المرأة السورية العاملة “مسؤولية وقيود”

موقع تمدن- تعيشُ المرأة السورية صراعات النفسية واجتماعية، في ظلِّ تشتت الشعب السوريّ بين نازحةٍ ومشردةٍ ومحاصرةٍ وأرملةٍ ويتيمة، البعضُ منها صنعته من أفكارها، والبعضُ الآخرُ كان له النصيب الأكبر الذي يتجلى بعادات وتقاليد ربطها المجتمع بعقل وتصرفات المرأة، ولعلَّ أكبر المسببين لذلك هو الحكم والنظام السياسي الذي همّش المرأة بقدرتها على بناء المجتمع والمشاركة فيه كالذكرِ تماماً.

لاجئون لا أكثر

أصبحَ اسمهم لاجئين، تفرقوا وتشردوا، بعضهم اتخذَّ من الخيام القابعة على الشريطِ الحدودي منزلاً له، بينما حالف الحظُ القسم الآخر من السوريين ممن استقروا في داخلِ تلك المدنِ وعملوا على بدأ حياةً جديدة، تبتعد عن سياسة الاعتماد على الغير من حيث المساعدات الإنسانية المتقطعة.

وأثبتت المرأة السوريةُ بأنها على قدرٍ كبيرٍ من المسؤولية في تحمل تلك المعاناة بمساعدة الرجل، ومساندته عبر اقتسام أعباء الغربة والعمل على تطوير أنفسهنّ، بالمشاركة في مجالات عملية متنوعة، كانت جديرةً لإيصال صوت المرأة السورية، ودورها الفّعال في أساسيات الحياة السورية، لتجد المفارقة في ذلك، أن نسبةً من السوريين يرفضون عمل الفتاة خارج المنزل، تحت حُجةِ الغربة والاحتماء خلف المثل الشعبيّالناس ذئاب، ومنعها من الخروج والاعتماد على نفسها لتكون فتاة مستقلة وقادرة على الإنتاج.

أبو محمد أب لخمس فتيات، خرج من سوريا خوفاً من إبقاء بناته وحدهنّ في مناطق النظام، ليلجأ إلى مدينةِ غازي عنتاب التركية، لكن المؤسف في الأمر أن فكره المستندُ إلى عادات ورثها عبر الأجيال، منعه من السماح لبناته بإكمال تعليمهن، أو البحث عن عمل مناسب لهنّ، فالفتاة برأيه ليست سوى عالة عليه، وأذىً يجب صرفه بأقل الخسائر، إحدى الطرق التي لجأ لها أبو محمدللخلاص من بناته كونهن هم ثقيل، كانت تزويج ابنته من أحد الشبّان العاملين معه، وهو من ميسوري الحال.

في المقابل، نجد أن الحظ حالف بعضاً من الفتيات في حال كانت المؤهلات المطلوبة للعمل متوفرة لديهن، الأمر الذي زاد من فرصة عمل الفتاة أكثر من الشاب، بحُكمِ ضعف تواجد المرأة في العديد من المجالات العملية، الأمر الذي دفع العديد من الأهالي أو أجبرهم في بعض الأحيان لكسرِ القواعد، والسماح للفتاة بأن تُثبت وجودها في ساحات العمل، والتي تعتبر أحد النقاط الإيجابية لصالح الفتاة السورية المغتربة.

سوريات يستمر تألقهن

لعلها الفرصةُ أو الحاجة التي ساندتْ رانيا في الوصول إلى مبتغاها، فبعد غادرت سوريا متجهةً إلى تركيا بسبب عدم مقدرة العودة إلى مناطق سيطرة تنظيم الدولة حيث يقطن أهلها هناك، وصلت رانيا وبدأت رحلة البحث عن عمل يتناسب مع مؤهلاتها العلمية، وبعد انتظار لمدة شهرين اثنين في منزل إحدى صديقاتها، وجدت عمل السكرتاريا والمسؤول المالي، وبعد عناءها لتأسيس حياتها ومنزلها نجحت باستقبال أهلها وتحمل مسؤوليتهم.

تاليا، عملت كإعلامية، نجحتْ بإيصالِ صوتها للعديد ممن يرفضون عمل المرأة ولباسها وخروجها، وأخريات، صديقتها راما تطوعت في جمعية إنسانية للأيتام، وتكلفت بتقديمِ أربع ساعات من وقتها يومياً للقيام بعمل الطبخ لمئات الأطفال دون أجر.

بينما تحدثنا سها عن تجربتها الفنية التي أتاحت لها فرصة البوح والتحدث لما يعانيه آلاف السوريين في الداخل، عكست معاناتها بالموسيقى النابعة من روح كل سوري مغتصبة حقوقه، حيث ساهمت بتدريب ثلاثين طفلأ سورياً ليصعدوا للغناء على خشبة المسرح، وتشكيل فرقة موسيقية للصغار.

ويبقى للمرأة السورية دورها الهام في كل مجال، لتبنيِ جيلاً قريباً من المساواة بينها وبين الرجل السوري كأي نخلةٍ لا تثمر إلا بالماء والشمس.

عاملات سوريات في مشغل تطريز / موقع تمدن

عاملات سوريات في مشغل تطريز / موقع تمدن

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015