الامم المتحدة تعيّن الإيزيدية ناديا مراد سفيرة للنوايا الحسنة

عينت الأمم المتحدة يوم الجمعة شابة عراقية إيزيدية أرغمت على ممارسة العبودية الجنسية من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية”سفيرة للأمم المتحدة من أجل كرامة ضحايا الاتجار بالبشر. حيث تناضل ناديا مراد باسي طه، البالغة من العمر 23 عاما، من أجل تصنيف الانتهاكات التي ارتكبت بحق الإيزيديين في العام 2014 في خانة الإبادة.

الأمم المتحدة/نيويورك- عينت الشابة الإيزيدية الناجية من عملية الاتجار والمرشحة لجائزة نوبل للسلام، نادية مراد باسي طه، “سفيرة للنوايا الحسنة لكرامة ضحايا الاتجار بالبشر”، اليوم الجمعة، في فعالية أقيمت في قاعة مجلس الوصاية بالمقر الدائم.

وبصوت يرتجف من تأثير الصدمة التي عاشتها في مقتبل عمرها، ألقت نادية خطابا مؤثرا عقب مراسيم تعيينها، أشارت فيه إلى أنها فتاة عادية، ذات آمال بسيطة ولم تخلق لإلقاء الخطابات، وكل ما تريده هو الحياة بسلام:

“أنا كنت بنت فلاحة، قروية. كنت قد ولدت لأكون هكذا. كانت لدي آمال ككل الفتيات الشابات من قريتي. لم أتربَ لألقي الخطابات، ولا لألتقي زعماء العالم، ولا لأمثل قضية بهذا الثقل وبهذه الصعوبة. قبل أن يأتي داعش إلى قريتي لم يكن هناك شيء أهم لي من كرامتي، أو من أمي العزيزة. هي معي اليوم بروحها وبطيفها. هي وكذلك أخوتي والكثيرون من الذين رحلوا عن هذا العالم في وقت مبكر جدا. وحياتي في شنغال كفتاة قروية إزيدية بسيطة .. خسرتها إلى الأبد. وكذلك أحلام وآمال مجتمعي الإزيدي قد ذهبت.”

وفي ليلة الثالث من آب/أغسطس عام 2014 تغير كل شيء بالنسبة لنادية وأترابها. فقد دخل داعش المجتمع الإزيدي وعاث في الارض فسادا، حيث خطف وقتل واغتصب – “كانت إبادة جماعية”، على حد قول نادية:

“العزيزة شامي معنا اليوم، تلبس نفس الملابس التي كانت تلبسها أمي. فقدت جميع أبنائها ما عدا ابن واحد. ابنتاها جيلان وشيلان قد أقدمتا على الانتحار خوفا من أن تتعرضا للاغتصاب الوحشي. العزيزة شيرين معي أيضا، كانت في الحادية والعشرين من عمرها. هي الأخرى استعبدت وتأذت وثلاثة وعشرون من أفراد عائلاتها قتلوا واختطفوا.”

المحامية الدولية لحقوق الإنسان، أمل علم الدين كلوني، التي كانت إلى جانب نادية خلال مراسم التعيين، تحدثت عن بعض القصص المؤلمة التي روتها لها نادية ورفيقاتها:

“لقد أرتنا ندوبا من آثار حرقها بالسجائر وضربها. وقالت لنا إنه طوال محنتها، كان مقاتلو داعش يلقبونها بالكافرة القذرة، ويتباهون بغزو النساء الإيزيديات وبمحو دينهن من على وجه الأرض. نادية كانت من بين ستة آلاف وسبعمئة إيزيدي اختطفوا من قبل داعش منذ عامين ليتم بيعهم في السوق وعلى فيسبوك لقاء مبلغ زهيد في بعض الأحيان لا يتجاوز العشرين دولارا.”

أمل كانت تتحدث للمرة الأولى أمام الأمين العام وحشد كبير من الدبلوماسيين، لكنها لم تكن فخورة بذلك:

“أتمنى لو أستطيع القول إنني فخورة بوجودي هنا. فأنا لست كذلك. أنا أشعر بالخجل بوصفي مؤيدة للأمم المتحدة من أن الدول قد فشلت في منع الإبادة وحتى معاقبة مرتكبيها لأن مصلحة تلك الدول تحول دون ذلك. أنا أشعر بالخجل بوصفي محامية من أنه لم يتم تحقيق العدالة، وأنه بالكاد قدمت شكوى حيال هذا الموضوع…”

وفي كلمتها أكدت نادية مراد أن ما يقوم به داعش لا يمت للإسلام بصلة، مناشدة في هذا الإطار الدول الإسلامية أن توقف داعش عند حده وتعاقبه على فظائعه.

يذكر أن تنظيم داعش اختطف نادية مراد واحد وعشرين عاما ومئات النساء الايزيديات واقتادهن إلى مدينة الموصل قبل ان تتمكن من الهروب.

وكان داعش قد خطف أكثر من 5000  رجل وامرأة وطفل من الإيزيديين بعد أن اجتاح مناطقهم في العراق، وارتكب بحقهم انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان شملت قتل مئات الرجال والأطفال واتخاذ النساء “سبايا”.

وعرفت نادية اكثر بعد ان تحدثت امام مجلس الامن الدولي كيف تحولت النسوة الأيزيديات إلى بضاعة تباع وتشترى، وكيف يغتصبهن عناصر التنظيم لتدميرهن وضمان ألا يعشن حياة طبيعية مرة أخرى.

ناديا مراد باسي طه، الإيزيدية البالغة من العمر 23 عاما - أ ف ب

ناديا مراد باسي طه، الإيزيدية البالغة من العمر 23 عاما – أ ف ب

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015