الإسكندرية/ جريدة (اللواء)- جرى مساء يوم الأحد الفائت اختتام أعمال مؤتمرٍ حول ” المرأة والوساطة في عملية الامن والسلام” بالتعاون مع operation 1325 Stockholm ،وهي منظمة سويدية تعمل من أجل تنفيذ قرار مجلس الأمن 1325 في السويد وبالشراكة مع منظمات النساء والسلام حول العالم.
وقد شاركت بيرجيتا هولست/ دبلوماسية سابقة ورئيسة المنظمة السويدية، وشارلوت ليند/ مسؤولة تنفيذ البرامج في المنظمة السويدية، وراندا حافظ/ مسؤولة في شؤون المرأة بالمعهد السويدي بالإسكندرية في أعمال هذا المؤتمر.
كما شارك في المؤتمر 25 سيدة من 10 دول (مصر والسويد وليبيا والعراق وتونس والأردن ولبنان وفلسطين واليمن وسوريا). ويهدف المؤتمر إلى تمكين المزيد من النساء، وخاصةً الشابات من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من المشاركة النشطة في الوساطة في أعمال السلام والأمن.
وأشارت اليمنية سمر أحمد/ مسؤولة برامج شمال اليمن، إلى أنّه منذ عام 2014 أصبح الوضع في اليمن سيء للغاية وذلك بسبب النزاع المسلّح في اليمن؛ حيث ترتب على ذلك انعدام الأمن وانتشار الفقر بكثرة حيث بات أكثر 17 مليون شخص يعانون من عدم وجود الأمن الغذائي، و5 مليون في خطر المجاعة، إلى جانب أنتشار وباء الكوليرا. وبالرغم من كل ما تتعرّض له المرأة اليمنية من عنفٍ؛ ما زالت هي الصانعة للسلام في بلادها المُحتلّة.
وأكّدت اليمنية أحمد أنّ نسبة الأمية بين السيدات اليمينات تصل إلى 60%، مضيفةً أن الحرب زادت من ضعف المرأة ووضعها الاقتصادي الصعب بعد فقدان ربّ الأسرة أو ممارسة الزوج العنف على الزوجة. وأضافت أنّ “الحرب في اليمن هي حربٌ بالوكالة، إذا توقّف التمويل عن الحوثيين؛ سوف تتوقّف الحرب في اليمن.. كلّ ذلك في وجود صمتٍ إعلاميّ عالمي وعدم تسليط الضوء علي المعاناة الإنسانية في اليمن والتي تمثّل كارثةً إنسانية.”
وبدورها لفتت غسق محيي/ رئيس جمعية نساء بغداد، إلى أنّ العنف الجنسي والاغتصاب من أهمّ التحدّيات التي تواجه المرأة في العراق، حيث أنّ المرأة الواحدة تتعرّض للاغتصاب من عشرة رجالٍ؛ الأمر الذي يؤدّي إلى اختلاط الأنساب إلى جانب ظهور أطفالٍ في الشوارع مجهولي النسب أو يتم إلقائهم كرُضّعٍ في الشارع.
وأضافت العراقية غسق أنّه “يجب تسليط الضوء من الإعلام على ماتتعرّض له المرأة العراقيّة من قبل داعش، وكل ما يحدث في العراق هو نتيجةٌ لسيطرة الوضع العشائريّ والجهل بحقوقها وارتفاع نسبة الأمية والهيمنة الذكورية وافتقاد الدعم النفسي والمعنوي.”
وقالت الفلسطينية لوسي ثلجية/ عضو مجلس بلدية بيت لحم، أنّ المرأة الفسلطينية لم تشارك في في صنع القرار على جميع المستويات، بالرغم من أنّ القانون الفلسطيني يوفّر المساواة إلا أنّه يوجد إقصاءٌ واضح لدور المرأة، وأنّ المشاركة السياسية للمرأة الفسطينية لا تتعدّى 17%، وعلى المستوى الدبلوماسي لا تصل إلى 4.5%.
وأشارت ثلجية إلى أنّه بالرغم من كلّ التحدّيات التي تواجهها المرأة خلال المشاركة السياسية إلا أنّها فازت بخمس مقاعد داخل المجلس التشريعي من أصل 88 مقعداً في عام 1996 و17 من أصل 132 مقعدا في عام 2006؛ وهو مايثبت اهتمام المرأة والحركة النسوية بالمشاركة النسوية، مشيرةً إلى أنّ المرأة في فلسطين تعاني من الاحتلال وفي نفس الوقت تعاني من الطبع العشائري والعقلية الذكورية في الشارع الفلسطيني، كما تعاني من تهميش دعم المؤسسات النسوية.
وأختتم المؤتمر، الذي تضمّن ورش عملٍ وحلقاتٍ نقاشية عديدة، بالخروج بعدّة توصيات والتي سوف يتمّ تقديمها للهيئات والمنظمات التابعة للأمم المتحدة؛ لكي يجعلوا محاور مؤتمر “الأجندة” وهي المرأة والسلام والأمن واقعاً ملموساً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وجاء في البيان:
“من أجل إنهاء معاناة البشرية في مناطق الصراع، ندعو إلى إنهاء جميع أشكال الاحتلال الأجنبي وتعزيز جهود السلام من قبل المجتمع الدولي، بالإضافة إلى إنهاء كلّ أشكال التطرّف. كما ينبغي على المجتمع الدولي أن يعمل على تطبيق قرار مجلس الأمن 2250.
يجب احترام حقوق الإنسان لكلّ الأقليات في كلّ الدول ويجب منع العنف ضدّ المرأة من خلال منع الإفلات من العقاب على جرائم العنف الجنسيّ والنوعيّ، كما يجب تقديم كلّ من ارتكب مثل تلك الجرائم إلى المحاكمة لانتهاكهم للقانون الدولي، مع اتخاذ الإجراءات الخاصة بتقديم أعمال الإغاثة والتأهيل بالتركيز على المرأة؛ التي يجب أن تحصل على الدعم الملائم لتأهيلها إذا ما تعرّضت لعمليات استغلالٍ جنسيّ وتوفير الحماية اللازمة لللاجئين مثل ظروف العيش في المخيمات.
تعزيز حقّ المرأة في المشاركة السياسية والمشاركة في صنع القرار، وللمرأة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الحقّ في المشاركة في الإدارة والوساطة وبناء السلام واستدامة الأمن والسلام الدوليين.
مناشدة كافة دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بتطبيق القرار 1325 على المستويات المحليّة والأقليمية، كما نناشد المجتمع الدولي بأن يدعم هذا التطبيق.”