ثلث موظفات الأمم المتحدة وقعن ضحايا “تحرّش جنسي”
التحرّش الجنسي في أروقة الأمم المتحدة

وكالة “سبوتنيك”- كشفت منظمة الأمم المتحدة عما وصفته بالحقائق والنتائج الصادمة، التي أصبحت تعانيه أروقة الأمم المتحدة من “التحرش الجنسي”. وأظهرت نتائج دراسةٍ أجرتها الأمم المتحدة، ونشرتها وكالة “فرانس برس”، أنّ كلّ موظف أو موظفة في الأمم المتحدة يعاني من التحرّش الجنسي، بأيّ شكلٍ من الأشكال.

كما وصفت وكالة “رويترز”، تلك الدراسة بأنها الأولى من نوعها، وتكشف حجم الفظائع، التي تواجهها الموَظَّفات في الأروقة الأممية.

وكشفت الدراسة أنّ واحد من كلّ 3 مشاركين في الدراسة، أو ما تصل نسبته إلى 33%، قد أبلغ او أبلغت عن تعرّضها إلى حادثة واحدة على الأقل من المضايقات أو التحرّش الجنسي، خلال فترة تواجدهم داخل الأمم المتحدة.

وأوضحت أنّ أبرز أنواع التحرّش الجنسي داخل الأروقة الأممية، هي ترويج القصص والنكات الجنسية العدائية، وملاحظات على المظهر والجسد والأنشطة الجنسية، بالإضافة إلى أنواع مختلفة من التحرّش الجنسي، من قبيل جرّهم لمناقشة مسائل جنسية أو ملامسات.

وعلّق الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على تلك الدراسة، موجّهاً رسالة إلى موظفيه، قائلاً: “الدراسة احتوت على إحصاءات مفاجئة جداً، وأدلة دامغة على ما ينبغي أن يتغيّر”.

وأضاف: “ينبغي أن يتم تحسين ظروف العمل في الأمم المتحدة، لتصبح ملائمة للجميع”.

وتابع مشدّداً: “نتائج تلك الدراسة الاستقصائية حول انتشار التحرّش يمكن مقارنتها بمنظمات أخرى، لكن الأمم المتحدة التي تنتصر للمساواة، وحقوق الإنسان، والكرامة، مطالبةٌ بوضع معايير أعلى”.

وصرّح: “نتعهّد دوماً بفرض سياسة صارمة ضدّ التحرّش، وسنستمر في هذا الأمر إلى النهاية”.

وقد أجرت تلك الدراسة شركة “ديلويت” خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وكشفت الدراسة أنّ 2 من كلّ 3 متحرّشين يكونون من الرجال، في حين أن واحد من كلّ 4 يكونون من المُشرفين أو المُديرين، فيما يكون واحد من كلّ 10 من المسؤولين الكبار. وقالت الدراسة إنه شارك في تلك الدراسة نحو 30 ألف و364 موظف في منظومة استبيان سرّية عبر الإنترنت، وهو ما يصل نسبة 17% من العاملين في الأمم المتحدة.

وكانت صحيفة “الغارديان” البريطانية قد نشرت تحقيقاً حصرياً تحت عنوان، “اعتداءات تحت الحصانة”، والذي تضمّن اعترافات عشرات الموظفات في الأمم المتحدة بحدوث جرائم تحرّش واعتداء جنسي لهنّ خلال عملهِنّ في الأمم المتحدة. وأوضحت الصحيفة البريطانية في تحقيقها أنّ معظم تلك الجرائم يتم وضعها في “طي النسيان”، بسبب “حصانة مرتكبيها” ومناصبهم الرفيعة.

ونقلت الصحيفة شهادات عن موظّفات حاليات وسابقات في الأمم المتحدة، وتحدّثن عن أن المسؤولين في المنظمة الأممية دوماً ما يُدخِلون شكاواهُنّ المتعلّقة بجرائم التحرّش والاعتداء إلى “طي النسيان” بسبب حصانة مرتكبيها.

كما قالت “الغارديان” إن 15 موظّفة أخرى تواصلت معهن الصحيفة سجّلن حالات التحرّش والاعتداء، التي تعرّضن لها خلال السنوات الخمس الماضية، والتي تتراوح ما بين التحرّش اللفظي والاغتصاب الكامل. وفي إحدى الشهادات، قالت سيدة، لم تفصح عن هويتها، إنها تعرّضت للاغتصاب الكامل من جانب موظفٍ كبير في الأمم المتحدة، خلال عملها معه في إحدى المناطق النائية. وأشارت إلى أنه بعد ارتكاب جريمته، وخشيته من فضح أمره، فصلها عن منصبها، وأسقط تأشيرة عملها، وتركها في المستشفى قابعة لعدّة أشهر تعاني صدمة نفسية حادّة.

كما نقلت الصحيفة عن 3 سيدات أخريات، تأكيدهن أنهن أُجبِرن على ترك وظائفهن، بسبب إبلاغهن رسمياً بتعرّضهن لاعتداءات جنسية.

الأمم المتحدة

الأمم المتحدة

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015