الحكومة التونسية تُنشأ “المرصد الوطني لمناهضة العنف ضدّ المرأة”
المشاركة السياسية للمرأة التونسية

تونس/ وكالات- وقّع يوسف الشاهد، رئيس الحكومة أمراً حكومياً يقضي بإحداث وتنظيم المرصد الوطني لمناهضة العنف ضدّ المرأة ونشره بالجرائد الرسمية للجمهورية التونسية.

ويأتي مقترح إحداث هذا المرصد تنفيذاً لمقتضيات الفصل 40 من القانون الأساسي عدد 58 المؤرخ في 11 أوت/أغسطس 2017 المتعلّق بالقضاء على العنف المسلَّط ضدّ المرأة، وذلك في إطار مأسسة رصد ظاهرة العنف ووضع الآليات الكفيلة بدراسته بمختلف جوانبه العلمية والنفسية والاجتماعية وكلفته الاقتصادية، بما يمكّن من رسم الاستراتيجيات والسياسات الكفيلة بالقضاء عليه وعلى أسبابه والعوامل التي تؤثّر فيه.

كما يعدّ إحداث المرصد استكمالاً للمنظومة القانونية في مجال مقاومة العنف ضدّ المرأة، بما يترتّب عن ذلك من وضع الإعتمادات الضرورية لتركيزه في أفضل الآجال، وإيجاد الوسائل المادية والبشرية اللازمة لإطلاقه فعليّاً.

ويذكر أنّ أمر إحداث هذا المرصد تضمّن تفصيلاً لهيكلته التي تمّ الحرص على تشريك جميع الأطراف المعنية في تنظيمه من هيئات دستورية ووزارات ومؤسسات عمومية ومجتمع مدني، خاصةً في تركيز مجلسه العلمي، وذلك اعتباراً لأهمية العمل التشاركي في مجال مناهضة العنف ضدّ المرأة.

ويعتبر هذا المرصد إضافةً جديدة لدعم الحقوق الإنسانية للمرأة وحمايتها من كلّ أشكال العنف والأخطار التي تحيط بها والمساهمة في تحقيق المساواة الفعليّة بينها وبين الرجل في كافة الميادين، وفق نصّ البيان/البلاغ الصادر عن رئاسة الحكومة التونسية.

تزامن ذلك مع تصريحات وزيرة المرأة والأسرة والطفولة، نهار الثلاثاء  في تونس “أنّه رغم الجهود الوطنية المبذولة من أجل تكريس المساواة بين الجنسين، فإنّ نسب حضور المرأة في مواقع القرار والمسؤولية مازالت دون المأمول” حسب بلاغٍ للوزارة.

وأضافت الوزيرة خلال إشرافها على الاجتماع الدوري لمجلس النظراء للمساواة وتكافؤ الفرص بين المرأة والرجل، أن نسبة حضور المرأة لا تتجاوز 26 % في مجلس نواب الشعب حالياً، مقابل 33,2 % سنة 2014، وفقط 18,75 % نسبة تمثيل المرأة في الحكومة الحالية بــ 6 أعضاء فقط من النساء (4 وزيرات وكاتبتا دولة) من مجموع 32.

وقد جرى تخصيص اجتماع مجلس النظراء للمساواة وتكافؤ الفرص بين المرأة والرجل، لعرض مخرجات المجلس خلال الفترة 2018-2019، إلى جانب تقديم منهجيّة إعداد الخطط القطاعيّة لإدراج مقاربة النوع الاجتماعي في الميزانيات والتخطيط والبرمجة.

كما أبرزت الوزيرة بالمناسبة أنّ هذا الاجتماع يتنزّل في إطار التقييم المرحلي والمتواصل لأعمال المجلس، مؤكّدةً أن تخصيص الجلسة لمسألة إدماج مقاربة النوع الاجتماعي، يعكس أهمية هذه المقاربة والالتزام القانوني لمختلف الوزارات بتطبيقها في مجال اختصاصها، عبر إدراجها بصفة أفقية، واقتراح تدابير إيجابية من أجل الحدّ من الفجوة بين النساء والرجال.

وتمّ في هذا الإطار أيضاً تقديم استعراضٍ أول حول مدى إدماج مقاربة النوع الاجتماعي، سواء على مستوى النصوص الترتيبية والتشريعية، أو على مستوى السياسات العامة والخطط والبرامج القطاعية مركزياً وجهوياً ومحلياً، وكذلك على مستوى الميزانيات، وعرضٌ ثانٍ حول إدراج مقاربة المساواة وتكافؤ الفرص في الميزانيّة والتخطيط والبرمجة: وزارة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن نموذجاً.

المشاركة السياسية للمرأة التونسية

المشاركة السياسية للمرأة التونسية

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.

تعليق واحد في “الحكومة التونسية تُنشأ “المرصد الوطني لمناهضة العنف ضدّ المرأة””

  1. يقول jdea Nofal:

    شكرا لكم في التجمع، وتقديرنا لجهودكن وجهود التونسيات وغيرهن من النساء العرب، لتحسين وضع المرأة العربية،،، وأنا أقرا الخبر عن تونس، تبادر لتفكيري السؤال التالي:أوليس أليات تفكير المرأة والرجل في منطقتنا، بما يتعلق بالأسرة معوقا لتحسين وضع المرأة؟ مثلا : طالما بقيت المرأة مقتنعة بالدور الذي رسمه لها ما يسمى المجتمع، بما يخص دورها بالنسبةللأسرة//انجاب وتربية والعمل في البيت بعد الوظيفة والتزماتها اتجاه الزوج ….الخ// هذا الدور معوّق لتحسين وضع المرأة.. وحتى اللحظة النسبة العالية جدا من الجنسين لا ترى في دور المرأة إلا مكمل غير أساسي لما يريده الرجل والمجتمع، ما قصدته، المسألة أبعد وأعقد من اصدار القرارات والتعليمات مع أن ذلك يساعد على تحسين وضع المرأة، التغيير الجذري والذي يرعبنا جميعا،هو قلب أليات تفكيرنا التي نعمل بها… مودتي.

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015