ليبيا/ العرب اليوم- شكّلت مجموعةٌ مِن النساء الشابات الواثقات في ليبيا مسرحاً ناشطاً ينوي كسر الحواجز المهنية والثقافية لريادة الأعمال، والسناء يُردن مشاركة قصصهنّ مع مؤسسي الشركات الناشئة في بريطانيا.
عادةً ما تلعب المرأة في ليبيا دوراً في المنزل بدلاً من مكان العمل، إذ إنّ 24.6% فقط يعملن في عام 2017، وفقاً للبنك الدولي، ولكن منذ سقوط نظام القذافي بدأت القيود الجنسانية في التراخي في أنحاءٍ من ليبيا، وفي أول انتخابات حرّة في البلاد بعد الانقلاب في عام 2012، تمّ انتخاب 33 امرأة في المؤتمر الوطني العام. والآن مع استمرار التغير في الواقع والتوقعات، ازدهر اقتصادٌ جديد تقوم فيه النساء ببيع منتجات الحرف اليدوية المصنوعة في المنزل.
وتعدّ فاطمة ناصر إحدى النساء الرائدات التي لديها خطة لتعزيز هؤلاء النساء من خلال شركة Yummy الناشئة، وهي سوقٌ عبر الإنترنت توفّر للنساء مكاناً لعرض وبيع الأطعمة منزلية الصنع.
كان قرار فاطمة الناصر بالقيام بحملةٍ من أجل حقوق المرأة مستوحى من والدتها التي كانت واحدةً من الأعضاء المؤسسين لاتحاد النساء في الجنوب في ليبيا. وتقول: “لقد لاحظت دائما هذه الفجوة بين الرجال والنساء، وعدم المساواة في المجتمع والتي كنت أرغب في حلها، وكنت محظوظةً أن أترعرع في بيئةٍ أفضل من معظم أصدقائي؛ حيث كان والداي يعملان في جامعة، وكان بينهما توازنٌ ومساواة، فلقد قام أخي بالأعمال المنزلية كما فعلتُ تماماً, ولقد عانيت من التمييز بالطبع، فلقد اختبرت ذلك لأننا في ليبيا”.
وتعدّ فاطمة طالبةً في الفصل الدراسي الأخير في دراستها لللغة الإنجليزية، وشاركت فاطمة في تأسيس Yummy، وهو تطبيق يضع الطهاة على اتصالٍ مباشر بالعملاء الذين قد يتطلّعون إلى شراء أواني الطعام أو المخبوزات بطريقةٍ مشابهة لموقعي eBay وEtsy.
وتقول فاطمة: “كان هناك اتجاهٌ كبير للنساء لصنع الأشياء في المنزل وبيعهن كجزءٍ من اقتصادٍ غير رسمي.. ففكرنا، لماذا لا نجعل هؤلاء النساء جزءاً من الاقتصاد الرسمي ونوسّع أعمالهنّ؟”.
وعلى الرغم من أنّ Yummy لم يتمّ إطلاقها رسمياً بعد، فإنها تعلن بالفعل عن سلعٍ تضمّ نحو 300 امرأة، وحاز مؤخراً جائزةً كبرى في مسابقة إنجازات العنزي، التي أقامتها مؤسسة تطوير الأبحاث ومنتدى MIT للمشاريع، والذي كان موضوعاً لفيلمٍ وثائقي بثّته هيئة الإذاعة البريطانية BBC World في الشهر الماضي.
وكما هو الحال في المملكة المتحدة، تواجه رائدات الأعمال في ليبيا صعوباتٍ في تأمين الأموال لبدء الأعمال التجارية. والتمويل الذاتي هو وسيلةٌ شائعة لتجاوز هذه المشكلة، وهو أحد الأسباب التي تجعل فاطمة تنسب جزءاً كبيراً من نجاحها إلى عائلتها، حيث تقول “إذا كانت عائلتك لا تدعمك، لديك فرصة أكبر للفشل”، وتأمل أن لا يكون هذا هو الحال لفترةٍ أطول من ذلك وأنّ منصاتٍ مثل “يامي” -مجتمع الشركات الناشئة- يمكن أن تعطي المرأة الدعم الذي حصلت عليه من عائلتها.
وتضيف: “لقد اتصلت المزيد من النساء للحصول على المشورة بشأن كيفية بدء أعمالهنّ التجارية الخاصة، مما يجعلني سعيدةً حقاً.. أتمنى أن تدعم كل النساء اللاتي لديهنّ شركاتٍ ناشئة بعضهنّ البعض وأن يعملن على إنشاء مجتمعٍ داعمٍ يشجّع المزيد من الناس على الانضمام”.
ولم يكن تأسيس Yummy بالسلاسة الكاملة التي يتخيّلها البعض بالنسبة إلى فاطمة، وهو العمل الذي كان في الآونة الأخيرة هدفاً للتنمّر ولحملة تشهيرٍ على التلفزيون الوطني الليبي. وتقول فاطمة: “لقد تمّت تسميتي جاسوسة واتهمت بالرغبة في إفساد النساء عن طريق جلب التفكير الليبرالي وتمّ نشر صورتي في كلّ مكان، جنباً إلى جنبٍ مع أشياء حول أمي، وفي البداية كنت غاضبةً ومنزعجةً من سوء المعاملة”، وساعدتها والدتها على إدراك أن ردّة الفعل العنيفة تعني أنّ عملها كان له تأثيرٌ.
وتضيف: “إنها تُظهر حقاً مدى خوفهم من النساء الأقوياء، وأنني أفعل شيئاً بالفعل”.
وتوجّهت بنصيحةٍ للنساء الأُخريات في ليبيا والمملكة المتحدة واللاتي يرغبن في تأسيس أعمالهنّ الخاصة؛ “يجب أن يكُنّ أقوياء ولديهنّ الإرادة للاستمرار عندما يواجهن الشدائد وعليهنّ أن يناضلن من أجل ما يُؤمِنّ به”.