تقرير أممي يرصد استخدام الاغتصاب كسلاح في سوريا
فيلم يروي شهاداتٍ عن اغتصاب النساء المعتقلات

جنيف/ وكالات- قال محققون تابعون للأمم المتحدة يوم الخميس في جنيف، إن عمليات الاغتصاب وتشويه الأعضاء التناسلية وغيرها من أعمال العنف الجنسي استخدمت بشكل منهجي ضد المدنيين في الصراع السوري، مشيرةً إلى أن هناك الآلاف من الضحايا. وأشار التقرير إلى ارتكاب فظائع قال أنها ترقى إلى “جرائم ضد الإنسانية”.

وأشار المحققون إلى أن قوات النظام السوري والقوات المتحالفة معها استخدمت الاغتصاب والاعتداء الجنسي على النساء والفتيات والرجال في حملةٍ لمعاقبة مناطق المعارضة.

وقالت لجنة التحقيق إن قوات الأمن الحكومية ارتكبت جرائم ضد الإنسانية، من خلال الاعتداء الجنسي على النساء والفتيات والرجال والفتيان. وقال التقرير: “الناجون من العنف الجنسي والمنشقون من الجيش السوري، يربطون بين اغتصاب النساء والفتيات خلال غارات على المنازل لإعتقال الرجال، مع اعتبار عمليات الاغتصاب كعقوبة على التمرد وطريقة لردع المعارضة”.

وذكر التقرير أن قوات النظام اغتصبت مدنيين من الجنسين أثناء تفتيش منازلهم وأثناء عمليات برية في المراحل الأولى من الصراع وبعد ذلك عند نقاط التفتيش وفي مراكز الاعتقال. وأصغر ضحية لمثل هذه الجرائم فتاة تبلغ من العمر تسع سنوات.

وقال التقرير إن “اغتصاب النساء والفتيات موثّق في 20 من أفرع المخابرات السياسية والعسكرية التابعة للنظام واغتصاب الرجال والصبية موثق في 15 منها”.

وكشف المحققون في تقريرهم أن جماعات المعارضة ارتكبت أيضاً جرائم عنف جنسي وتعذيب رغم أنها “أقل شيوعاً بشكل كبير”. وأضاف التقرير أن تنظيم الدولة وغيره من الجماعات المسلحة أعدمت نساء ورجالا وأطفالا بتهمة الزنا وأرغمت بنات على الزواج واضطهدت المثليين.

ولم يجد المحققون ”دليلاً على ممارساتٍ ممنهجة“ من جانب الجماعات المسلحة في استخدام العنف الجنسي أو العنف على أساس النوع لبث الرعب لكنهم قالوا إن الأحداث وقعت في سياق هجماتٍ طائفية أو انتقامية.

ومنذ بدء الحرب السورية يتلقى محققو الأمم المتحدة مزاعم عن تطبيق الجماعات الإرهابية والجماعات المتطرفة “لعقوبات من القرون الوسطى على رجال متهمين بالمثلية الجنسية”.

وقال المحقق هاني مجلي “فيما يخص الدولة الإسلامية، سجلنا حالات نساء جرى رجمهن بتهمة الزنا وفي مراتٍ كثيرة بسبب اللباس، واحتجاز وضرب نساء بعضهن حوامل بسبب انتهاكاتٍ صغيرة وإجبار بعضهن على فحص إجباري للعذرية”. وتابع يقول “نعتذر عن عرض مثل هذا التقرير المروّع للغاية لكن من المهم أن نعرض هذه المعلومات”.

وبدوره قال باولو بينيرو رئيس لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا في مناسبة اللجنة “إنه أمرٌ شنيع للغاية أن تستمر الأعمال الوحشية من الاعتداءات الجنسية والعنف على أساس النوع من معظم أطراف الحرب على مدى سبع سنوات”.

وقالت كارين أبوزيد وهي مفوّضة أمريكية باللجنة إن الحالات الموثّقة تمثل “قمة جبل الجليد”.

وأضافت كارين أبوزيد “إن بعض النساء اللائي أجريت معهن مقابلات قلن إن القتل أهون عليهن من الاغتصاب”.

وتابعت تقول “بعض السيدات والفتيات أقدمن في بعض الأحيان على الانتحار بسبب الإساءات اللفظية اللائي عانينها في منازلهن ومجتمعاتهن”.

كما ذكر التقرير “يستخدم العنف الجنسي ضد الإناث والذكور لإجبارهم على الاعتراف، أو لانتزاع معلومات أو للعقاب أو لترويع المعارضين.” وتابع أن الضحايا عانوا من الخزي والاكتئاب و السلس البولي والعجز الجنسي والإجهاض والنبذ من أسرهم.

وقالت كارين أبوزيد “إن بعض النساء اللائي أجريت معهن مقابلات قلن إن القتل أهون عليهن من الاغتصاب”. وتابعت تقول “بعض السيدات والفتيات أقدمن في بعض الأحيان على الانتحار بسبب الإساءات اللفظية اللائي عانينها في منازلهن ومجتمعاتهن”.

وفيما كانت النساء أكثر الضحايا تعرضاً للاغتصاب، تم توثيق حوادث عنفٍ جنسي ضد الرجال والأطفال، فتياناً وفتيات. وقالت كارين إن وقائع اغتصاب الرجال والفتيان غالباً ما يتمّ تجاهلها على الرغم من أنها مدمرةٌ لهم أيضاً. وقالت “إنها جريمةٌ بشعة إلى أبعد حد. نعلم أنها مروعةٌ للنساء لكنها شديدة السوء للرجال أيضاً”.

وتابعت قائلةً “لقد أُجْبِروا على ممارسة الجنس مع بعضهم البعض أو مع أقارب. يبلغونك عن فقدانهم رجولتهم وعن إصابتهم بالعجز الجنسي. تعرضوا لاغتصابٍ جماعي أو انتهاكاتٍ باستخدام أدواتٍ مما كان له تداعيات خطيرة من المرض”.

وصدر التقرير، الذي أعدته لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة، في الوقت الذي دخلت فيه الحرب السورية عامها الثامن. واستندت النتائج، التي رفعت إلى مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة في التقرير الذي يقع في 29 صفحة؛ إلى 454 مقابلة مع ناجين وأقاربهم وشهود ومنشقين ومحامين وعاملين بالقطاع الطبي. ولا تشمل هذه النتائج مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الذي خصصت اللجنة تقريراً منفصلاً عن فظائعه بما فيها العنف الجنسي.

ولم يذكر الخبراء، الذين يجمعون قوائم سرية للمشتبه بهم منذ عام 2011، أسماء أفراد ارتكبوا هذه الجرائم لكنهم قالوا إنهم وثّقوا “عدداً كبيراً” من حالات الاغتصاب التي ارتكبها ضباط كبار.

فيلم يروي شهاداتٍ عن اغتصاب النساء المعتقلات

فيلم يروي شهاداتٍ عن اغتصاب النساء المعتقلات

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015