العنف ضد النساء إلى متى؟
مريم غوتيريز، الناشطة الفرنسية تستعد للتحدث إلى الطلاب حول العنف الجنسي/رويترز

ayyamsyria- أعلنت الحكومة الفرنسية 3 أيلول/ سبتمبر عن حملة موسعة ضد العنف الزوجي وسلسلة من التدابير التي تهدف للحد من العنف ضد المرأة والذي أودت بحياة أكثر من مئة امرأة على يد أزواجهن.

وقررت منظمات حقوق الإنسان إنشاء 250 موقعاً لإيواء النساء الهاربات، كذلك ستختبر الحكومة استحداث “غرف طوارئ داخل المحاكم” لمعالجة الملفات في غضون 15 يوما ودعت هذه المنظمات الحكومة الفرنسية إلى تخصيص حوالي مليار يورو لأجل ذلك.

وفي تقريرها صنّفت هيئة “يوروستات” الأوربية في 2017 فرنسا من بين أسوء البلدان الأوروبية على صعيد معدلات جرائم قتل النساء بفعل العنف الأسري، إذ بلغ عدد النسوة اللواتي قتلن على يد أزواجهن (0,18) ضحية لكل مئة ألف امرأة وهذا المعدل أعلى من سويسرا (0,13) وإيطاليا (0,11) وإسبانيا (0,12)، لكنه أدنى من ألمانيا (0,23).

وقال رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب “اليوم في بلدنا، تموت مواطنات لنا خنقا أو طعنا أو بحرقهن أحياء أو تحت الضرب، بواقع كل يومين أو ثلاثة”.

وأضاف فيليب خلال إطلاقه مناقشات في هذه القضية محاطا بأكثر من عشرة وزراء “منذ قرون، هؤلاء النسوة يدفن جراء لامبالاتنا وإنكارنا وإهمال الذات لدينا وذكوريتنا المتجذرة وعجزنا عن مواجهة هذا الوضع الفظيع”.

وقد دُعِيَ نحو ثمانين شخصاً من مسؤولين محليين وعناصر شرطة وعناصر درك وقضاة ومحامين إلى هذا الاجتماع الرامي لمحاولة تطويق آفة العنف الأسري في فرنسا.

وفي إطار هذه المساعي، أعلن رئيس الوزراء الفرنسي استحداث 250 موقعا للإيواء في حالات الطوارئ للنساء الهاربات من العنف الأسري اعتبارا من مطلع 2020، و750 موقعا آخر مخصصا لإعادة الإيواء المؤقت، وهو تدبير قدرت كلفته بخمسة ملايين يورو.

كذلك ستختبر الحكومة استحداث غرف طوارئ داخل المحاكم “لمعالجة الملفات في غضون 15 يوما”. وسيتمكن الضحايا أيضا من تقديم شكاوى بصورة منهجية في المستشفى.

ومن المقرر الإعلان عن خلاصات هذه المناقشات في 25 تشرين الثاني/نوفمبر لمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد النساء. ويحضر هذه النقاشات المنظمات المعنية وعائلات الضحايا.

إضافةً إلى فرنسا، تواجه دول أوروبية أخرى نفس المشكلة. ففي إيطاليا مثلا، قتلت 120 امرأة خلال السنة الماضية، نتيجة العنف من قبل شركاء حياتهن.

يذكر انه في شهر شباط/ فبراير 2018 خرجت مسيرات نسائية للتنديد بالعنف الجنسي ضد المرأة وجاءت المسيرات النسائية بمبادرة من عدة جمعيات مدنية للمطالبة بإنهاء ظاهرة “الإفلات من العقاب التي ينعم بها المعتدون”. وأطلقت الحركة على نفسها اسم “نحن كلنا” وكان أول ظهور رسمي لهذه الحركة في أيلول/ سبتمبر 2018.

وتعتزم هذه الحركة، التي حظيت بدعم عدة جمعيات، بعد أن أبصرت النور الانتقال من الأقوال إلى الأفعال للمطالبة بإنهاء ظاهرة الإفلات من العقاب التي ينعم بها المُعتَدون.

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”. 

مريم غوتيريز، الناشطة الفرنسية تستعد للتحدث إلى الطلاب حول العنف الجنسي/رويترز

مريم غوتيريز، الناشطة الفرنسية تستعد للتحدث إلى الطلاب حول العنف الجنسي/رويترز

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015