السجن 23 عاماً لـ “متحرّش هوليوود” هارفي واينستين؛ بعد إدانته بالاغتصاب والاعتداء الجنسي
انتصار “مي تو”: إدانة المنتج هارفي واينستين

بي بي سي عربي- قضت محكمة أمريكية بسجن المنتج السينمائي، هارفي واينستين، 23 عاما، بعد إدانته بالاغتصاب والاعتداء الجنسي. وظهر واينستين، البالغ من العمر 67 عاما، على كرسي متحرك أثناء المحاكمة في نيويورك.

وطالب محاموه من المحكمة بالرأفة في الحكم عليه لأن أقصر عقوبة سجن ستكون “كأنها المؤبد” بالنسبة له. ولكن الإدعاء طالب بإنزال أقصى عقوبة على واينستين — المعروف إعلاميا بلقب “متحرش هوليوود” — بسبب اعتدائه المتواصل على النساء، طوال مشواره المهني.

وتحدّث واينستين الأربعاء لأول مرة أمام المحكمة، قائلاً إنه يشعر “بندم عميق”.

لقد أُدين المنتج السينمائي السابق هارفي واينستين بتهمتين بالاعتداء الجنسي. وجاءت إدانة واينستين (67 عاماً) في مدينة نيويورك بالاغتصاب من الدرجة الثالثة، وارتكاب فعل جنسي جنائي من الدرجة الأولى. وتمت تبرئة واينستين من أخطر التهم الموجهة إليه، وهي الاعتداء الجنسي الوحشي والاغتصاب من الدرجة الأولى.

وفي نيويورك، يُعرّف الاغتصاب من الدرجة الثالثة بأنه انخراط في مضاجعة مع شخص غير قادر على منح الموافقة على ممارسة الجنس، أو يقل عمره عن 17 عاما، أو لم يمنح موافقته لأي سبب غير عدم القدرة على منح الموافقة.

ومازال إمبراطور السينما السابق في هوليوود يواجه اتهامات في لوس أنجليس بالاعتداء على امرأتين في عام 2013.

فقد وجّهت 80 امرأة على الأقل، بينهن ممثلات شهيرات مثل غوينيث بالترو وأوما ثورمان وسلمى حايك، اتهامات لواينستين بسوء سلوك جنسي تمتد إلى عقود مضت. كما تقدّمت العشرات من النساء منذ أكتوبر/ تشرين / الأول 2017 بشكاوى يتهمن فيها واينستين بالتحرش الجنسي والاغتصاب.

ودأب واينستين على نفي ارتكابه جرائم جنسية، وهذه أولى الاتهامات التي توجه له أمام القضاء في نيويورك، ويواجه تهما أخرى بالاعتداء الجنسي والاغتصاب في لوس أنجليس. وقال محاموه إنهم سيستأنفون الحكم الأخير.

أدين واينستين بجريمتين الشهر الماضي بعد محاكمة استغرقت عدة أسابيع في مانهاتن:

  • إرغام مساعدة الإنتاج، ميريام هيلي، على ممارسة الجنس بالفم في عام 2006.
  • اغتصاب الممثلة المبتدئة، جيسيكا مان، في عام 2013.

وتمت تبرئته من جرائم أخرى.

وجاء هذا الحكم الأربعاء بعد الكشف عن أدلة جديدة. وقالت وسائل إعلامية أمريكية إن هذه الأدلة تتضمن مشادة بينه وبين أخيه وشريكه في العمل سابقاً. وتضمّنت الأدلة أسماء شخصيات مؤثرة حاول الاستعانة بها عندما بدأت الاتهامات تحوم حوله من بينها جيف بيزوس، رئيس شركة أمازون، ومايكل بلومبرغ، عمدة نيويورك السابق.

ماذا عن المدَّعين عليه؟

أدلت ثلاث نساء بشهاداتهن أمام المحكمة في نيويورك لمساعدة الادعاء إثبات سلوك واينستين المنهجي. ويواجه المنتج السينمائي تهماً أخرى في لوس أنجليس، وتتعلّق باعتدائه المزعوم على امرأتين في 2013، ويبحث المحققون هناك قضايا أخرى.

وتتهم عشرات النساء واينستين بالاعتداء الجنسي على فترات تمتد إلى عقود من الزمن. وساعدت هذه الاتهامات في ظهور حركة “مي تو” عالميا لكشف التحرش الجنسي ضد النساء، حيث تعتبر القضية بمثابة حجر زاوية في حركة (أنا أيضاً) MeToo، التي ألهمت كثيراًت بالكشف عن مزاعم بسوء السلوك ضدّ رجالٍ ذوي نفوذ.

وكان واينستين رجلاً قوياً في هوليوود يفوز بالجوائز العالمية ويصنع النجوم، قبل أن يتحوّل إلى متحرّش يقبع وراء القضبان.

وحقق واينستين نجاحاً باهراً بأفلام نالت جوائز أوسكار، مثل “خيال رخيص” Pulp Fiction و “غود ويل هانتينغ” Good Will Hunting وخطاب الملك The King’s Speech و”شكسبير عاشقاً” Shakespeare In Love.

من هو هارفي واينستين؟

هو منتج سينمائي في الـ 67 من عمره، وهو أحد مؤسسي شركة الترفيه، ميراماكس، التي تحدت هيمنة استوديوهات هوليود الكبيرة فأصبحت شركة قوية يحسب لها حساب في قطاع صناعة الأفلام.

كان واينستين وشقيقه بوب وراء إنتاج سلسلة من الأفلام الناجحة في التسعينيات، وفاز فيلم من إنتاجه هو “شكسبير العاشق” بسبع جوائز أوسكار عام 1999، من ضمنها جائزة أفضل صورة.

وأجريت دراسة لتحليل الكلمات التي القاها حاصلون على جوائز الأوسكار، فجاء فيها أنه عام 2015، وجّه الشكر والمديح لواينستين في 25 خطابا، وهو نفس عدد المرات التي شكر فيها الله في تلك الخطابات، وجاء المخرج والمنتج الشهير، ستيفن سبيلبيرغ، في المرتبة الثانية بعد واينستين.

انتصار “مي تو”: إدانة المنتج هارفي واينستين

انتصار “مي تو”: إدانة المنتج هارفي واينستين 

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”. 

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015