الكويت: خطبة جمعة تناولت حريّة المرأة تثير غضباً
عدد من الحضور والمشاركين في الندوة

وكالات- انتفضت منظمات المجتمع المدني للدفاع عن حرية المرأة الكويتية التي تعرّضت، بحسب رؤيتهم، الى إساءةٍ بالغة في خطبة الجمعة التي كانت يوم 23 مارس الماضي، وهي الخطبة التي عممتها وزارة الأوقاف على مساجد الكويت.

جاءت هذه الانتفاضة في مهرجان خطابي نظّمته واستضافته الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية مساء أول من أمس بحضور رئيسة الجمعية لولوة الملا وأعضاء مجلس الإدارة وعدد من ممثلي منظمات المجتمع المدني، وطالب المشاركون في الندوة الحكومة بتقديم اعتذار رسمي للشعب الكويتي وللمرأة الكويتية، مؤكدين رفض الوصاية على المجتمع من قبل قلّةٍ، خاصةً أن الكويت دولةٌ مدنية.

وقد شارك قرابة 200 شخص من مختلف الجمعيات الكويتية، في التحرّك رفضاً لما ورد في خطبة الجمعة التي عمّمتها وزارة الأوقاف الكويتية الشهر الماضي، والتي أثارت غضباً في البلاد باعتبارها «مسيئةً للنساء غير المحجّبات». كما وقّع المشاركون عريضةً ستُرفع إلى رئيس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك، فيما دعت جمعيات مدنية الحكومة إلى «إلزام السلطات الدينية بتقديم اعتذارٍ للنساء الكويتيات».

وجاء في العريضة: “نحن الموقّعون أدناه نؤمن إيماناً كاملاً بمبادئ الحرية الشخصية التي كفلها الدستور في المادة 30 وهو ما يتنافى مع ما جاء في خطبة يوم الجمعة 23/3/2018 المُعمّمة من قبل وزارة الأوقاف والتي تتضمن تعدّياً صارخاً على شريحةٍ كبيرة من النساء ومحاولة الإساءة إليهنّ بشكلٍ يتنافى مع قواعد الأخلاق حين ساوت فيها بين حرية المرأة والإلحاد والانسلاخ عن العادات والتقاليد وأن سفور المرأة هو الانحلال.”

وأضافت العريضة “ونطالب وزارة الأوقاف بالالتزام بالوسطية وبالاعتذار من النساء اللاتي أساءت إليهنّ الخطبة المُشار إليها أعلاه ومحاسبة المُتسبب في هذا الطرح وردّ الاعتبار للمرأة في الكويت.”

وكانت الخطبة التي أُلقيت في 23 آذار (مارس) الماضي قد تناولت موضوع الإلحاد، وأشارت إلى أنّ «الدعوة إلى حريّة المرأة هي انسلاخٌ من الأعراف والعفّة والحياء إلى عادات الكفر والانحلال والتبرّج والسفور»، وفق ما قالت عضو مجلس إدارة «الجمعية النسائية الثقافية والاجتماعية» غادة الغانم، التي رأت أن «هذا الخلط غير مقبول»، لافتةً إلى أنه «يشكّل إهانةً للمرأة وعنفاً لفظياً ضدّها، في دولةٍ مثل الكويت».

وكشفت رئيسة الجمعية لولوة الملا في تصريحٍ إلى وكالة «فرانس برس» عن تقديم شكوى ضد وزارة الأوقاف بعد الخطبة.

وتحدّثت غادة الغانم أيضاً عن حملة دعائية أطلقتها وزارة الأوقاف قبل أيامٍ بعنوان: «حجابي تحلو به حياتي» لحث الفتيات على ارتداء الحجاب. وقالت «نحن لسنا ضدّ الحجاب، لكنه أمرٌ شخصي ولا يُفترض بالحكومة أن تُقحم نفسها في أمورٍ خاصة وشخصية. على الحكومة أن تكون محايدة».

وشاركت سيداتٌ محجّبات أيضاً في التحرك الاحتجاجي للتعبير عن رفضهن للخطبة، ومن بينهن سميرة القناعي التي قالت إن «الإنسان حرٌّ في ما يرتديه». وزادت: «صحيحٌ أن الدين فرض علينا ارتداء الحجاب، لكن ذلك لا يعني أن نتهم من لا تلتزم بذلك بمثل الأوصاف التي وردت في الخطبة».

عدد من الحضور والمشاركين في الندوة

عدد من الحضور والمشاركين في الندوة

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015