الصراعات ترفع معدل وفيات الأطفال والأمهات
إنقاذ حياة الأمهات والأطفال

موقع “SciDev.Net” – حمَّل تحليل مقارن الصراعات والاضطرابات السياسية التي تشهدها دول العالم الإسلامي، مسؤولية ارتفاع معدلات وفيات الأطفال والأمهات بها، لتتخلف بذلك عن ركب باقي الدول في تحقيق الهدفين الرابع والخامس من الأهداف الإنمائية للألفية.

يأتي التحليل المموَّل من قِبَل صندوق الولايات المتحدة المخصص لمنظمة اليونيسف، في إطار متابعة التقدم نحو تحقيق أهداف الأمم المتحدة الإنمائية للألفية في مجال صحة المرأة والطفل، والتي كان مقرَّرًا إتمام تحقُّقها عام 2015، ويهدف إلى تقييم وضع الصحة الإنجابية وصحة الأمهات والمواليد والأطفال والمراهقين في البلدان ذات الأغلبية المسلمة بجنوب آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا.

اعتمد التحليل المنشور في دورية (لانست) الطبية يوم 30 يناير الماضي، على مقارنة البيانات المتاحة عن معدلات الوفيات بين عام 1990 و2015، ومقارنتها بالمعدلات العالمية، بالإضافة إلى تحليل الأسباب والعوامل المؤدية إلى تلك الوفيات.

وخلصت النتائج إلى ارتفاع معدلات وفيات الأطفال وحديثي الولادة والأمهات بالدول ذات الأغلبية المسلمة –والتي خصّها التحليل– لدى مقارنتها بالمعدلات العالمية، وبالدول ذات الأغلبية غير المسلمة.

ففي الفترة بين 2010 و2015، ارتفع معدل وفيات الأطفال ليصير 28 حالة وفاة بين كل ألف طفل، في حين يبلغ المعدل العالمي 26 حالة وفاة، كما ارتفع معدل وفيات الأمهات ليقدر بحوالي 230 حالة وفاة من كل 100 ألف ولادة في حين أن المعدل العالمي 220 وفاة فقط، أما حديثو الولادة فكان المعدل 25 حالة وفاة لكل ألف مولود مقابل 21 في المعدل العالمي.

ويعزو ذو الفقار بوتا -الباحث الرئيسي في الدراسة- أسباب ذلك الارتفاع إلى الصراعات وعدم الاستقرار السياسي والنزوح والهجرة، وما تركته من أثر على الخدمات الصحية المقدمة للمرأة والطفل بشكل رئيسي، بما في ذلك حجب الوصول إليها أو عدم تقديمها من الأساس في بعض الأحيان. مشيرًا إلى ارتفاع معدلات الوفاة بشكل كبير في أثناء وجود أزمة لاجئين، وانخفاضها حال تحقُّق الاستقرار السياسي وغياب الصراع.

ويؤكد بوتا -الأستاذ بجامعة آغا خان الباكستانية، والباحث بمركز صحة الطفل العالمي بكندا- ”عدم وجود دليل على تأثير الدين على تلك المعدلات‟.

ويشير بوتا إلى أسباب أخرى تتعلق بمدى فاعلية الأداء الحكومي في تقديم خدمات الرعاية الصحية حتى ولو بشكل نسبي، إذ يرى بوتا أن ”توفير رعاية صحية أفضل من شأنه خفض معدل الوفيات‟، كما هو الحال في بعض الدول التي شملها التحليل، مثل مصر والمغرب وأذربيجان وبنجلاديش وإندونيسيا وقيرغيزستان والنيجر والسنغال.

كما يرى أن انخفاض نسب الأمية بين السيدات عامل آخر يُسهم بفاعلية في خفض معدلات الوفيات بين الأمهات والأطفال.

وترى سيفيرين كاليوارتس -طبيبة أمراض النساء والتوليد بمنظمة ’أطباء بلا حدود‘- أن الحلول الطبية لمجابهة ارتفاع معدلات وفيات الأمهات وحديثي الولادة معروفة، وتتمثل في توفير رعاية شاملة وطارئة قبل الولادة وفي أثنائها وبعدها.

وعن جهود المنظمة بدول المنطقة، تقول كاليوارتس لشبكة SciDev.Net: ”نعمل داخل مخيمات اللاجئين بلبنان والأردن والعراق واليمن، على توفير الأدوية المطلوبة، كالمحاليل المطهرة والمضادات الحيوية والأدوية المستخدمة لعلاج النزيف، وتوفير خدمات مهمة أخرى، كالولادة القيصرية ونقل الدم وقت الحاجة‟.

وتضيف كاليوارتس: ”بطبيعة الحال هناك العديد من الحلول الأخرى غير الطبية، كالاهتمام بتوعية الفتيات وتعليمهن، وتقليل العنف ضد المرأة، لكنها ليست أولوية لدى المنظمة‟.

ويأمل بوتا أن تُلقي نتائج التحليل الضوء على تلك الأزمة التي يعاني منها الأطفال والأمهات في خضم النزاعات والصراعات المتصاعدة بالمنطقة، مؤكدًا ضرورة استمرارية البحث لفهم أعمق لتلك المشكلة، ودراسة الحلول المتاحة.

جديرٌ بالذكر أن تقديرات الأمم المتحدة، تشير لوفاة قرابة 6 ملايين طفل سنويًّا دون سن الخامسة حول العالم، كما يموت حوالي 300 ألف من النساء خلال الحمل أو الولادة. وتشير الإحصائيات إلى أن 95% من تلك الوفيات تحدث في 75 دولة فقط، تتركز غالبيتها في دول الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا.

إنقاذ حياة الأمهات والأطفال

إنقاذ حياة الأمهات والأطفال

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015