ما الذي لا تستطيع النساء فعله في السعودية؟
حملة "أنا وليّة أمري" لمساندة المرأة السعودية

بي بي سي- أصدر العاهل السعودي أمرا يسمح للمرأة بقيادة السيارة، منهيا بذلك تفرقة هناك شكوك قوية في مبررتها في البلاد التي تعد المكان الوحيد في العالم الذي يحظر ذلك على المرأة. ومع بدء سريان العمل بهذا الأمر في شهر يونيو/حزيران المقبل، سيظل هناك أشياء بعيدة عن متناول المرأة في ذلك البلد المحافظ.

إذ لا يزال هناك أمور يجب على النساء أن يطلبن من الرجال الإذن لعملها. ومن بين تلك الأمور:

  • طلب استخراج جواز سفر
  • السفر للخارج
  • الشروع في الزواج
  • فتح حساب في البنك
  • بدء مشروعات أعمال معينة
  • إجراء بعض العمليات الجراحية
  • مغادرة السجن

وترجع القيود المفروضة إلى نظام الوصاية. ومنذ تأسيس المملكة تبنت السلطة فيها المذهب الوهابي المعروف بأنه أحد التفسيرات المتشددة للشريعة الإسلامية. وفي أعقاب انتفاضة من جانب متشددين في عام 1979، عززت تلك القواعد بطريقة أكثر تشدداً. وأدى ذلك إلى أن أصبحت السعودية أكثر البلدان في الشرق الأوسط من حيث عدم المساوة بين الجنسين، بحسب ما جاء في مؤشر المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2016 للهوة في النوع، متصدرة في ذلك اليمن وسوريا، اللذين يعانيان من الحرب.

“رجل يساوي امرأتين”

وتعرّض نظام وصاية الرجل لانتقاد شديد، من جهات مختلفة، من بينها منظمة حقوق الإنسان هيومن رايتس ووتش، التي قالت إن هذا حوّل النساء إلى “أقلية قانونية لا تستطيع اتخاذ قرارات أساسية تتعلق بهن”. غير أن ذلك لم يحل دون شن بعض النساء حملة ضد هذا الوضع، وإن لم يكن ذلك سهلا في بلد تجابه فيه المرأة أيضا بصعوبة المشي وحيدة أمام الناس دون أن تكون في صحبة رجل.

وهناك تمييز واضح ضد المرأة في النظام القضائي. إذ تعد شهادة الرجل في السعودية، وبلدان أخرى لها تفسيرها للشريعة الإسلامية، مساوية لشهادة امرأتين. ومن الصعب كذلك على المرأة الحصول على حضانة الأطفال بعد الطلاق، إذا تجاوز الذكور منهم سن السابعة، أو التاسعة بالنسبة إلى الإناث. وتزداد تلك الصعوبة أكثر إن كانت المرأة غير مسلمة، أي أجنبية تعيش في السعودية.

لكن بعض جوانب حياة النساء في السعودية أقل عرضة للقيود على غير المتوقع؛ إذ منحت النساء حق التصويت في عام 2015، وأصبح التعليم إلزاميا للفتيات والأولاد حتى سن 15، وعدد الفتيات اللاتي يتخرجن في الجامعات أكثر من الفتيان.

وتمثل المرأة حوالي 16 في المئة من القوى العاملة.

قواعد الزي

ولكن ما يلبسنه في العمل ليس طبقاً لما يردن، إذ يجب على المرأة السعودية ستر جسمها بالكامل، بإرتداء العباية، في الأماكن التي يمكن أن يراها فيها الرجال، الذين ليسوا من أقاربها. ولذلك توجد أماكن خاصة بالنساء فقط، في بعض الطوابق من مراكز التسوّق، مثلاً، حيث يمكن أن تخلع المرأة العباية. لكن من لا تتبع تلك القواعد خارج تلك الأماكن تواجه انتقاد رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ولكن هناك استثناءات: إذ يسمح لغير السعوديات بحرية أكثر بالنسبة للزي. وقد زارت رئيسات دول، وزوجات رؤساء السعودية دون أن يلبسن العباية، أويغطين رؤوسهن، لكن النساء اللاتي يسافرن في أعمال أخرى يجب عليهن أن يغطين أجسامهن بعباية قبل ترك المطار.

ويوجد فصل بين الجنسين في نواحي كثيرة من الحياة في السعودية، ويطبق هذا الفصل بعناية. ويمكن أن يمتد إلى حمامات السباحة، ومراكز الرياضة في الفنادق التي يرتادها أجانب.

حملة "أنا وليّة أمري" لمساندة المرأة السعودية

حملة “أنا وليّة أمري” لمساندة المرأة السعودية

قيود على النساء في بلدان أخرى

توجد قلة من البلدان تطبق نظاماً متشدداً بالنسبة إلى ما يمكن أن تفعله المرأة وما لا يمكنها فعله، مثل السعودية، لكن هناك أماكن أخرى حيث يحظر على النساء أداء بعض الأنشطة، وبعض تلك الأنشطة مثير للدهشة. وهذه أمثلةٌ قليلة لذلك.

ففي الصين تمنع وزارة التعليم النساء من دراسة التعدين، وهندسة الأنفاق، والملاحة، وبعض العلوم الأخرى، وتقول إن القرار اتخذ احتراماً لأمن المرأة وسلامتها.

وفي قضية “فريدة وغير معتادة” في بريطانيا قال القضاة لامرأة كانت تريد الطلاق إنها لا تستطيع، لأن زوجها يرغب في استمرار زواجه بها.

وفي روسيا، توجد قائمة من الوظائف التي لا يسمح للمرأة بأدائها، منها النجارة، ومكافحة الحرائق، وقيادة القطارات، وقيادة القوارب. وتأكّدت هذه القائمة في عام 2000، ولكن يمكن لأصحاب الأعمال تجاوزها إذا وفروا ظروف الأمن والسلامة للنساء، لكن المعمول به فعلياً هو أن معظم الأعمال تتجنب تكاليف عمل ذلك.

ويحظر على النساء في مدينة إندونيسية ركوب الدراجات النارية، إذا كن ركاباً خلف الرجال. وقال عمدة مدينة لوكسيوماوي إنه يجب على النساء أن يجلسن في مركبة جانبية ملحقة بالدراجة النارية حفاظاً على “الآداب والسلوك العام”. وكانت المدينة قد منعت على النساء من قبل لبس السراويل الضيقة، قائلة إنها ستصادرها، وتمزقها عند ضبطها، وتستبدل بها تنورة أنتجتها الحكومة.

أما النساء في السودان فإن عقابهن لارتداء السراويل – التي تعد ملابس “غير لائقة”- فهو الجلد.

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015