إنشاء صندوق عالمي للناجيات وللناجين من العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات
مؤتمر صحفي للإعلان عن إنشاء صندوق عالمي للناجيات والناجين من العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات

الأمم المتحدة- يتزامن عام 2019 مع الذكرى العاشرة لتأسيس مكتب الممثلة الخاصة المعنية بالعنف الجنسي في حالات النـزاع، الذي يُعنى بإحدى أكثر القضايا تهديداً للسلم والأمن الدوليين. وخلال العقد الماضي، جرى تحوّلٌ في فهم آفة العنف الجنسي المرتبط بالنزاع وسبل التصدّي لهذه الجرائم ودعم الناجين والناجيات.

صندوق عالمي لدعم الناجين

أكّدت الممثلة الخاصة المعنية بالعنف الجنسي في حالات النزاع، براميلا باتن، أنها تضع الأولوية لمنع ارتكاب جرائم العنف الجنسي خلال أوقات الصراعات، وقالت الأسبوع الفائت خلال مؤتمرٍ صحفي في مقرّ الأمم المتحدة في نيويورك، إنه يمكن تجنّب الاعتداءات الجنسية، وقالت “إننا اليوم نركّز على الناجين وسأحشد كافة الموارد لمنع حدوث الاعتداءات.”

وأضافت أنها أعربت عن قلقها خلال زيارتها للعراق إزاء إبقاء مرتكبي هذه الاعتداءات الوحشية دون عقاب. وأشارت إلى أهمية النظر في أسباب تلك الجرائم واقتلاعها من جذورها، ومن هذه الأسباب انعدام المساواة بين الرجل والمرأة، والفقر والتهميش والتسليح وغيرها.

وبمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس مكتب الممثلة الخاصة المعنية بالعنف الجنسي في حالات النزاع، أُسدِلَ الستار رسمياً عن إنشاء صندوق عالمي للناجيات والناجين من العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات. وقد أطلق المشروع كلٌّ من ناديا مراد، العراقية الإيزيدية الحائزة على جائزة نوبل للسلام لعام 2018 والناجية من الاعتداء الجنسي على يد داعش، وطبيب النساء الكونغولي الحائز على جائزة نوبل للسلام دنيس موكويغي.

وقالت مراد إنّ العقد الماضي لفت الانتباه إلى أهمية الاستماع إلى أصوات الناجين، مضيفةً أن إطلاق هذا الصندوق “لحظة تاريخية” وهي تشعر بالفخر والتواضع لأنها كانت جزءاً من هذه اللحظة. وأكّدت أنّ الصندوق سيركّز على دعم الناجين لأنّ التعويض حقٌّ لهنّ ولهم. كما شدّدت على أهمية الضغط على الدول والحكومات لمساعدة الناجيات والناجين على التماثل للشفاء.

وأشادت مراد بدور فرنسا والاتحاد الأوروبي وألمانيا في دعم الصندوق، ودعت سائر الدول إلى تقديم الدعم والمؤازرة، مشيرةً إلى أنه من حقّ الأطفال أن ينعموا بحياة جيّدة “لتكون الأولوية للإنسانية لا للسياسة” على حدّ تعبيرها.

وفيما يتعلّق بجهود ملاحقة الجناة قضائيًّا، قالت مراد: “ينبغي فعل المزيد فيما يتعلّق بهذا الأمر ولكننا لم نستسلم وسنواصل السعي لتحقيق العدالة.”

وعند سؤالها عن الفتيات الإيزيديات اللاتي تعرّضن للاعتداءات الجنسية وما إذا كانت قد تحدّثت معهنّ، قالت مراد: “تحدّثتُ مع نفسي أولاً وقلت لا يكفي أن أرى البغدادي مقتولاً، نريد أن نرى العدالة تتحقّق.”

وتمثّل ناديا مراد المحامية اللبنانية-البريطانية المعروفة أمل كلوني، والتي تدعمها في المطالبة بمحاكمة المجرمين أمام محكمة العدل الدولية، وتصرّان معاً على نقل القضية إلى الرأي العام على أوسع نطاق ممكن.

من جانبه أكّد د. موكويغي أهمية المحاسبة والمساءلة، لأن الحصانة التي يشعر بها مرتكبو الجرائم هي ما تُشَجّع على ارتكاب المزيد منها.

اليوم الدولي للقضاء على العنف الجنسي في حالات النزاع

في 19 من حزيران/يونيو من كل عام يحتفل العالم باليوم الدولي للقضاء على العنف الجنسي في حالات النزاع بحسب قرار الجمعية العامة 69/239، بهدف زيادة الوعي بالحاجة إلى وضع حدّ للعنف الجنسي المرتبط بالنزاعات ولتكريم ضحايا العنف الجنسي والناجيات والناجين منه في كافة أنحاء العالم، وللإشادة بمن وقفوا بشجاعة في سبيل القضاء على هذه الجرائم، ومن ضحوا بحياتهم وهم يتصدّون لها.

وكان مجلس الأمن قد اعتمد قراره رقم 1820 الصادر عام 2008، والذي يندّد بالعنف الجنسي واستخدامه أسلوباً من أساليب الحرب وبوصفه عقبةً أمام جهود بناء السلام.

كما اعتمد مجلس الأمن القرار 2467 في 23 نيسان/أبريل 2019 الذي أظهر نهجاً مرتكزاً على الناجيات والناجين في سبيل السعي لمنع العنف المرتبط بالنزاعات والاستجابة له، لما للعنف الجنسي في حالات النزاع من آثار على الضحايا مثل الصدمة النفسية ووصمة العار والفقر وسوء الحالة الصحية والحمل غير المرغوب فيه والأمراض الجنسية المترتبة عليه، ويتردّد صدى هذه الآثار عبر الأجيال مما يثقل كاهل الناجين وأطفالهم.

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”. 

مؤتمر صحفي للإعلان عن إنشاء صندوق عالمي للناجيات والناجين من العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات

مؤتمر صحفي للإعلان عن إنشاء صندوق عالمي للناجيات والناجين من العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015