برلين/ موقع (أمل برلين)- “نحن لا ننتظر الثورة: النضال النسوي بأوقات الأزمات في كل من سوريا وتركيا ومصر وإيران”، عنوان الفعالية التي أقيمت مؤخراً في برلين حيث اجتمعت مجموعة من الناشطات النسويات من كل الدول المذكورة، بالإضافة إلى ألمانيا، لعرض خبراتهن النضالية بمختلف المجالات البحثية والفنية والصحفية وغيرها.
حاول النقاش إلقاء الضوء على النضال النسوي أثناء الثورات والاحتجاجات التي شهدتها الدول محل النقاش، ومن ثم الإجابة على عدد من الأسئلة المتعلقة بأسباب عدم الاهتمام بهذا النضال في الوعي الجمعي للنضال النسوي العالمي، وما إن كان ذلك عائدًا لحاجة الحركات النسوية في العالم إلى بناء تحالفات عابرة للحدود؟
علاقة الحجاب بالحراك الثوري في إيران
عرضت فيروز فارفاردن من إيران ونيل موتلر من تركيا موجز لتاريخ الحركة النسوية في بلادهما، وشرحت فارفاردن كيف أصبح الحجاب ممثلًا لأيدلوجية النظام في إيران، وأن فرضه قسرًا هناك هو أحد رموز سلطوية النظام السياسي واستبداده، لذا يتخذ شكل الراعي للحراك الثوري في إيران بغض النظر عن سبب الاحتاجاجات، وما إن كانت سياسية أو اقتصادية او لها علاقة بالحريات وأحد قضايا النضال النسوي اليومي. كما عرضت نيل كيف أن بدايات أردوغان كانت مبشرة من خلال حديثه المتسامح عن المثليين وكيف آلت إليه الأمور الآن في تركيا من قمع للحريات واعتقال للصحفيين.
التحرّش هو أحد تجليات النظام الأبوي
تناولت نورا أمين، كاتبة وممثلة مسرحية مصرية، علاقة ظاهرة التحرش في مصر بالطبيعة الأبوية للنظام الاجتماعي هناك، مؤكدة على أن القضاء على التحرش بل والسلطوية تبدأ من محاربة النظم الأبوية. كما أثنت على شجاعة السيدات اللائي تحدثن عما تعرضن له من تحرش لأنهن بذلك خرجن من دائرة الشعور بالعار، وتوقفن عن كونهن ضحايا وبدأن يدركن أنهن بشر.
وضع المرأة في سوريا واستغلالها من قبل كل الأطراف
أما السورية زينا ارحيّم، العضوة في مراسلون بلا حدود، تناولت الانتهاكات الجنسية وغيرها من المآسي التي تعانيها المرأة السورية سواء كان من قوى النظام أو داعش، وكيف أن العديد من العائلات إما تزوج بناتها مبكرًا أو يرحلوا بهن من مناطق سيطرة النظام لحمايتهن.
كما أوضحت أنه في سوريا ليس فقط الإسلاميين والمسلحين هم من يقفون أمام نضال المرأة، ولكن هناك أيضًا العديد من النشطاء العلمانيين يقفون ضد المرأة ويحاربون المبادرات النسوية نتيجة لأنهم لا يرغبون بمواجهة تحدٍ ما مصدره امرأة، كما انتقدت هامش الحرية المتاح للمرأة الكردية وكيف أنها وجدت بعد البحث بأن الصحفيات الكرديات يوكل لهن فقط الموضوعات المتعلقة بالمرأة والعائلة، بالإضافة لكون المرأة الكردية مستغلة سياسيًا تحت مسمى محاربة داعش.
وهو ما اختلفت معها بشأنه الناشطة النسوية الكردية جيهان داود والتي دافعت عن حمل المرأة الكردية للسلاح لكي تحمي نفسها وأرضها بعد قيام النظام السوري باعتقال الرجال الأكراد، كما استعرضت دور الأكراد ومشاركتهم في الثورة السورية وعادت بالتاريخ إلى ثورة الأكراد عام 2004.