أولويات السوريات: الحماية والتمكين الاقتصادي وتغيير النظرة النمطية وتعديل القوانين
ورشات عمل حول تعزيز دور المرأة السورية

سوريا/ جريدة الوطن- تباينت آراء شخصيات نسوية في عدة محافظات حول الأولويات التي يجب العمل عليها للنهوض بواقع المرأة السورية في المرحلة المقبلة، وذلك تبعاً للتأثيرات التي طالت كل محافظة جراء الحرب المستمرة في البلاد منذ نحو سبع سنوات.

وشملت الآراء، ضرورة إيلاء الأهمية للقضايا «الاجتماعية» كالعمل على الحد من تأثر العادات والتقاليد الموروثة على المرأة ونشر الوعي من أجل تعليمها، وكذلك «الاقتصادية» كتأمينها اقتصادياً، وتوفير «الحماية والأمن» لها بعد تفاقم ظاهرة العنف بمختلف أشكاله ضدها، إضافة إلى الاهتمام بالقضايا «القانونية» كتعديل القوانين المجحفة بحقه، و«السياسية» من قبيل رفع نسبة مشاركتها في صنع القرار والمجلس المنتخبة.

واختتمت «المؤسسة السورية الحضارية» منذ يومين ورشاتها في مجال «تعزيز دور المرأة السورية في الشأن العام» بمحافظة اللاذقية، بعد أن أقامت ورشات مشابهة في كل من دمشق وريفها وحماة وحلب والسويداء وطرطوس وحمص، للوصول إلى تحديد أولويات السوريات في المرحلة المقبلة.

وشاركت في تلك الورشات التي أقامتها المؤسسة بالتعاون «مع مؤسسة بالميرا لرعاية المرأة والطفل في سورية» شخصيات نسوية من المدن والأرياف، وكن من فئات عمرية متنوعة، وخلفيات اجتماعية، مناطقية، مهنية، فكرية وسياسية مختلفة، وتهدف إلى استقصاء آراء السوريات حول التحديات التي يواجهنها والأولويات التي يجب العمل عليها من أجل النهوض بواقع المرأة في المرحلة المقبلة ومن ثم صياغة أجندة للعمل على تنفيذها عبر التشابك مع الناشطات من مختلف المحافظات والمؤسسات الحكومية، للخروج ببرنامج يؤدي إلى تمكين وتطوير المرأة السورية.

وخلال ورشة حماة، تميزت المشاركات بجرأة وموضوعية طرح التحديات التي يواجهنها، وأخذت التحديات الاجتماعية الحيز الأكبر من الطروحات خصوصاً منها مسألة التعليم والمعاناة التي تواجه المرأة الفاقدة للمعيل، وكذلك المعاناة التي وقعت على كاهل النساء اللواتي لهن أبناء أو أزواج موقوفين أو مفقودين، حيث قالت إحدى المشاركات: إن المرأة من هؤلاء تعاني كثيراً وهي تحاول معرفة مصير ابنها أو زوجها، على حين اعتبرت بعض المشاركات أن المرأة «يجب ألا تتحمل مسؤولية أفعال المخطئين من أسرهن»، وشدّدن على «حقهن بمعرفة مصير هؤلاء دون عناء».

وخلال تلك الورشات عرضت المشاركات التحديات التي تواجه المرأة حالياً، وتنوعت بين «اجتماعية» من قبيل العادات والتقاليد الموروثة وسيطرة الفكر الذكوري والنظرة النمطية للمرأة، وفقدان المعيل الذي ترتب عليه أن تقوم المرأة بدور مزدوج، وتحديات «أمنية» مع ازدياد تعرض المرأة للعنف بكافة أشكاله (لفظي، جسدي، تحرّش…)، وتحديات «قانونية» تتمثل بإجحاف بعض القوانين للمرأة ومنها قانون الأحوال الشخصية، وضعف تمثيلها بمواقع صنع القرار والمجالس المنتخبة، إضافة إلى تحديات اقتصادية بينها غلاء المعيشة وقلة فرص العمل وعدم تمكين المرأة اقتصادياً.

وأظهرت عملية تصويت المشاركات على الأولويات التي يجب العمل عليها للنهوض بواقع المرأة في المرحلة المقبلة اختلاف بين المحافظات بحسب تأثير الحرب على كل محافظة.

ففي ورشة اللاذقية، بدا أن ظروف الحرب انعكست ضغوطاً نفسيةً على المرأة وأجمعت المشاركات على إيلاء الأهمية للقضايا الاجتماعية من أجل النهوض بواقع المرأة السورية، على حين تقاربت الآراء في ورشة طرطوس على الأولويات في المجالات السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، القانونية والحماية، وإن طغت على مناقشاتهن قضية فقدان المعيل وتنشئة الجيل الجديد.

وبينما غلبت الجرأة والموضوعية في طرح التحديات التي تواجه المرأة في حماة، وأظهر التصويت أن الأولوية تتمثل في التعليم وتوفير فرص عمل وقروض ميسرة لها كي تطلق مشاريع صغيرة ومتوسطة، برزت خلال النقاشات المعاناة التي وقعت على كاهل النساء اللواتي لهن أبناء أو أزواج موقوفين أو مفقودين، واعتبرت بعض المشاركات أن المرأة «يجب ألا تتحمل مسؤولية أفعال المخطئين من أسرهن»، وشددن على «حقهن بمعرفة مصير هؤلاء من دون عناء»..

وأما في حمص فقد أجمعت النقاشات على أن المرأة هي «الحلقة الأضعف» في الأزمة، وأجمعن في التصويت على أولوية توفير الحماية للمرأة ونبذ الطائفية وتعزيز التماسك الاجتماعي.

وبدا أن مجريات الحرب حمّلت المرأة في حلب مزيداً من التحديات الاجتماعية والاقتصادية، وركزت المشاركات على أولوية التعليم ومكافحة الجهل بين النساء، في حين هيمنت التحديات ذات البعدين الاجتماعي والاقتصادي على مناقشات ورشة السويداء، وركزت المشاركات على تعديل القوانين المجحفة بحق المرأة، وأكدن على تغيير صورتها النمطية بين أفراد المجتمع.

وعلى حين تقاربت الآراء في ريف دمشق على الأولويات السياسية والاقتصادية والحماية والاجتماعية، والقانونية، ظهر إجماع في ورشة دمشق على أولوية أن تكون المرأة السورية مواطنة سورية كاملة الحقوق والواجبات من دون أي نقصان.

وفي تصريح لـصحيفة «الوطن» قال رئيس مجلس أمناء المؤسسة السورية الحضارية باسل كويفي: «لقد ساهم الإرهاب الذي تعرضت له سورية خلال الفترة السابقة في ترسيخ دونية المرأة ودورها وخصوصاً في المناطق التي سيطرت عليها تنظيمات جبهة النصرة وداعش، حيث أعادتها إلى العصور الحجرية».

وأوضح أنه «نظراً لأن المرأة السورية كانت تاريخياً (عشتار، زنوبيا..) وفي التاريخ المعاصر سباقة وتتبوأ مراكز ومناصب ودرجة عالية من المكانة الاجتماعية مقارنة بالنساء في المنطقة العربية والإقليمية، وإيماناً من المؤسسة السورية الحضارية للدور الكبير للمرأة السورية في السلام والأمن والتسامح والتماسك المجتمعي وإعادة الإعمار والبناء، فإن هذا جوهر عملنا الحالي والذي نعول فيه على النساء السوريات ليكن نواة تحقيق هذه الأهداف المستهدفة من المؤسسة السورية الحضارية».

وأوضح أنه انطلاقاً من هذه الأهداف والرؤية فقد أقامت السورية الحضارية ثماني ورش عمل في محافظات، حول تعزيز دور المرأة السورية في الشأن العام وتمكينها، للوصول إلى تحديد معاناتها وأولوياتها.

وذكّر أن ملخص هذه الأولويات التي نتجت تتوافق مع الرؤُية المستقبلية للمؤسسة والتي نحاول العمل عليها وبشكل جماعي وتشاركي بين الأفراد والمجتمع المدني والجهات الحكومية للوصول إلى برنامج تنموي نهضوي تشكل فيه حقوق المواطنة وسيادة القانون الأولوية السياسية والقانونية، كما تكون الأولوية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية هي الحد من الجهل والفقر.

ورشات عمل حول تعزيز دور المرأة السورية

ورشات عمل حول تعزيز دور المرأة السورية

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015