السويداء/ سانا- أعمالٌ يدوية من توالف البيئة والأقمشة المُعاد تدويرها، صنعتها ميسون أبو كرم التي انطلقت بالعمل في هذا المجال قبل نحو 12 عاماً متحدّيةً ظروف المرض ومعبّرةً عن تمسّكها بالحياة.
ما تقدّمه أبو كرم، 49 عاماً، جاء بعد مرضٍ أصاب كبدها وشفيت منه؛ حيث عملت على تجاوز طاقة المرض السلبية بالأعمال الفنية التي كانت تعطيها تفاؤلاً وثقةً بالنفس، لتُظهر علاقتها الوثيقة بالطبيعة وبالبشر عبر أعمالٍ استخدمت فيها لحاء الأشجار مع خلفيةٍ من القماش، فضلاً عن استثمارها أكياس النايلون في تصنيع حقائب نسائية وستائر وقطع للزينة.
وتشير ميسون في حديثٍ لـ سانا إلى أن حالات الإنسان والوطن حاضرةٌ في أعمالها ومجسّماتها الفنية التي تقدّمها ضمن العديد من المعارض الفردية والجماعية، بما يشكّل فرصةً لها للانطلاق أكثر والتجديد فيها تماشياً مع الخصوصية التي تحملها رسالة الفن.
ميسون التي كانت من الأطفال الروّاد خلال دراستها الابتدائية في مجال الفن تدرّبُ حالياً العديد من النساء على إتقان الأعمال اليدوية الفنية، دون أن يشغلها ذلك عن تجسيد أيّ حالةٍ للجمال تراها بلوحةٍ على طريقتها.
وحول تجربة ميسون أبو كرم؛ قال الفنان التشكيلي جمال العباس: إنها فنانةٌ صاحبة إمكانياتٍ تؤهّلها للوصول إلى مبتغاها وطاقتها الفنية المختزنة، منوّهاً بقدرتها على التعامل مع العناصر والمفردات البسيطة حولها كالأشجار والنباتات والقشور والخيش والقصب والعيدان والفخار، بالأشكال والألوان الطبيعية والأصباغ المُصنّعة وشيءٍ من الرسم بالخط أو الظل والحفر، مستوعبةً معالم الفن التشكيلي الجميل بمفرداتها وعجائنها الخاصة وتوظيفها بأشكالٍ من الأطباق و المزهريات و القوارب.