الأمم المتحدة.. ميشيل باتشيليت تترأس مفوضية حقوق الإنسان
ميشيل باتشيليت تترأس مفوضية حقوق الإنسان

الأمم المتحدة/ وكالات- وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على تعيين رئيسة تشيلي السابقة ميشيل باتشيليت في منصب المفوّض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، خلفاً للأردني زيد رعد الحسين.

واعتبر الامين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن باتشيليت تتسلّم منصبها في مرحلةٍ تتصاعد فيها “الكراهية وانعدام المساواة” في العالم. وصرّح للصحافيين بعد دقائق من تأكيد تعيينها “إنّها تتسلّم هذا المنصب في مرحلةٍ تنطوي على تداعياتٍ خطيرة تطال الحقوق الإنسانية”.

ومن المقرر أن تتسلم باتشيليت مهام منصبها اعتبارا من مطلع أيلول/سبتمبر المقبل.

يذكر أن باتشيليت (66 عاما) سياسية تشيلية اشتراكية، وهي أول امرأة تتولى منصب الرئاسة في بلادها، ولمرتين في 2006 – 2010 و2014 – 2018. وقد تعرضت أسرتها للاضطهاد في عهد الرئيس التشيلي الأسبق أوغستو بينوشيه.

ميشيل باتشيليت

من مواليد 19 سبتمبر 1951، طبيبة أطفال، وابنة ألبيرتو باشيلي مارتينيز، وقد ظلّ والدها وفياً لسلفادور أليندي، الرئيس الاشتراكي الذي قُتِل عقب الانقلاب العسكري عام 1972.

ولاحقاً قُتِل أبوها بعد انقلاب 1974، وبعد تعرّضه للتعذيب أثناء التحقيقات. كما اعتُقِلت هي وأمها قبل أن يتقرّر نفيهنّ خارج البلاد عام 1975 إلى أستراليا بدايةً، ثمّ ألمانيا لاحقاً، حيث واصلت دراسة الطب.

ميشيل هي أم “سنجل مازر” لثلاثة أطفال، وتتقن بالإضافة للغتها الأم الإسبانية كلّاً من الإنجليزية والألمانية والبرتغالية والفرنسية والإيطالية.

ودشّنت ميشيل باتشيليت مسارها السياسي بالانخراط في الشبيبة الاشتراكية، وهو حزب تشيلي الاشتراكي.

جرى تعيينها في مارس 2000 وزيرةً للصحة في حكومة ريكاردو إسكوبار، وسنة 2002 عُيّنَت وزيرةً للدفاع، وكانت أول امرأة في تاريخ تشيلي وأمريكا اللاتينية تحتلّ هذا المنصب. كما تولّت باتشيليت رئاسة تشيلي لفترتين، الأولى بين عامي 2006 و2010، والثانية بين 2014 و2018.

وكانت ميشيل باتشيليت أول امرأة في تشيلي تتولّى منصب الرئيس، والتي شكّلت رمز تحوّل تشيلي بعد انتهاء حكم أوجستو بينوشيه العسكري المستبد عام 1990.

وعقب انتهاء الفترة الرئاسية الأولى لشيلي، في 2010، كانت تتمتع بشعبيةٍ تفوق 80%، لكنها لم تستطع الترشح ثانية لأن قانون الانتخابات التشيلي يمنع الرئيس من البقاء في السلطة لولايتين متتاليتين.

وخلال ولايتها الأولى في سدّة الرئاسة، نجحت باتشيليت في إضفاء طابع ديمقراطي على قوات البلاد العسكرية وقدّمت الدعم لضحايا الحكم الديكتاتوري السابق.

وفي نهاية عام 2013، انتُخبت مرةً ثانية لتخلف السياسي اليميني سيباستيان بينيرا، حيث حصلت فيها على 62.10% من الأصوات، مقابل 37.80% لمنافستها إيفلين ماتي. وأُعيد انتخابها يوم 11 مارس 2014. وكانت أول من يفوز برئاسة تشيلي لمرتين في انتخابات تنافسية منذ عام 1932.

وقد شهدت فترة تولّيها رئاسة تشيلي الأولى والثانية، ارتفاع معدّل النمو الاقتصادي في البلاد، وتحقيق عدالةٍ اجتماعية أكبر في سوق تشيلي الحرّة، وإصلاحاً في قطاعي الصحة والتعليم، وفرض المساواة بين مختلف أطياف شعب تشيلي.

كما قامت باتشيليت بإنشاء الحديقة البحرية نازكا ديسفنتوراداس في أكتوبر 2015، في جزر سان أمبروسيو وسان فيليكس، ومجموعة من المناطق المَحميّة والحدائق البحرية في جزر خوان فرنانديز. كما عملت على توسيع المناطق المحمية في جزيرة إيستر. ويبلغ مجموع التغطية للمناطق المحمية الآن أكثر من مليون كيلومتر مربع، وهي أكبر مساحة في العالم.

وبغض النظر عن حماية البيئة البحرية، فقد شهدت سياساتها زيادةً في إنتاج الطاقة المتجدّدة من 6 إلى 17% من مزيج الطاقة المُستَخدمة في تشيلي في غضون 4 سنواتٍ فقط.

ونتيجة جهودها في حماية البيئة، حصلت باتشيليت في ديسمبر 2015 على (جائزة أبطال الأرض) وهي أعلى أوسمة الشرف التي تمنحها الأمم المتحدة، في مجال البيئة، وتقدّم للذين أسهموا إسهاماً بارزاً في الدعوة لحماية البيئة، أو قاموا بتنفيذ مشروعاتٍ كان لها دور مؤثّر ومُلهِم لشرائح ومستوياتٍ مختلفة من البشر.

ميشيل باتشيليت تترأس مفوضية حقوق الإنسان

ميشيل باتشيليت تترأس مفوضية حقوق الإنسان

في الأمم المتحدة

عقب انتهاء ولايتها الأولى عُيّنت باتشيليت، عام 2010، كأول مديرةٍ تنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.

وباستلامها مهام منصبها الجديد اعتباراً من مطلع أيلول/سبتمبر المقبل؛ تكون باتشيليت سابع مفوّض ساميّ منذ إنشاء المكتب في العام 1993.

حيث شغل زيد رعد الحسين المنصب منذ 1 أيلول/ سبتمبر 2014، خلفًا لخوسي أيالا لاسو (1994-1997)؛ وماري روبنسون (1997-2002)؛ وسيرجيو فييرا دي ملّو (2002-2003)؛ ولويز أربور (2004-2008)؛ ونافي بيلاي (2008-2014).

ويضمّ مكتب المفوّض الساميّ لحقوق الإنسان حوالى 1,300 موظّف، ويتعاون مع حوالى 700 مسؤول عن حقوق الإنسان وذلك من خلال بعثات الأمم المتّحدة للسلام أو المكاتب السياسية. وللمكتب تواجدٌ في حوالى 67 بلداً حول العالم ومقرّه في جنيف، في سويسرا.

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015