الفاعلية السياسية للمرأة السورية حقيقة أم فرضية
الفاعلية السياسية للمرأة السورية

غيثاء أسعد/ alsharqnews- تقول الأسطورة  الإغريقية: أن النساء قصّرنَ شُعورهن وجعلنّها حبالا” عندما إحتاج الرجال إلى حبال لجرّ السفن الحربية. لعلّها أي الأسطورة تقول بأن مساهمةً متواضعة من المرأة الإغريقية كانت دافعاً لها لتشارك في صنع الحياة إلى جانب الرجل.

كلنا يعلم أن قُدرات النساء أكبر من ذلك بكثير وأثرها أيضا”على الرجل والولد والبيت والمجتمع بكل فئاته وأصنافه وطبقاته يتضح من خلال قدرتها على إستخدام تلك القدرات وتوظيفها في خدمة الشأن العام.

تعالوا نتخيّل عالم بلا نساء, بيوت خالية الوجود من المرأة, من الأمهات من الأخت من الزوجة ..كيف هي الحياة؟

المرأة هي المحور.. هي الركن الأساسي في المجتمع, التي خاضت الكثير من الصراعات والمعارك في مواجهته ونجحت في بعضها وكان التحدّي في صالحها غالبا”.

فهل نجحت المرأة في حسم الصراع القائم حول مشاركتها السياسية؟ هل تنجح في صنع التغيير السياسي؟
هل يمكن أن تعتبر هذه الجولة هي آخر معاقل النضال النسوي في مواجهة التمييز ضد المرأة؟

لطالما اقتصرت السياسة (في حقلها العام)  على الرجل ووضع القوانين وتنظيم المصالح والإنتخابات والأحزاب والثورات والإنقلابات.
نعم هو عالم الصراع والتنافس والمصالح احتكره الرجل بكل ما أوتي من ضراوة، فالسياسة ساحته وملعبه والمكان الوحيد الذي لا يشعر به الرجل بالإحراج أو الخجل في حال تغيير مواقفه أو الإنقلاب عليها أو حتى التغيير في الثوابت, والمجال السياسي هو المكان الذي يمارس فيه المسموح وغير المسموح من ممارسات ومناورات وتفاوضات سياسية قد تبدو للوهلة الأولى مستغربة خارجه. هي السلطة المطلقة ومصدر القوة مهما كان خارجها ضعيفا” ومنسحبا”.

ومن خلال دراسات نفسية في علم نفس المرأة (feminist psychology) أو علم النفس الأنثوي والذي يهتم بالحالة النفسية للنساء أثناء وجودها في بيئة ما أو موقف ما.. اهتم بدراسة نظرية المساواة بين الرجل والمرأة والتأكيد على ضرورة تحقيق العدل بكافة المجالات الاجتماعية والمهنية والتعليمية بما يتوافق مع قدرة كل طرف على العطاء والنجاح. واعتمد على أساليب ودراسات تحليلية نفسية منها:

أولاً تحليل الدور الاجتماعي ومايختص بالتصرفات والإنفعالات وكانت النتيجة أن المرأة تتعلّم كيفية التصرف والتفاعل مع الأحداث من خلال خبراتها المكتسبة من المحيط وأكّد على أن المرأة قادرة فكرياً ونفسياً على تحمّل المسؤولية والتعامل والتأقلم مع الظروف في غياب الرجل وفي ظلّ وجود الرجل كشريكٍ لها.

وكان التحليل الثاني هو تحليل خاص بالقوة التي تتمتع بها النساء والتي تتساوى فيها مع قوة الرجل في أغلب القطاعات الاجتماعية وخاصة قطاع العمل وتولّي المناصب المهمّة. والتاريخ والحضارات التي كانت قائمةً تؤكّد ذلك وكلنا يعلم عصر المرأة أيام كليوباترا ونفرتيتي.. كان عصر المرأة هو السائد وكانت حضارات صنعت التاريخ قادتها النساء. السيدة مريم العذراء والسيدة خديجة بنت خويلد وماري كوري ومارغريت تاتشر (المرأة الحديدية) وغيرهنّ كثير من النساء كان دورهنّ وتأثيرهنّ واضحاً عبر التاريخ.

هنّ نساء ساهمن في مسيرة البشرية حتى يومنا هذا؛ فلم تدخل المرأة مجالا” إلا وأثبتت تفوّقاً وتميّز وإبداع.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا:

-هل هناك إرادة حقيقية للسماح للمرأة السورية بشكلٍ خاص والعربية والشرق أوسطية بشكلٍ عام، بولوج الحياة السياسية والمشاركة فيها بشكلٍ واضح؟ أم أنّ الأمر مجرّد خطاب سياسي مُستهلَك؟

-فكيف هي أوضاع المرأة الآن وكيف هي مشاركتها السياسية؟ وهل هي مشاركة فاعلة أم شكلية؟.. وماهي المعوقات التي تواجه المرأة نحو مشاركة أكبر وفعالية أكثر في الشأن السياسي؟

لعلّ الحواجز الاجتماعية والثقافية هي من أهم العوامل التي تؤثّر على رغبتهن في الترشيح للمناصب الفاعلة والمؤثّرة ويمكن إعتبار بعض العوامل مثل تنميط المرأة جنسياً، والتنشِئة السياسية وعدم تمكينهن سياسيا” منذ الطفولة، وصعوبة تحقيق التوازن بين العمل والأُسرة، من العوامل التي لها الأثر الأكبر في عزوف المرأة عن المشاركة السياسية الحقيقية والفاعلة.

1- فتنميط المرأة جنسيا” هي اعتبار أن السياسة للرجال فقط بما يمتلكون من قوة وذكاء وأن الأنوثة (المرأة) تُنتِج قيادة ضعيفة.

2- والتنشئة السياسية التي تعني عدم  تمكينهنّ منذ الطفولة وعدم إدخالهن في النقاشات السياسية، وبالتالي ترى الفتاة أن السياسة هي مجالٌ للذكور فقط.

3- غياب التحضير للنشاط السياسي: ويعني حصر المرأة في مجال المهن التي تتوافق مع السياسات الرسمية والتوجّهات الإجتماعية والأعراف المرتبطة بها، كالقانون والتعليم والوظائف الحكومية المرتبطة بهذه النماذج. باعتقاد عامة الناس أنّ المرأة لا تستطيع أن تكون أم وصاحبة منصب سياسي في نفس الوقت.

4- صعوبة تحقيق التوازن بين العمل والأسرة. وهي الإشكالية التي تعاني منها النساء بأن تكون فقط مقدّمة للرعاية الأولية للأطفال والإهتمام بأمور البيت. وهذا يمنعهنّ من التوفيق بين العمل والحياة، بالتالي تؤخّر المرأة تطلّعاتها السياسية.

النساء والسيدات اللواتي حصلن على مناصب رفيعة وعليا وحساسة سياسيا” أثبتن للعالم أجمع أن المرأة قادرة على تولّي الحكم وإحداث تغييير حقيقي وإيجابي على مستوى حكوماتهنّ وعلى مستوى العالم، فكنّ على قدر المسؤولية واستطعن التحكّم بشؤون دولهن. فما علينا إلا أن نحترم تواضع النتائج ومحدودية الرؤية البشرية للإنسان عموما” وللمرأة على وجه الخصوص.

فما هو المطلوب مننا كنساء سوريّات في العملية النسائية لإيجاد نساء قويّات يستطعن المشاركة في قيادة الدفة لاحقا” للمشاركة بالعملية السياسية السورية؟

لا بد لنا من الاهتمام:

– بالشأن العام والسياسي

-التطوّر إلى الانخراط بالعمل السياسي

-التحوّل إلى القيام بنشاط سياسي

وحينها نقول : إذا المرأة أرادت.. فستحقّق المراد.

الفاعلية السياسية للمرأة السورية

الفاعلية السياسية للمرأة السورية

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015