الصراع الأزلي بين المرأة & صورتها النمطية في المجتمعات العربية
المساواة بين الجنسين

موقع (ababiil) الإلكتروني- المساواة في أبسط تعاريفها تعني معاملة كافة البشر على حد سواء، معاملة واحدة، دون تمييز بسبب التنوع العرقي، أو النوع، أو اللون، أو الحالة الاجتماعية،…الخ. فليس من حق مخلوق أن يغير قانون الخالق ويميز شخصًا عن آخر قال تعالى “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً” (النساء:1). بل إن الحق البشري في هذه الحياة يرتكز على المساواة بين الأفراد في الحقوق والواجبات. 

المساواة بين الجنسين (المساواة الجندرية):

يُطلق مصطلح النوع الاجتماعي “الجندر” على العلاقات والأدوار الاجتماعية التي يحددها المجتمع لكل من المرأة والرجل، وتتغير هذه الأدوار والعلاقات والقيم وفقا لتغير المكان والزمان، وذلك لتداخلها وتشابكها مع العلاقات الاجتماعية الأخرى، مثل: الدين والطبقة الاجتماعية والعادات والتقاليد والعرق .. الخ، والنوع الاجتماعي يجب أن يترادف معه مصطلح تكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية، نقصد بتكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية المساواة بين الرجل والمرأة في جميع النواحي، إن كانت سياسية أو ثقافية أو اجتماعية أو اقتصادية، ونقصد به أيضا الحد من التمييز القائم على الجنس.

ومفهوم المساواة الجندرية نظريًا هو المساواة بين الرجل والمرأة، والقضاء على كافة أشكال التمييز بينهما، فكل منهما له حقوق وعليه واجبات. تعترف المساواة الجندرية بأن للمرأة الحق الكامل في القيام بأي مهام قد يقوم بها الرجل، الصعبة وكذلك السهلة.

إن المساواة الجندرية نظريًا وعلى الورق تعتبر مثل الماس المكنون، ولكن هل تطبق هذه المساواه في مجتمعاتنا؟ 

إن مجتمعاتنا الشرقية، وبصفة خاصة العربية، تعاني من تفسير مفهوم المساواة، وهذا ما جعل المرأة تعاني على مر العصور من التمييز ضدها، ولماذا؟

بمجرد نطق لفظ المساواة يقفز إلى أذهان رجال مجتمعاتنا إن المرأة سوف ترتدي عمامته أو تربي شاربًا، وسوف تأخذ مكانته وتناطحه في حياته كرجل لرجل، وهو تصور خاطئ فجل ما نريده من المساواه كنساء هو منح المرأة حقوقها في المعاملة والعمل دون تمييز ضدها، نريد فقط أن تتاح لنا فرصة المساواة حتى وإن ولم نستخدمها، فلما لا نتمتع بحرية الاختيار؟

إن معضلة عدم المساواة بين الجنسين واحدة من أكبر المشاكل التي تواجه المجتمع اليوم، وخاصة المجتمع العربي، ولسوء الحظ – وعلى الرغم من العولمة والتطور التكنولوجي الهائل – تميل المجتمعات في بعض البلدان إلى التركيز على إعطاء المزيد من السيطرة والسلطة لجنس عن الاخر، وهذا يخلق مشكلة كبيرة لأن هذه الصورة النمطية أصبحت طبيعية بالنسبة لنا ومطبوعة في عقولنا.

هذا القبيل من النمطية يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية عقلية خطيرة، ويمكن أن تسبب الانتحار بسبب التمييز والضغوط النفسية الناتجة عنه. كثيرٌ ما نرى تعليم الرجال منذ ولادتهم أن يكونوا أشخاصًا أشداء دون إبداء أي مشاعر أو مناقشة للصحة العقلية، وفي المقابل نرى كيف يتم تعليم النساء أن مهمتهن الوحيدة هي الزواج وإنجاب الأطفال، وهذا ما يستدعي جدية الحاجة إلى المساواة بين الجنسين.

متى سوف تتغير فكرة المجتمع الشرقي عنا بأننا فقط آلة لإنجاب الأطفال؟ 

متى سوف نعترف بأن المرأة هي نصف المجتمع؟ ويمكنها شغل نفس المناصب، والقيام ببعض المهام على قدم المساواة مع الرجل؟

بصفةٍ عامة، فإن معظم المجتمعات يهيمن فيها الرجال في كل قطاع تقريبًا، إذًا يجب أن يحقق مجتمعنا المساواة بين الجنسين من أجل البدء في التنمية، وتحقيق نقطة انطلاق جيدة للقضاء على الفجوة ما بين الرجل والمرأة في الأجور من أجل تعزيز التنمية الاقتصادية. بالإضافة إلى ذلك، لتعليم الفتيات أثر اقتصادي إيجابي، وأهمية أن تحصل النساء والفتيات الفقيرات على التعليم، وهو حق من حقوق الإنسان الأساسية.

الرجال والنساء على حد سواء يجب أن يكونوا قادرين على التعبير عن مشاعرهم، وأن يكونوا قادرين على أن يعبروا عن قوتهم. لقد فات أوان النظر إلى الجنس باعتباره اقطاب متنافسة، بل هي سلسلة متصلة من الآراء. وينبغي أن نعي القضايا التي يواجهها الناس من مختلف الهويات الجنسانية، وينبغي أن نكون جزءًا من جيل يدعو إلى المساواة.

إن العدل بين الجنسين أمر بالغ الأهمية لإعمال الحريات الأساسية، ورغبة يستفيد منها المجتمع بأسره، بما في ذلك الفتيات والسيدات. وقد سُجلت جميع الفوائد الشاملة للتوازن بين الجنسين في كل مكان، وشهد عدد قليل من النظم العالمية على أهمية هذا التوازن بالنسبة للحريات الأساسية والتحول الاقتصادي للأحداث. فإعلان ومنهاج عمل بيجين، على سبيل المثال، اللذين احتضنهما جماعيا 189 دولة في عام 1995 وما زالا أكثر الاتفاقات جذرًا على الصعيد العالمي من أجل التقدم وتأمين التماثل والإنصاف للشابات والسيدات، يرى أن الاختلالات المستمرة تشكل تداعيات حقيقية بالنسبة للازدهار، وأن كل شيء على قدم المساواة.

وينطوي التوازن بين الجنسين على نفاذية متكافئة وتعزيز والتزام وتعاون من جانب السيدات والرجال في جميع دوائر الحياة العامة والخاصة. ويعني ذلك ضمنًا قبول معاملة النساء والرجال وتقديرها على نحو مماثل. 

ويهدف التوازن بين الجنسين إلى تغيير التركيزات في نظر الجمهور، مما يضيف إلى الحفاظ على علاقات القوة غير المتسقة بين السيدات والرجال. وتحقيق هذه النقطة أمر بالغ الأهمية لضمان الحريات الأساسية، وعمل حكومة حكم الأغلبية، ومراعاة القانون والنظام، والتنمية المالية والكثافة.

المساواة بين الجنسين
المساواة بين الجنسين

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبتها/كاتبها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015