مجلة ميم- عبّرت ست منظمات دولية وحقوقية، بينها اليونسيف والأمم المتحدة والعفو الدولية، عن صدمتها لما تتعرض إليه الغوطة الشرقة بدمشق من قصف مروع. وتحدثت المنظمات في بياناتٍ منفصلة، عن “وحشية” و”خسائر بشرية فادحة”و”وضع مشين” و”كارثة إنسانية” و”جرائم حرب” يرتكبها النظام السوري في المعقل الأخير لفصائل المعارضة في ريف دمشق.
الأمم المتحدة: جريمة حرب
ندّد منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا، بانوس مومتزيس بتعرض ستة مستشفيات للقصف في الغوطة الشرقية، معتبرا أن أي اعتداء متعمد ضد مبان طبية “قد يرقى لجريمة حرب”.
وقال مومتزيس “أفزعتني وأحزنتني جدا تقارير عن اعتداءات مرعبة ضد ستة مستشفيات في الغوطة الشرقية خلال 48 ساعة”.
اليونسيف: من ينصف القتلى؟
ومن جانبها عبرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونسيف”، عن غضبها لما يتعرض إليه الأطفال في منطقة الغوطة الشرقية من تقتيل بأعداد كبيرة.
وقال المدير الإقليمي لـ”يونيسيف”، غيرت كابيلاري، في بيان صدر يوم أمس الثلاثاء: “لا توجد كلمات تنصف القتلى من الأطفال وأمهاتهم وآبائهم وأحبائهم”.
البيان الذي اكتسح الفراغ جزء كبير من مساحته، بين علامتي تنصيص في إشارة إلى عدم وجود نص. وجاء في هامش تفسيري أسفل الصفحة: تصدر “اليونيسيف” هذا البيان الخالي من الكلمات: “لم تعد لدينا كلمات لوصف معاناة الأطفال وغضبنا”.
الصليب الأحمر: وضع حرج للغاية
ومن جانبها أعربت اللجنة الدولي للصليب الأحمر عن جزعها من احتدام القتال الدائر في الغوطة الشرقية على مشارف العاصمة دمشق، الذي يُلقي بتبعات جسيمة وغير مقبولة على الحياة اليومية في المنطقة، في الوقت الذي يستمر فيه تضرر أحياء عدة من مدينة دمشق من جرّاء الأعمال العدائية.
وقال المدير الإقليمي باللجنة الدولية لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط، روبير مارديني: “لقد بلغ الوضع الإنساني في الغوطة الشرقية حدًا حرجًا. فكما وقع مرارًا وتكرارًا في سورية على مدار السنوات الست الأخيرة، يجد الناس العاديون أنفسهم عالقين في وضع تصبح الحياة فيه مستحيلة تدريجيًا، إذ تشح السلعّ والمساعدات”.
وأضاف مارديني قائلًا: “الناس الذين يعانون من أمراض مزمنة والمصابون إصابات خطيرة يكافحون للحصول على الرعاية الطبية. وينبغي ألا يُستخدم المرضى والجرحى كرهينة للمفاوضات بين الأطراف المختلفة المنخرطة في القتال. ولا بد من توفير الرعاية الطبية فورًا ودون إبطاء لكل من يحتاجون إليها، بصرف النظر عن هويتهم”.
منظمة العفو الدولية: سوريا تستهدف شعبها بدعم روسي
وقالت ديانا سمعان، الباحثة المعنية بسوريا في منظمة العفو الدولية: “إن الحكومة السورية، وبدعم من روسيا، تستهدف عمداً شعبها في الغوطة الشرقية. فالسكان لم يعانوا حصاراً قاسياً خلال السنوات الست الماضية فحسب، بل إنهم محاصرون الآن تحت وابل يومي من الهجمات التي تتعمد قتلهم وتشويههم، والتي تشكل جرائم حرب سافرة”.
وأضافت تقول: “ويجب على مجلس الأمن أن ينفذ قراراته الخاصة التي تدعو إلى إنهاء الحصار على المناطق المدنية، ووضع حد للهجمات على المدنيين، وينبغي على أعضاء مجلس الأمن الدائمين، بما فيهم روسيا، ألا يمنعوا التدابير التي تهدف إلى وقف الفظائع الجماعية، والتصدي لها”.
أنقذوا الأطفال: حرب مروعة
أشارت منظمة أنقذوا الأطفال وهي منظمة غير حكومية بريطانية إلى “قصف غير مسبوق” في الغوطة، وأن “الوضع مشين”. وعبّرت عن “الحاجة الماسة” لتمكين عمال الإغاثة من إيصال الغذاء والمواد الطبية للمتضررين في هذه “الحرب المروعة”.
منظمة كير: كارثة إنسانية
وأكّدت منظمة كير الدولية أنه “إذا لم يُتوصل إلى وقف لإطلاق النار بشكل سريع فسنواجه كارثة إنسانية”. وشدّدت “كير انترناشونال” أن شدة القصف الجوي الذي أدى إلى مقتل أكثر من 220 مدنيا خلال أربعة أيام، صعّب على عمال الإغاثة مساعدة ما يقارب 400 ألف شخص محاصرين في المنطقة.
وقالت مديرة العلاقات العامة المسؤولة عن سوريا لدى المنظمة جويل بسول “يواجه شركاؤنا (في الغوطة) صعوبة في التنقل. كيف يمكنهم الوصول إلى الأشخاص الأكثر عرضة للخطر؟”.