المرأة اليمنية في مشاورات “جنيف”.. مشاركة خجولة & غياب
ناشطات يمنيات في لقاءٍ مع المبعوث الأممي الخاص لليمن

موقع (البعد الرابع)- خيبة أمل حقيقية واجهتها المرأة اليمنية عقب إعلان أسماء أعضاء “طرفي الصراع” في اليمن المشاركين في مشاورات جنيف المزمع انعقادها؛ فلم تشارك في وفد الحكومة سوى امرأة وحيدة من أصل 14 عضواً أعلن عنهم رئيس وفد الحكومة خالد اليماني وزير الخارجية اليمني، هي رنا غانم الامين المساعد للتنظيم الناصري. فيما خلت قائمة وفد القادمين من صنعاء الاثنا عشر من أي اسم نسوي.

عدم تمثيل المرأة في مشاورات جنيف دفع هيئة الأمم المتحدة للمرأة ، للدعوة إلى توسيع مشاركة المرأة اليمنية في كافة الجهود الرامية إلى إنهاء الصراع في اليمن.

وقالت الهيئة في بيان رسمي صادر عنها أمس اﻷول “إنه من خلال عرض مساهمات المرأة اليمنية المتنوعة في الوساطة المحلية والسلام. ومع ذلك، غالبا ما يتم إهمال وتهميش هذه الجهود باعتبارها ليست ذات ً أهمية أو لا تتعلق بالسلم والأمن الدوليين”.

كما دعت المجتمع الدولي إلى الاعتراف بمساهمات المرأة اليمنية في الوساطة المحلية وحل الصراعات ودعمها، و ربط مبادرات السلام المجتمعية بعمليات السلام الوطنية وذلك على نحو أفضل.

وأضاف البيان إن الفشل في الاعتراف الصريح بدور المرأة في حل النزاعات المجتمعية في اليمن وفي المنطقة ككل يؤدي إلى تهميش صوت المرأة اليمنية و إهمال مهاراتها وخبراتها في حل النزاعات التي يمكن أن تجلبها الى طاولة المفاوضات على المستويين الوطني والدولي.

ونقل البيان عن محمد الناصري، المدير الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة لتمكين المرأة والمساواة بين الجنسين في الدول العربية تأكيده أن المرأة في اليمن والمنطقة تتصدر قائمة الأطراف التي تسعى لحل النزاعات و تحقيق السالم وذلك في مجتمعاتهن المحلية. وقال الناصري “يجب ربط هذه الجهود بعمليات صنع السلام على المستوى الوطني بصورة أفضل، إذ أن عدم سماع أصواتهن وتسخير خبراتهن سيجعل السالم بعيد المنال.”.

النكسة المفاجئة في إشراك نساء اليمن في العمل السياسي كانت مغايرة تماماً للنشاط النسوي الملحوظ المصاحب لفترة الإعداد للمشاورات من قبل الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص الذي ترافق معها تصريحات مبشرة بمشاركة واسعة للمرأة اليمنية أطلقها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث في أكثر من مناسبة.

النشاط النسوي الذي سبق المشاورات لم يثمر عن تمثيل في المستوى للمرأة اليمنية، ومن ذلك النشاط تنظيم إحدى المبادرات النسوية “مسار السلام” النسوية ورشة عمل في العاشر من أغسطس الماضي تحت عنوان “تعزيز دور النساء في بناء السلام في اليمن: تأسيس دوائر السلام” بالتعاون مع منظمات وطنية ودولية في العاصمة الاردنية ، عمان، بحضور كوكبة من القيادات النسوية من داخل وخارج اليمن.

وطرحت في الورشة مسألة بناء الثقة بين كل الأطراف في اليمن لأنها الأساس الذي يمكن أن يقود إلى مفاوضات بناءة. وهل تم التهيئة لهذه الخطوة في الاجتماع التشاوري الذي عقده مارتن غريفيثس المبعوث الخاص للأمين العام المعني باليمن في السابع من أغسطس مع 22 شخصية عامة وناشطة يمنية، في المملكة المتحدة والذي شدد فيه على أن التسوية السياسية المتفاوض عليها، عبر الحوار اليمني الجامع، هي السبيل الوحيد لإنهاء الصراع ومعالجة الأزمة الإنسانية الحالية؟ وهل الفرصة مهيأة بصورة أكبر في لقاء جنيف التشاوري؟

ووجهت المشاركات في ختام الورشة رسالة للرئيس هادي شرحن فيها وجهة نظرهن عن السلام في اليمن التي خرجن بها، وأهم النقاط المفترض مناقشتها في المشاورات المرتقبة.

مطالب نساء الجنوب

وفي رسالة ممهورة بتوقيع أكثر من 100 ناشطة وحقوقية يمنية بعثنها للمبعوث اﻷممي في 8 مارس الماضي طالبن بتمثيل النساء في جميع عمليات السلام والمسارات المختلفة الرئيسية والموازية بما لا يقل عن 30% وتمثيلهن في جميع اللجان المنبثقة عن المفاوضات والعمليات السياسية في المرحلة االنتقالية وما بعدها التي سيتم تشكيلها بما في ذلك لجان التهدئة ولجان جبر الضرر وإعادة الاعمار غيرها.

وشدّدت الرسالة على الحرص على تمثيل النساء تمثيلا عادلا بما لا يقل عن 50 % للنساء الجنوبيات و 20% للنساء الشابات وبما يضمن التنوع الجغرافي للبلد ومن جميع المستويات المحلية والوطنية.

تمثيل نسائي بنسبة 30% في المفاوضات

رغم الاجتماعات التشاورية التي عقدها غريفيث مع الشخصيات الاجتماعية والسياسية اليمنية خلال شهر أغسطس والتي وصفها بأنها “تتمتع بمعرفة فريدة بالمجتمع اليمني” لم يستطع إقناع الطرفين بتمثيل عادل للمرأة اليمنية التي تعاني معاناة شديدة منذ انقلاب المليشيا الحوثية على السلطة واجتياح صنعاء عام 2014م ، كما أن تصريحاته المتكررة بمشاركة نسوية واسعة الطيف اعتماداً على قرار مجلس الأمن رقم 2216 الذي ينص على إجراء حوار سياسي شامل ذهبت أدراج الرياح.

ففي حوار سابق مع الموقع الرسمي للأمم المتحدة دعا غريفيث إلى أن تمثل النساء 30% على الأقل من الوفود المشاركة في المفاوضات، والمناصب العليا في حكومة الوحدة الوطنية. وقال “ما نأمله ونعتزم فعله هو، أولاً الإصرار على أن تمثّل النساء 30% على الأقل من وفود التفاوض. ثانياً أن تشغل النساء 30% على الأقل من المناصب العليا في حكومة الوحدة الوطنية. كما أننا نبحث مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة والمجموعة التي شكلتها الهيئة من النساء اليمنيات، ليكنّ إلى جانبنا، نحن الوسطاء، أثناء المفاوضات ليقدّمن لنا النصح بشأن القضايا التي تحظى بالأولوية”.

مشدداً على أن “الأمر المهم هو إن هذه المجموعة ستكون على تواصل مستمر، عبر الإنترنت والهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، مع النساء بأنحاء اليمن. ومن خلال ذلك سنتواصل مع النساء بشكل يومي، لإعلامهن بما يحدث في المفاوضات وتلقي آرائهن فيما يجب أن يحدث.”

واتضح أن تأكيده في أول حوارٍ ينشر له أجرته مع صحيفة الشرق الأوسط في 11 أغسطس الماضي “… سنقوم بإشراك المرأة اليمنية، لأننا نعرف مدى أهمية مشاركتها في إيجاد حلول وسطية وإعطاء الأولوية للسلام”، ما هو إلا تشكيل فريق استشاري فني على هامش المشاورات مكوّن من 7 نساء، وهي حيلة العاجز التي لجأ لها المبعوث الأممي إلى اليمن لتعويض نقص العنصر النسوي الحاد في وفدي المشاركين.

ألفت محمد الدبعي وصلت الاثنين الى العاصمة السويسرية جنيف ضمن المجموعة الاستشارية الخاصة بالمبعوث الأممي إلى جانب أخريات تداول ناشطون أسماءهن: وهالة القرشي وأمة العليم السوسوة ونجاة جمعان ونبيلة الزبير وعفراء الحريري ورندة محمد سالم. وأسماء نساء أخريات لم تتأكد مشاركتهن مثل بلقيس أبو أصبع.

المشاركة المحدودة للنساء في المشاورات القادمة بشأن السلام في اليمن، دفعت “مبادرة مسار السلام” النسوية لإرسال وفد نسوي مكون من أربع نساء بدعم من “اتحاد النساء الدولي للسلام والحرية” WILPF (منظمة غير حكومية لها فروع في 37 دولة في أنحاء العالم) للمشاركة على هامش المفاوضات “لينقلن رسائل الأصوات المغيبة”. بحسب بيانٍ صادر عن المبادرة نشرته أمس على حسابها في تويتر.

وأوضح البيان أن النساء الأربع (اللاتي لم يسمّهنّ) يمثّلن نساء المهجر واللواتي شاركن مؤخراً مع مبادرة مسار السلام بلقاء تشاوري مع النساء من داخل اليمن اللاتي جئن من عدن وتعز وصنعاء ومأرب وناقشن العديد من القضايا والأولويات.

وتؤكّد هبة عيدروس حقوقية جنوبية ومحاضرة بجامعة عدن أن ‏عدد النساء المشاركات في مشاروات جنيف (8) نساء بصفة استشارية وهذه خطوة جيدة نحو الاعتراف بالدور الإيجابي الذي تلعبه النساء في بناء السلام. وتضيف “لكن هناك سوء اختيار في التمثيل غير المتناسب تماماً في العدد، حيث أعطي عدد ( 2 ) مقاعد للنساء من الجنوب مقابل عدد (6) مقاعد للنساء الشماليات”.

بينما عبّرت الصحفية رشا جرهم عن عدم استغرابها من عدم التزام وفد الحوثيين بضم نساء إلى قائمة الأعضاء. وأضافت في تغريدات على منصة التواصل (تويتر) “ولكن آسفة لنساء جماعة الحوثي هذا الإقصاء التام في كلّ مرة، بينما ليس لدى الجماعة أي تحفّظات على مشاركة النساء والتضحية بهنّ في خطوط المواجهة العسكرية وإفلاسهن في دعم المجهود الحربي بالمال.”

مشيرةً إلى أنها كانت تتمنى أن تلتزم الحكومة بنسبة مشاركة أعلى من مجرد واحدة، لا سيما أن المبعوث الأممي طلب من الجميع الالتزام بنسبة ٣٠٪ على الأقل، كما وجّه رئيس مجلس الأمن في يوليو الماضي أن تمثّل النساء في المفاوضات بنسبة ٣٠٪.

ويجمل اﻷستاذ نبراس أنعم وجهة نظره بالقول “إن ابعاد النساء بذلك الشكل من المشاورات من “طرفي الصراع” هو مؤشر لعدم “نضوج الحرب” في اليمن والتي شارفت بالدخول على عامها الخامس!!”.

ناشطات يمنيات في لقاءٍ مع المبعوث الأممي الخاص لليمن

ناشطات يمنيات في لقاءٍ مع المبعوث الأممي الخاص لليمن

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015