منظمات دوليّة: مُشاركة الرجل في المهام المنزليّة “ضرورة”
المساواة بين الجنسين

رصيف22- أكّدت “منظمة العمل الدولية” في تقريرٍ جديد أنّ أبرز أوجه عدم المساواة بين الجنسين لا تقتصر على العمل والوظائف فقط، لكنها تتمثّل أيضاً في المهام المنزلية.

وبالتزامن، قالت الأمم المتحدة إنّ الفروقات المهنيّة بين الرجال والنساء عبر العالم “لم تشهد تراجعاً فعلياً منذ ربع قرن”، رغم وضوح الحلول. وأكّدت الأمم المتحدة أن الفروقات المهنية بين الرجال والنساء لن تتحسن ما لم يتولَّ الرجال المزيد من المهام المنزلية.

فجوة كبيرة بين الجنسين في الأعمال المنزلية

في تقريرها الذي أصدرته لمناسبة يوم المرأة العالمي 2019، كشفت منظمة العمل الدولية أنّ “الفارق بين مستوى توظيف الرجال والنساء تراجع أقلّ من نقطتين مئويتين خلال السنوات السبع والعشرين الأخيرة”.

واعتبرت المنظمة أنّ ترجيح حصول المرأة على وظيفة عام 2018 أقلّ من الرجل بـ26 نقطة مئوية، وذلك رغم أنّ بعض استطلاعات الرأي تُشير إلى أنّ 70% من النساء يُفضّلن العمل على البقاء في المنزل.

وأشارت المنظمة إلى وجود مُعوّقات عدّة تؤخّر تحقيق المساواة في الوظيفة “أكثرها تأثيراً رعاية الأطفال”.

وبحسب مانويلا توميي، مديرة دائرة ظروف العمل والمساواة في المنظمة، فإنّه: “خلال السنوات العشرين الأخيرة، لم يتراجع الوقت الذي تُكرّسه النساء لرعاية الأطفال والمهام المنزلية، فيما زاد الوقت الذي يكرّسه الرجال في هذا المجال ثماني دقائق فقط”.

وأضافت: “سيراً على هذه الوتيرة، نحتاج إلى أكثر من 200 سنة للوصول إلى المساواة في الوقت المُكرّس للنشاطات غير مدفوعة الأجر”.

وأورد التقرير أنّ 647 مليون امرأة في سن العمل (أي ما يُعادل 21.7%من نساء العالم) يقُمن بدوامٍ كامل بأعمال غير مدفوعة الأجر في مجال رعاية الآخرين، وترتفع هذه النسبة إلى 60% في العالم العربي.

وفي المقابل، يُشارك 41 مليون رجل فقط (1.5% من الرجال) في الأعمال المنزلية حول العالم.

عوائق أخرى تُؤخّر المساواة

في سياقٍ متصل، أظهر تقرير المنظمة الدولية استقرار الفارق في الأجور بين الرجال والنساء في العالم على نسبة 20%. وتتضاعف هذه النسبة في دولٍ مثل باكستان والمملكة العربية السعودية.

وشدّدت مديرة دائرة ظروف العمل والمساواة في منظمة العمل الدولية، على أنّه: “عندما يشارك الرجال بشكلٍ أكبر في نشاطات الرعاية غير مدفوعة الأجر نجد عدداً متزايداً من النساء في مراكز مسؤولية”.

ومؤخراً، كشف البنك الدولي، في أحدث دراسةٍ صادرة عنه، أنّ النساء لا يحصلن سوى على ثلاثة أرباع (75%) ما يتمتّع به الرجال من حقوقٍ قانونية على مستوى العالم، لافتاً إلى أنّ “6 دول فقط تمنح المرأة حقوقاً مُساوية للرجل”.

وبحسب الدراسة، التي تغطي السنوات العشر الأخيرة في 187 دولة، فإنّ دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الأكثر تمييزاً ضدّ المرأة، وذلك بمعدّل حقوق 47.37% فقط مما يمنح للرجل.

العلم يُؤيّد…

على صعيدٍ آخر، أثبتت عدّة دراسات أهمية قيام الرجل بالأعمال المنزلية أو بعضها على الأقل. وفي فبراير  2018، حثّت نتائج دراسةٍ نُشرت في “American Journal of Respiratory and Critical Care Medicine” الرجال على أداء الأعمال المنزلية، مشدّدةً على أنّ “الأعمال المنزلية تؤثّر في رئتي المرأة وليس الرجل”.

وفي أبريل عام 2018، أثبتت دراسةٌ أميركية أنّ معاونة الرجل لزوجته في الأعمال المنزلية، بشكلٍ عام، وغسل الأطباق تحديداً، “قادرةٌ على إنقاذ علاقتهما”. وأوضحت الدراسة، التي نشرها “مجلس العائلات المعاصرة” في الولايات المتحدة، أنّ “النساء اللواتي تُركن للقيام بمهام التنظيف وحدَهُنّ، كُنّ الأكثر إثارةً للخلافات مع أزواجهِنّ، كما كُنّ الأقلّ إشباعاً جنسياً بالمقارنة مع من عاونَهُنّ أزواجَهن”.

وتشكو الكثيرات من النساء عدم تعاون الرجل معهن، لاسيما في مجتمعاتنا العربية التي تنظر لذلك على أنّه “تصرفٌ معيب”. ويؤكّد خبراء أنّ هذه الأعمال بالإضافة إلى أعباء تربية الأبناء والعمل الوظيفي تُصيب المرأة بـ”الإجهاد الذهني”.

المساواة بين الجنسين

المساواة بين الجنسين

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015