«مأوى وملاذ».. المرأة في روايات حنّا مينه
الأديب السوري حنّا مينه

وكالات- حلّت البارحة، الذكرى الثانية لوفاة الروائي السوري حنا مينه، الذي رحل عن عالمنا في 21 أغسطس لعام 2018، عن عمر ناهز الـ94 عاماً، في دمشق.

الكاتب الكبير “حنّا مينه” شيخ الروائيين السوريين، وفي حوارٍ له حول المرأة في أدبه، نشرته مجلة “البيان” الكويتية في عدديها رقم 324 & 325 بتاريخ 1 يوليو لعام 1997، تحدّث عن مكان المرأة في عالمه الروائي، وهو يرى التجلّي في أنبل ما فيها من صفات، وأوضح كيف رصد نموذجها الإنساني وكيف تحدّث عنها.

ودائماً ما تشكّل المرأة في روايات حنّا مينه مأوىً وملاذاً، ويكمن ذلك في إيمانه المطلق بقدرة المرأة على صنع الحياة وبمشاركة الرجل، وقناعته أنها في ميدان التقدّم الاجتماعي، صانعة هذا التقدم في ممارساتها السلوكية التي تملك الجرأة للخروج على المألوف، واستطرد خلال حديثه قائلاً: “إن المرأة أكثر من حبيبة ورفيقة وزوجة وأخت، إنما مُلهِمَة وشريكة كفاح، وهي أم، على كتفها نضع كل متاعبنا، وعلى صدرها نستريح.”

وعن جوهر جدلية العلاقة في رواياته بين الحب والمرأة، أشار إلى أنّ الحب في رواياته ذو نزعة إنسانية عميقة، لكنه ليس بالحب السهل، وغالباً ما يأتي عبر الصراع، لأن شخصياته نفسها، كما أشارت الدكتورة نجاح العطار في دراستها “جدلية الخوف والجرأة”، تنطوي على هذا الصراع، على مدى حياتها الروائية، والمرأة، الطرف الآخر في علاقة الحب، ليست هامشية عنده، ولا عند أبطاله، إنها أساس من أسس الوجود، وجوهر فيه، ويكاد حبّ المرأة أن يكون مالكاً لقلوب الأبطال.

واستنكر الروائي حنّا مينه ما زعمه بعض النقاد أنّ المرأة، الزوجة والأم، هي ناقصة الصفات في أدبه، قائلاً: هذا ليس صحيحاً، المرأة والمستقبل هما قضية أدبي، ويأتي الحب دائماً رباطاً إنسانياً فيه كل الاحترام للمرأة، وكل التجلّي لأنبل الصفات فيها، ومن هنا أقول إن الذي يزعمون غير ذلك، لم يقرؤوا كتبي.

قال “مينه” في وصيته، أنه سخّر أدبه وكتاباته لنصرة الفقراء والبؤساء والمعذَّبين في الأرض. كما طلب “حنّا مينه” في وصيته ألا يُقام له أي حفل تأبين، وأن يُحمَل على أكتاف أربعة أشخاص مأجورين من دائرة دفن الموتى، في جنازة بسيطة، وألا يُقام له سرادق عزاء، وألا يبكيه أحد، أو يُبدي عليه مظاهر حزن في الحديث أو المسلك أوالملبس.

أنجب حنّا مينه خمسة أبناء، بينهم ولدان، هما سليم، الذي تُوفّي في الخمسينيات، في ظروف النضال والحرمان والشقاء التي عاشها والده، والآخر سعد، أصغر أولاده، وهو ممثل سوري شهير، شارك في بطولة المسلسل التليفزيوني “نهاية رجل شجاع” المأخوذة عن رواية والده، كما شارك في العديد من المسلسلات السورية. ولدى حنّا مينه أيضاً ثلاث بنات: سلوى، التي تعمل طبيبة، وسوسن، التي أنهت دراسة الأدب الفرنسي، وأمل المهندسة المدنية.

الأديب السوري حنّا مينه

الأديب السوري حنّا مينه 

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015