مسلسل «ونحب تاني ليه» يكشف الضغوط على المرأة المُطَلَّقة
مسلسل «ونحب تاني ليه»

الشيماء أحمد فاروق/shorouknews- أحدثت بعض المشاهد من مسلسل “ونحب تاني ليه” للفنانة ياسمين عبدالعزيز، ردود أفعال مختلفة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، خاصة في المجموعات الخاصة بالنساء، والسبب الضغوط التي ترتكب ضد المرأة المطلقة، ونظرة الأشخاص لها.

والموضوع مرتبط بنظرة المجتمع للمرأة بعد الطلاق، وكيف يفكر كل من حولها، وما هي الضغوط التي تمارس عليها، وهو ما رصد بعض جوانبه المسلسل من خلال شخصية “غالية”، وهي امرأة مطلقة ولديها ابنة، وتعيش مع والدتها وجدتها العجوز.

“ونحب تاني ليه” وشخصية المرأة المطلقة

المسلسل تدور أحداثه في الوقت الحالي، وهو بالتالي مختلف عن الأعمال السابقة التي تناولت نفس الفكرة، فلم تعانِ “غالية” من تقييد حريتها كونها مطلقة، بل استمرت حياتها بشكل طبيعي، ولكنها لم تخل من الضغوط التي تواجها السيدة بعد الانفصال عن الزوج.

كانت الابنة الصغيرة أولى أدوات الضغط التي تمارس على البطلة لكي تفكر فيها دائما، وألا تبحث عن سعادة نفسها وتتزوج مرة أخرى، بل تفكر في سعادة الابنة وتعود للزوج الأول، وهو ما يحرم الأم من حقها في الحياة كإنسانة لمجرد تغليب مصلحة طفلتها الصغيرة.

أما ثاني الضغوط التي واجهتها هي مضايقات الرجال الآخرين عند علمهم بطلاقها، وعلى رأسهم الممثل الذي كانت تعمل معه “غالية” في فيلمه الجديد، فهي مهندسة ديكور وتتعرض لتجاوزات منه ومحاولات لأن يذهب لغرفتها وما إلى ذلك أثناء عملها معه.

كان التعبير الأقوى عن صورة المرأة المطلقة عند الأفراد في المجتمع، حتى وإن كان هؤلاء ينتمون لطبقة الأثرياء، جاءت من والد الرجل الذي أحبته، عندما واجهها بأنه يعلم بطلاقها، ويرى أنها لا تصلح زوجة لابنه، فهو يتمنى لابنه فتاة مناسبة له، وليست مطلقة، ويستخدم تعبيرا مصريا في هذا الموقف: “العروسة هتبقى في الفرح وبنتها على حجرها”، مما يدفع غالية للانصراف بعد شعورها بالإهانة.

مشاكل المُطَلَّقة في أعمال أخرى

عبّرت أعمال أخرى بين السينما والدراما التلفزيونية عن المرأة المطلقة ومشاكلها في المجتمع، وفق الفترة الزمنية التي تدور فيها أحداث العمل، وقد قدّمت فاتن حمامة فيلمين عن مشاكل المرأة المطلَّقة، أحدهما عن مشاكلها القانونية وحقّها في طلب الطلاق في “أريد حلاً”، الفيلم انتاج عام 1975.

أما الثاني فهو يعبّر عن حياة سيدة قرّرت الانفصال عن زوجها، فبدأت تواجه سيل من اللوم والتأنيب، وتحكّمات في حياتها الشخصية، ومطالبات بالعودة لزوجها مرة أخرى من خالتها، ناصحة إياها: “مايصحش تعيشي لوحدك وأنتِ ست من غير راجل”، الفيلم من إنتاج عام 1979.

وتحت عنوان “المطلَّقات”، قُدّم عملان في فترات زمنية مختلفة، الأول كان فيلم سينمائي من بطولة شمس البارودي، والذي عبّر بشكل جريء عن مشكلة السيدة المطلقة ونظرة الرجال لها، وتحكّم الأهل فيها، كما اقترب من مشاكلها النفسية وما تعانيه من وحدة، وإشاعات تحاصرها في العمل أو من المعارف والمقربين.

والثاني مسلسل “المطلَّقات” من بطولة مجموعة من الفنانات، علا غانم ومي سليم ومي كساب وميريهان حسين، ويرصد تأثير الطلاق على شخصيات نسائية مختلفة، وكل منهنّ كيف تواجه الأمر، وتواجه المجتمع الذي تنتمي له.

المجتمع والمرأة المطلقة

لقد أعدّت الكثير من الكتب والدراسات التي تتحدّث عن مشاكل وقضية المرأة المطلقة ونظرة المجتمع لها، ومن بينها كتاب الدكتور عادل عامر، متخصص في الشأن القانوني وخبير في القانون العام ورئيس مركز المصريين للدراسات، في كتابه “المرأة عبء اجتماعي”.

ويقول فيه إنه في مجتمع حديثه الرئيسي “ضل راجل ولا ضل حيطة”، تكون المرأة المطلَّقة التي تركها أو تركت زوجها/ رجلها، في معاناة وأوضاع سيئة، فهي تتعرّض لضغوط من أسرتها وأهلها، وما تسمعه من لوم وتأنيب، وأضاف: “مشكلة المجتمع أنه ينظر للمطلقة على أنها مرأة غير مسئولة وتفكر في ذاتها أكثر من أبناءها، وربما تكون امرأة لعوب وغير جديرة بالاحترام، وما إلى ذلك من صفات، فهي نظرة مشينة وسلبية”.

كما تعاني إذا فكّرت في الزواج مرة أخرى، فهم يرونها لا تستحق ذلك، وإلا فالأجدر بها العودة لزوجها الأول من أجل أبناءها، وأضاف عامر: “وإذا وجدت من يرغب في الزواج منها، فقد تعمل بعض الجهات الأخرى القريبة أو البعيدة من الشخص وتحريضه على عدم الزواج منها؛ وبذلك تكون المرأة المطلقة واقعة بين سندان الأهل ومطرقة المجتمع”.

وهذه الجوانب المذكورة، بعضها ما تعرّضت له بطلة مسلسل “ونحب تاني ليه” من تأليف عمرو محمود يس، والذي رصد بعض بقايا النظرة السلبية ضدّ المرأة المطلَّقة، وإخراج مصطفى فكري.

مسلسل «ونحب تاني ليه»

مسلسل «ونحب تاني ليه»

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015