السويداء: نساءٌ يشاركن الجمهور معايشة قضايا جرائم الشرف عبر المسرح التفاعلي
مشهد من المسرح التفاعلي في اليوم العالمي للتضامن مع ضحايا جرائم الشرف

رهان حبيب/ snacksyrian- ناقشت 12 امرأة قضية جرائم الشرف في محافظة السويداء خصوصاً وسوريا عموماً عبر عرض مسرحي تفاعلي حضره عدد من أهالي المحافظة ويقول القائمون عليه إن فكرته ليست للتضامن مع ضحايا جرائم الشرف فحسب بل لتحريك المياه الراكدة ومناقشة الفكرة مع شرائح المجتمع المختلفة. 12 امرأة من السويداء واجهن المجتمع وحرّكن قضيةً راح ضحيتها 5 نساء العام الفائت.

العرض أقيم بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع ضحايا جرائم الشرف الذي صادف أمس الثلاثاء، وتقول عنه “خلود هنيدي” أخصائية نفسية ومشاركة صعدت المسرح مع 11 امرأة أخرى إيماناً منهنّ أن خير من يتحدث عن وجع المرأة، أم ومعلمة وموظفة وعاملة، وتضيف “هنيدي” لـ”سناك سوري”: «الفكرة ثمرة حوار نسائي بين مجموعة من الصديقات التقينا في مشغل “فجة خرق“، لنقدم رأينا في جريمة أخذت تتفاعل وتتطور، ليكون ضحيتها شابات وأمهات أريقت دمائهم تحت ستار الشرف، مع العلم أن ما يحدث في “السويداء” يحدث في كل المحافظات السورية وكلنا معنيون بمناقشة الظاهرة والبحث عن حلول اجتماعية قانونية تربوية تحد من تطورها».

العمل الذي قدمته نساء لم يسبق لهن تجربة التمثيل، كسرن فيه حاجز الخوف وارتدين لباس الرجال، لتجسيد نص ألفنه بشكل جماعي، يجمع بين تفاصيل قضايا الشرف وجرائمها ما أوجع قلوبهن حتى عند التمثيل.

مدرسة اللغة الإنكليزية “هدى هنيدي” التي جسدت دور “أبو حسن” والد رفض تزويج ابنته لمن اختارت، وقدمت نفسها بهيئة الوالد المتمسك بالتقاليد والعرف، ليتحول لاحقاً إلى قاتل لابنته ناكثا العهد للوجاهة الاجتماعية التي أقنعته بالموافقة على تزويجها.

تقول المُدرسة لـ”سناك سوري”: «للمرة الأولى أشارك بالتمثيل لكن الفكرة أثارت رغبتي للحديث عن ظاهرة قضت على نساء وشابات كان من الأحق أن يكن نساء فاعلات في مجتمع يحتاج حضورهن».

ظاهرة المسرح التفاعلي التي جسدتها السيدات بهذا العمل، كانت فرصة مناسبة لحوار عميق حول جرائم الشرف واستمزاج رأي الجمهور حول النص وأي الأدوار يمكن أن تقدم بشكل أكثر تعبيراً وقربا من المشكلة ليشارك الجمهور في تأدية أدوار “أبو حسن” والأم والمختار والأخ وشخصيات المسرحية.

“نور عزام” موظفة تابعت المسرحية وشاركت خلال العرض بأداء دور الأم التي من وجهة نظرها كان من المفترض أن تكون صاحبة قرار لتقف في وجه الوالد وتمنع حدوث الجريمة، قالت: «لم أتوقع المشاركة لكن عندما طرحت رأي الخاص أن الدور السلبي للأم لن يكون إلا عاملاً مساعداً لزيادة الجريمة، دعونني لتمثيل الدور وبالفعل أديت دور الأم التي تقف في وجه زوجها لتظهر له أن للفتاة حق بالحياة، واختيار الشريك وأن خروجها عن الطاعة ليس جرماً يستدعي القتل».

الجمهور الذي شارك وأدى مع السيدات أدوار مختلفة ناقش الفكرة بجوانبها الاجتماعية والثقافية والتربوية والقانونية في حوار أدارتاه “خلود هنيدي” و”إيمان بلان” وهي ممثلة، لتعاد المشاهد عدة مرات وتتوقف بناء على مشاركة، واقتراحات الجمهور الذي تفاعل بطريقة حققت رضا المشاركات ومنهم “سلام النبواني” مديرة روضة وناشطة على المستوى الاجتماعية أدت دور المختار.

تقول “النبواني”: «هي تجربتنا الثانية كمجموعة سيدات رغبنا بمناقشة قضايا النساء في مرحلة نجد فيها المرأة ضحية لجرائم الشرف والفقر والأمية وحالات اجتماعية لن تتوقف إذا بقينا صامتات، اليوم حاولنا تذكر ضحايا جرائم الشرف علنا نصل الى تعديل قانون معالجة هذه الجرائم ونخبر الأمهات والآباء أننا بالصمت شركاء بالقتل».

المسرحية التي قدمت يوم ٢٩ تشرين الأول اليوم العالمي للتضامن مع ضحايا جرائم الشرف، حظيت بجمهور كبير في صالة سينما “بلانيت” وكانت تحية مناسبة رغم الوجع لأرواح أكثر من ٥ ضحايا سجلت حالاتهم العام الفائت، والحالي في “السويداء” وحدها، وتذكيراً بأن القتل تحت مسمى الشرف خالي من الشرف ومناقض لحقوق الانسان ومواثيقها.

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.  

مشهد من المسرح التفاعلي في اليوم العالمي للتضامن مع ضحايا جرائم الشرف

مشهد من المسرح التفاعلي في اليوم العالمي للتضامن مع ضحايا جرائم الشرف

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015