“دمشق يا بسمة الحزن”.. عن المناصرة النسوية السورية
رواية “دمشق يا بسمة الحزن” الروائية السورية إلفة الإدلبي

موقع (enabbaladi) الإلكتروني- تدخل سوريا ساحة القضايا الاجتماعية التي تكون المرأة حجر الأساس فيها، من باب رواية “دمشق يا بسمة الحزن”، التي كتبتها الروائية السورية إلفة الإدلبي، ونُشرت عام 1981. وقد تناولت الكاتبة في روايتها جانباً من سيرتها الذاتية، وسيرة المجتمع الذي عاشت فيه، حيث تلقّت الإدلبي دراستها في مكان سكنها بدمشق القديمة، وتزوّجت في سن الـ 17 بشكل تقليدي.

وسط الأحداث التاريخية المشحونة بالطقس الوطني السوري الذي عاشته البلاد في ظلّ الانتداب الفرنسي، تحكي الرواية حياة فتاة تدعى “صبرية”، وتعيش مع أسرتها المكوّنة من الأب والأم وثلاثة إخوة، راغب، ومحمود، وسامي.

وتركّز الرواية (344 صفحة) على معاناة المرأة السورية ومحاولة تحرّرها من قيود المجتمع المتمثّلة بعائلة بطلة الرواية “صبرية”، الفتاة المثقفة الناجحة، التي تحبّ القراءة، وأتمّت دراستها بنجاح، الأمر الذي كان يعتبر نادر الحدوث في حقبة الانتداب الفرنسي على سوريا.

“صبرية” التي تأخذ من اسمها نصيباً، تحمّلت الضغوط العائلية من قبل عقلية أبيها وأخويها، راغب ومحمود، وهذه العقلية، تعتبر أن حياة المرأة لا تتعدّى الخضوع لأوامر الرجل.

سامي الأخ الأصغر للبطلة، يعتبر الشخصية الوحيدة في الرواية الذي كان مقرّباً منها ويفهم أفكارها، من خلال تشجيعه لها على الحب والمطالبة بحرّيتها، لكنها تزهد في الحياة بعد أن يُقتَل حبيبها عادل، في المعارك ضدّ الانتداب الفرنسي.

تُقدّم الرواية بشكل مباشر ودون رمزيات، بدايات النضال النسوي في سوريا، وتبرز من خلال أحداث الرواية، ماهية الحياة الاجتماعية بدمشق في تلك الفترة الزمنية. كما تطرح الرواية تمثيل موقفين متلازمين في التاريخ السوري الحديث، الأول يكمن بتخلّص الشعب من المحتل، والثاني هو سعي المرأة السورية إلى التخلّص من الاضطهاد الاجتماعي، ومساواتها بالرجل، والمشاركة في الإنتاج الفكري والحقوقي.

تنتهي الرواية بصورةٍ تراجيدية، وبذلك توصل إلفة الإدلبي رسالةً إلى المجتمع، مفادها أن أغلب نهايات الضغوط الاجتماعية للمرأة، يمكن أن تنتهي بالانتحار.

الرواية تحوّلت إلى عملٍ درامي، حمل الاسم نفسه، وأضاف إلى الدراما السورية رصيداً من كلاسيكيات الأدب السوري.

رواية “دمشق يا بسمة الحزن” الروائية السورية إلفة الإدلبي

رواية “دمشق يا بسمة الحزن” الروائية السورية إلفة الإدلبي

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015