الإسكندرية/ وكالات- ناقش ممثلو الدول المشاركة في الندوة الإقليمية حول أهداف التنمية المستدامة والمساواة بين الجنسين بالإسكندرية والتي تقام في مكتبة الاسكندرية بمصر، بمشاركة وفدٍ من مجلس الشعب السوري، القضايا المتعلّقة بالمساواة بين الجنسين كعنصرٍ حيوي في التنمية المستدامة التي تنطلق من تمكين النساء والفتيات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والقضاء على التشريعات التمييزية.
وفي كلمةٍ له أكّد نضال حميدي، عضو مجلس الشعب السوري، أن سورية تمتلك تجربةً واسعة وكبيرة في مجال المساواة بين الرجل والمرأة مبيّناً أن تمكين المرأة في المجتمع يجعل منها عنصراً فاعلاً ومؤثراً.
ورأى حميدي أنّ المرأة في سورية أساس المجتمع وهي متساوية مع الرجل في كلّ شيء، مشيراً إلى أنّ سورية اتجهت إلى المشاريع الصغيرة لتمكين المرأة.
كما أكّد محمد ماهر الموقع، عضو البرلمان السوري ورئيس وفد مجلس البرلمان السوري ورئيس جمعية الصداقة السورية المصرية، أنّ الهدف من المشاركة في المؤتمر الإقليمي حول أهداف التنمية المستدامة والمساواة بين الجنسين لبرلمانات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المقام على مدار ثلاثة أيام بمكتبة الإسكندرية، هو هدف مجتمعي يعرض خلاصة تجارب مؤسسات وأفراد وشركات وتجمّعات لعملية التنمية المستدامة، خاصةّ فيما يتعلّق بتحقيق المساواة بين الجنسين الرجل والمرأة، ومحاربة العنف المُوَجّه نحو المرأة عبر سَنّ تشريعات تنبذ العنف الذي يُمارس على المرأة وتحارب التمييز الذي تعيشه المرأة في كثيرٍ من المجتمعات.
وأضاف رئيس وفد البرلمان السوري، في تصريحاتٍ صحفية على هامش المؤتمر، أنّ “هذا الأمر هو نوعٌ من التدريب لبرلمانات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من أجل أن تكون المقترحات التشريعية في برلمانتهم موحّدة تجاه هذه المسائل؛ وهي تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة من أجل افساح المجالات للمرأة وتمكينها من أجل أن تمارس دورها الفاعل في المجتمع، ونأمل أيضاً في تطوير التشريعات من أجل المرأة لتكون قوّةً فاعلة في المجتمع.”
وعن نسبة مشاركة المرأة في سوريا في البرلمان، قال رئيس الوفد السوري أنّ “المرأة تشكّل نسبة 13% من البرلمان السوري من أجمالي عدد 250 عضو في البرلمان، ولكن ليس العدد هو المهم ولكن العبرة بماذا قدّم البرلمان السوري تاريخياً والدولة السورية من إصدار تشريعاتٍ وقوانين تمكّن المرأة من أن تكون شريك أساسي وحقيقي في الحياة في مجالات متعدّدة، سواء اقتصادية أو سياسية أو أجتماعية في سوريا، والمرأة حصلت على مكاسب حقيقية في سوريا في الأونة الأخيرة وانخرطت في الحياة عبر النظام الأجتماعي الموجود بسوريا، حيث أنّ النظام السوري نظامٌ يقوم على احترام وأهمية وتعزيز دور المرأة، لذلك نشاهد المرأة السورية الأن رائدة في كل المجالات، وتمارس دورها وتسبق نظيراتها من النساء العربيات في الدول العربية ونساء الشرق الأوسط، في مستوى الحقوق عبر الكثير من التشريعات وسنّ القوانين التي أتاحت للمرأة المساواة في القوانين أمام الرجل، وأصبحت شريك فعلي في صناعة الحياة الأجتماعية في المجتمع السوري.”
وعن ورقة العمل التي تقدّم بها الوفد السوري للمشاركة في المؤتمر، قال محمد ماهر الموقع رئيس الوفد السوري “هناك ورقة عمل مقدّمة منا برعاية البرلمان الدولي والبرلمان العربي، فنحن لازالنا نعاني من تدخلّات وحصار يُفرَض علينا وعلى الأنظمة العربية؛ وهي الرغبة الأمريكية في الهيمنة على المنطقة. وبالتالي نجد أنّ المجتمعات العربية تُحَارَب بالحصار الاقتصادي والسياسي. وهذا يكون له تأثيره في إعاقة عملية التنمية المُستدامة. ولذلك نحن نطرح من خلال ورقة العمل المُقَدّمة منّا أنه إذا أردنا تحقيق التنمية المُستدامة، علينا تحرير هذه الشعوب من الضغوط الخارجية، ونطالب المجتمع الدولي بالوقوف امام هذه الأنظمة التي تُهَيمن على المنطقة والتي تريد أجندات سياسية معيّنة على دول المنطقة. فإذا أردنا تحقيق تنمية حقيقية، يجب مواجهة ذلك! كيف نتحدّث عن تنمية في ظلّ عوائق تُسبِب الفقر والمرض والعوز وإعاقة الحياة الطبيعية للمجتمع! فعندما نتحدّث عن الهمّ العربي الأن هو أخطر الهموم التي تعوق مسيرة التنمية في الوطن العربي، بسبب التفرقة وسيطرة أنظمة على الدول العربية، فالدول العربية دول غنية وفقيرة؛ غنية بثروتها وفقيرة بالتصرف في هذه الثروات لأن ثروتها منهوبة من الدول الاستعمارية، وسوريا من الدول التي انتصرت على الأرهاب بعد 7 سنوات من العناء والتآمر؛ فسوريا حمت الكثير من الأقطار العربية من خطر تمدّد الارهاب الأسود إليها والذي يُطيح بكل القيم والشرائع السماوية من أجل مصالحهم؛ بينما الدين والإسلام بريءٌ منها.”
وعن الأوضاع في سوريا الآن، قال رئيس وفد البرلمان السوري “إنّ ما يصدّره الإعلام عن الوضع في سوريا 70 % منه غير صحيح. دائماً يصدّر الإعلام مشهد أن سوريا أصبحت خرابه؛ فأنا مثلاً من حلب ولم أغادر حلب ولا يوم واحد، فهذه مؤامرة على سوريا، وفي ذروة أزمة سوريا مثلاً لم يلجأ الجيش السوري إلى استخدام الكيماوي ولا مرة واحدة، فالدولة السورية هي دولة حريصة على دم كلّ مواطن سوري، ولم ترتكب الدولة السورية مخالفةً نحو أيّ مواطن سوري.. بالعكس تقول للمُسَلّحين الذين يُحاربون الدولة: انزع سلاحك! وعش في أمان داخل الدولة!.. هل يوجد تسامح أكثر من ذلك.”
من جانبها طالبت عضو المجلس غادة إبراهيم بسنّ تشريعات تضمن المشاركة الفعّالة للمرأة في المجتمع، وتغيير الدور النمطي لها، مشيرةً إلى أنّ الدستور السوري يضمن كامل حقوق المرأة، وخاصةً لجهة المُشاركة في جميع مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية.
الجدير بالذكر أن فعاليات “المؤتمر الإقليمي حول أهداف التنمية المستدامة والمساواة بين الجنسين لبرلمانات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا” يُعقَد من 18 إلى 20 سبتمبر 2018، بالتعاون مع الاتحاد البرلماني الدولي والبرلمان المصري، وبحضور نخبةٍ من البرلمانيين والبرلمانيات المصريين والعرب، ومشاركة لفيف من صنّاع القرار والمثقفين وغيرهم من المهتمين بقضايا المرأة.