نشرت صحيفة ديلي تلغراف أن هناك نحو نصف مليون امرأة حامل من بين السوريين النازحين واللاجئين، وفقا لأرقام أممية جديدة تظهر مرة أخرى الحجم الهائل للأزمة الإنسانية التي أثارتها الحرب. ونقلت الصحيفة عن الأمم المتحدة إحصاءات تفيد بأن هناك قرابة نصف مليون سورية حامل تعاني رحلة اللجوء والنزوح ما يعتبر مؤشرا في ذاته على فداحة الأوضاع الإنسانية التي خلفتها الحرب الأهلية في البلاد.
وبحسب الصحيفة فإن نصف الشعب السوري وقوامه 23 مليون نسمة هم حاليا في وضع نزوج أو تشريد في الداخل السوري بالإضافة إلى ما يزيد على أربعة ملايين آخرين نجحوا في الفرار إلى ما خارج البلاد.
وأشار مسؤول أممي إلى وجود نحو 10 ولادات يومية في مخيم الزعتري وحده شمال الأردن وأن عدد الولادات الإجمالية للاجئين كان بمئات الآلاف. حيث نقلت ديلي تلغراف عن باباتوندا أوسوتيمين رئيس الصندق الدولي للسكان التابع للأمم المتحدة تصريحه بأن النساء والأطفال السوريين كانوا الفئة الأكثر هشاشة من بين ضحايا المشهد السوري الدموي، فقد تعرضت النساء في سوريا وكذلك الأطفال إلى معدلات مروعة من العنف في شتى الصور ما بين الاغتصاب إلى المتاجرة بهن اتقاءً للفقر.
ويضيف أوسوتيمين أنه في واحد فقط من مخيمات اللاجئين وهو مخيم “زعتر” بشمال الأردن، وصلت المعدلات إلى عشر حالات وضع في اليوم، ليغدو حاسب حصيلة المواليد للاجئين بالمخيم بمئات الآلاف. ناهيك عن الجانب للآخر للمأساة والمتعلق بحالات الإجهاض المتزايدة بسبب تعرض الفتيات والنساء للاغتصاب ورغبتهم في التخلص من الأجنة الناتجة عن مثل هذه العلاقات القاهرة والمشوهة.
وفضلا عن ما يُقدر بـ 360 ألف نازحة حامل في الداخل السوري، يقدر عدد النساء الحوامل من بين الأربعة ملايين لاجئ سوري بحوالي 70 ألف امرأة. والملاحظ أيضا تضاعف إقبال النساء على الولادة القيصرية في محاولة منهن لإنهاء حالة الحمل قبل الاضطرار للنزوح من أماكن معيشتهن قبل زحف الحرب عليها.
وأضاف أن من بين الأربعة ملايين لاجئ الحاليين هناك نحو 70 ألف امرأة يعتقد أنها حامل من بين الأربعة ملايين لاجئ سوري، بالإضافة إلى 360 ألفا بين أولئك النازحين داخليا.
ونبه المسؤول إلى بعض الآثار السلبية للحرب، مثل اضطرار النساء للولادة قيصريا بسبب نقص الإمكانات وقصف المستشفيات؛ في محاولة منهن لإنهاء حالة الحمل قبل الاضطرار للنزوح من أماكن معيشتهن قبل زحف الحرب عليها.
أضف إلى ذلك الأطفال الذي ولدوا قبل الحرب والذين هم الآن بعمر الالتحاق بالمؤسسات التعليمية وهؤلاء، وعددهم يقدر بحوالي 2.8 مليون طفل محرومون نظرا لظروف النزوج واللجوء من التعليم.
ويختتم أوستيمين حديثه للصحيفة بقوله “نحن إزاء جيل ضائع من الأطفال الذين لم يُرسلوا للتعلم والذين لم يُسجلوا والذين لا وطن لهم”.