن طريق البر، عبر تركيا ودول البلقان أو من خلال أوكرانيا وروسيا البيضاء. ويسعى هؤلاء الناس للدخول إلى أوروبا بشكل غير نظامي – دون جوازات سفر أو تأشيرات – لأسباب متنوعة. في بعض الحالات، يفرون من الاضطهاد وانتهاكات حقوق الإنسان والنزاعات المسلحة، وبالتالي يمكن اعتبارهم لاجئين بحاجة إلى حماية خاصة. وفي أغلب الأحيان، هم عبارة عن مهاجرين يحاولون الهروب من الفقر والبطالة.
هذه القضية تمت مناقشتها الأسبوع الماضي بمركز التنمية الأوروبية ببروكسل حيث تركز أعمال المؤتمر على البحث عن استراتيجيات لمواجهة التحديات الراهنة في مجالات الهجرة بشكل عام.
وتقول إيستير ناكاجيغو ناشطة في مجال رعاية الشباب-أوغندا: “في بلدي ، 70٪ من السكان هم ما دون الثلاثين سنة وهم يمثلون الفئة العاطلة عن العمل حيث لا مال لهم ويعيشون من غير أمل، وقد يرون في حمل السلام وسيلة ناجعة للوصول إلى الثروة الوطنية، أما من هم قادرون فيحملون السلام واما النساء فيغادرن بمعية أطفالهم”
وأضافت “يمكن للنساء اللواتي يعشن في كنف الفقر العثور على وظائف في قطاع الخدمات الشخصية ، لكنهن يعملن في ظل ظروف صعبة للغاية غالباً ما يكن عرضة للتحرش الجنسي .أما من لديهن تعليم عال او شهادات علمية، فيواجهن صعوبات أخرى حين يبحثن عن عمل… يتعلق الأمر بالعنصرية”
وتقول ماري شانتال أويتونز “هنا في بروكسل نتحدث عن الأجانب الذين ليسوا بأفارقة كمغتربين ثم يتحدث عنا نحن كمهاجرين”.
أما اللواتي يجربن حظهن للعثور على عمل ومأوى خارج بلدهن فنجدهن عرضة للعديد من أشكال العنف. حيث إنهن في الغالب ضحايا للاستغلال الجنسي أوالاقتصادي. وتعتقد نائب مدير المنظمة الدولية للهجرة أن الضوابط التي حددت إجراءاتها على الحدود ليست كافية لحل هذه المعضلة.
وبدورها لورا طومسون -نائب مدير المنظمة الدولية للهجرة، قالت: “جميع المهاجرين الذين يتم الاتجار بهم وبشكل غير قانوني يجدون انفسهم في حالة ضعف غير أن الاعتداءات والاستغلال هي جوانب تطال النساء بصفة متكررة وثمة حاجة حقيقية لحمايتهن”
وفقاً للأمم المتحدة ، فإن الضغط السكاني وتأثير تغير المناخ على بعض المجتمعات سيقود إلى المزيد من تدفق موجات الهجرة المتعددة الاشكال خلال السنوات القادمة. في أيلول / سبتمبر ، ستعقد الأمم المتحدة مؤتمرا حكوميا دوليا لاعتماد برنامج شامل بشأن الهجرة واللجوء.
وأضافت طومسون “خلال السنوات الأخيرة بدأت النساء في اتخاذ طريق الهجرة وهن ربات بيوت،وهذا يمثل تغيرا واضحا. يجب أن نكون قادرين على تنظيم هذه القطاعات غير الرسمية من الاقتصاد بشكل أفضل والتي ترتبط بالعمل المنزلي وعلى الخدمات الشخصية للأفراد ”
يتعيّن على الاتحاد الأوروبي و خلال الأسابيع المقبلة أن يشكل إجماعًا سياسيًا بين الدول الأعضاء الثماني والعشرين للتحدث بصوت واحد في مؤتمر الأمم المتحدة حول اللجوء والهجرة.
في كل عام، يغرق الآلاف من الرجال والنساء والأطفال وهم يجربون حظهم في محاولة يائسة للوصول إلى أوروبا على متن زوارق وقوارب صيد عن طريق إفريقيا، حيث يعبرون من غرب إفريقيا إلى جزر الكناري الاسبانية، ومن المغرب إلى جنوب إسبانيا، ومن ليبيا إلى مالطا وجزيرتي صقلية ولامبيدوزا الإيطاليتين، ومن تركيا إلى جزر اليونان.