ديانا أيوب/emaratalyoum- أكّدت الرئيس التنفيذي لمؤسسة «وومانتي»، رنا عسقول، أنّ إطلاق برنامج «سمعتوها مني» هو جزء من عمل المؤسسة للإضاءة على قضايا المرأة التي مازالت تعانيها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مشيرةً في حديثها مع «الإمارات اليوم» إلى أن الظواهر التي تعانيها النساء في العالم العربي مازالت تتمحور حول العنف وغياب المساواة في القوانين. ولفتت إلى أنهم يعملون على تقديم هذه البرامج بهدف الوصول إلى مساواة حقيقية بين الرجل والمرأة على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي من خلال نشر الوعي حول المساواة بين الجنسين.
فكرة نمطية
وأوضحت عسقول أن «وومانتي» تُعنى بقضايا النساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منذ 2010، وبدأت المؤسسة بالتركيز على استخدام وسائل الإعلام لتغيير الفكرة النمطية الموجودة في الأذهان حول دور كل من المرأة والرجل في المجتمع، موضحةً أن هناك الكثير من القضايا المُلحة منها القوانين والتشريعات، إضافةً إلى ظاهرة العنف ضدّ المرأة التي عادت إلى الواجهة مع فترة الحجر المنزلي.
ولفتت عسقول إلى أن العنف ظاهرة موجودة باستمرار، وأن هناك تجذّراً عميقاً للأفكار النمطية التي تُوَلّد ما نراه حالياً، سواء القوانين غير المنصفة أو وجود المُعنِّف، وما هو متاح للرجل والمرأة.
واعتبرت عسقول أنه في مراحل العمل الأولى قد يصعب تغيير الفعل، بل المطلوب تغيير التفكير، ولهذا في عام 2010، تم التركيز على أفعال النساء وتم إطلاق راديو نساء (نساء إف إم) في رام الله، وهي أول إذاعة عربية بقيادة امرأة عربية وتتوجّه للنساء العربيات، وهدفها تقديم الفرصة للمرأة كي يُسمَع رأيها إلى جانب طرح أخبار المرأة من منظور النساء.
وأشارت عسقول إلى أنّ المؤسسة أطلقت برامج أخرى منها برنامج «بمية راجل» وهو برنامج من 30 حلقة يتناول قصة نهى، وقد أُنتِجَ منه ثلاثة مواسم، وتمّ التحوّل من الراديو إلى الرسم التصويري على «يوتيوب»، وكان هناك العديد من الشخصيات المميّزة، وقد شاركت الممثلة منى زكي والممثلة صبا مبارك في تقديم صوت نهى خلال موسمين بهدف الوصول إلى المشاهدين.
جذب الشباب
وأكّدت عسقول أنّ هذا النمط من البرامج تقرّر تغييره عام 2019، فابتعدوا عن الرسم التصويري وأُطلِقَ برنامج «سمعتوها مني»، وهو برنامج يستخدم الكوميديا على نحو أكبر وهو من تقديم ماريا عليان، موضحةً أنه يقدّم للمستمعين الشعور بأن قضاياهم تُطرح بشكل كوميدي وجريء، وبأنه قد تمّ اللجوء الى الكوميديا كقالب للبرنامج، لأنها تعدّ الأكثر جذباً للشباب على منصات التواصل الاجتماعي.
ونوّهت بأنه تم طرح 10 حلقات تطال موضوعات كثيرة تخص المرأة ولا يتم تناولها على نحو كبير، منها المرأة والتحرّش الجنسي، أو المرأة والدورة الشهرية، وقيمة المرأة في المجتمع، إضافة إلى موضوع جرائم الشرف، مشيرةً إلى أن كل الحلقات مبنية على أرقام ودراسات، وأن هذه الحلقات تقدّم على منصة «خطيرة» التي أُطلِقَت على كل وسائل التواصل الاجتماعي.
ولفتت عسقول إلى وجود تعاون مع المنصات المختلفة لمشاركة محتوى «سمعتوها مني»، وذلك عبر منصاتهم الخاصة بوسائل التواصل الاجتماعي، بهدف الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور. وأوضحت أنّ الحلقة تُراوح من خمس إلى سبع دقائق فقط، وهذا الوقت مدروس، لأنّ الفيديوهات الأكثر شيوعاً هي التي تقل عن 10 دقائق.
قضايا مختلفة
لفتت الرئيس التنفيذي لمؤسسة «وومانتي» رنا عسقول، إلى أنّ أكثر قضايا المرأة شيوعاً في الشرق الأوسط تختلف من بلد لآخر، منها قضايا التحرّش، وانتشار العنف المنزلي في لبنان، إلى جانب عدم قدرة الأم على منح الجنسية لأبنائها، والتي تنتشر في الأردن ولبنان، بينما تعاني النساء في المغرب التحرّش الجنسي ومشكلات في زواج القاصرات، والذي ينتشر أيضاً في العراق.
ونوّهت عسقول بوجود مشكلات تسري في كل المجتمعات، منها نسبة العمالة في الوطن العربي، فمازالت المرأة في الوطن العربي تعتبر نسبة عمالتها الأدنى في العالم.
تاريخ المؤسسة
أكّدت الرئيس التنفيذي لمؤسسة «وومانتي» رنا عسقول، أنّ المؤسسة أُطلِقَت في جنيف من قبل رجل أعمال بدأ مشواره عن طريق «وومانتي» التي كانت تحمل اسماً مختلفاً في البدء، وتمّ تغييره، وقد جرى مؤخراً الاحتفال بالعيد الـ15 لها.
ولفتت الى أن المؤسسة في البداية كانت تُعنى بالفتيات الصغيرات، ولاسيما اللواتي يتم استخدامهنّ في المغرب كما لو أنهنّ جاريات. وبعد فترة قصيرة تبيّن لمؤسسها أن الموضوع لا يقتصر على الفتيات، إذ وجد أن النساء يعانين أشكالاً مختلفة من الاضطهاد، وبالتالي كان الهدف إنصاف الفتيات والنساء، ولهذا تمّ التوسع في نطاق عمل المؤسسة.
«نساء إف إم» أول إذاعة عربية هدفها تقديم الفرصة للمرأة، وطرح أخبارها من منظور النساء.
«سمعتوها مني» برنامج يوظّف الكوميديا لتقديم قضايا جريئة تستقطب الشباب.
*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.