سيدة سورية: متفائلة بانتهاء كابوس الحرب فى بلادي

قبل اندلاع الحروب الاهلية ودخول الارهاب فى سوريا ,دومًا ما كان هناك مثال يقوله السوريون وهو “من ليس لديه ماضى, ليس لديه حاضر”، قبل أيام الحرب الأهلية الحالكة، كان يستخدم بحنين، كتحذير للشباب الجريء الحداثي الذين سئموا الماضي الذي عفا عليه الزمن، بشوارعه الضيقة، وأسواقه المزدحمة وورش عمله الصغيرة. فقبل الحرب كانت الشوارع مليئة بالزحام, واصوات الباعة دوما ما كانت ترن فى الأذان, وانتشار الافراح فى الشوارع, فكانت سوريا محط جمال الانظار فى الشرق الاوسط.

ولكن منذ عام 2011، اتخذ الأمر منحى أكثر إيلاماً. فمع دمار معظم البلاد، كيف سيبدو المستقبل؟

منذ عام 2011 لا تسمع سوى صوت اطلاق النار والتفجيرات التى دمرت كل ما هو جميل فى الحضارة السورية، ويردد الشعب السورى سؤالا وهو كيف سوف يكون مستقبل بلادنا؟, وهل سوف ياتى اليوم وينتهى هذا الكابوس.

تعتقد مروة الصابوني أنه يمكن تصور ذلك وعيناها مفتوحتان على وسعهما. ولدت الصابوني ونشأت _وهي مهندسة تبلغ من العمر 34 عاماً وأم لطفلين_ في مدينة حمص التي شهدت بعضاً من أشرس المعارك في الحرب الدائرة بسوريا.. وفقاً لتقرير لصحيفة  الغارديان البريطانية

تقول مروة السبعونى لصحيفة “جارديان” البريطانية وهى تعيش فى بلدة قديمة تابعة لمحافظة حمص وهى امراة متزوجة وتبلغ من العمر 34 عاما ,ولديها طفلان لم يتجاوز اعمارهما العشر سنوات, إن لديها امل فى تحسن اوضاع البلاد.
فمروة لم تغادر البلاد كما فعل الاخرون, فهى لم تطالب باللجوء لاى دولة اخرى, مضيفة أنها تشعر بالسعادة بانها لم تكن مجبرة على مغادرة بلدتها, فقبل اتفاق وقف اطلاق النار كانت تشعر بانها حبيسة فى بيتها, وتشير ساخرة الى زجاج نافذتها قائلة “اشعر بالحظ لعدم كسر زجاج نافذتى”.

وخلافاً للكثيرين، فهي لم تترك سوريا -أو حتى حمص نفسها- خلال الحرب. فالشركة التي لا تزال هي وزوجها يديرانها معاً (نظرياً) في الميدان الرئيسي الواقع في البلدة القديمة قد أغلقت على الفور تقريباً، فسرعان ما غدا هذا الجزء من المدينة منطقة محظورة. ولكن منزلها القريب لا يزال سليماً، وعائلتها آمنة داخله.

“أنا محظوظة”، تقول الصابوني. “لم اضطر لمغادرة بيتي. لقد علقنا هناك، كما لو كنا سجناء. ولم نر القمر لمدة عامين. ولكن بصرف النظر عن النوافذ المحطمة، لم يكن هناك ضرر آخر”. تضحك بسبب دهشتي مما قالته (كنا نتحدث عبر سكايب).

“أجل! قمنا بزيارة دمشق قبل 3 أشهر، وكان الناس هناك مندهشين مثلك بالضبط. هل أبدو مجنونة لأنني أضحك؟ حسناً، أنا أعتبر نفسي محظوظة. فلدي زوج رائع ومتفائل جداً، وقد ساعدنا هذا وحياتنا الروحية. هذه الرحلة هي الحياة، فهي تأتي بحلوها ومرّها. نحن ننظر إليها على أنها شيء من شأنه أن يجعلنا أفضل في النهاية. لم أذهب لرؤية معالج نفسي حتى الآن. ولكن يحدوني الأمل أنني ما زلت على طبيعتي في أعماقي”.

كيف تعاملوا مع الوضع؟ “كانت هناك مراحل مختلفة، ومع كل مرحلة كانت هناك أشياء جديدة للتعامل معها. في البداية كانت المظاهرات. كنا نسمع الهتافات، والاشتباكات، وكان ذلك مزعجاً. ثم كانت هناك معارك. كان بإمكاننا سماع الطلقات في الشارع، ولكن لم يكن بوسعنا تبيّن ما كان يحدث، إنها المرة الأولى التي أسمع فيها دوي إطلاق النار. اعتدنا المزاح حول هذا الموضوع. كنا نعتقد أننا سنفتح الباب في صباح اليوم التالي، دون أن يبقى شيء على حاله. ولكن في الواقع، كل شيء سيكون على ما يرام. كنا نتساءل، أين ذهب الآخرون؟”.

وعند سؤالها عن آخر مرة ذهبت فيها الى دمشق اجابت ” اخر زيارة لى الى دمشق كانت منذ شهران, وكان الناس يشعرون بالاستياء, ولكن انا اشعر بالحظ السعيد فلدى زوج دائم التفائل وروحنا المرحة تساعدنا على تعدى العقبات التى تواجهنا فى الحياة, فهذه هى الحياة ليست دوما سهلة”، مشيرة الى انه عند سماعها اصوات اطلاق نار فى الشوارع كانت هى وزوجها يلقيان بالنكات على هذه المواقف”.

واضافت انه لمدة عامين لم يكن لديها او زوجها عمل, حتى اطفالها كانو يتعلمون فى المنزل لبضعة اشهر, فهى كانت تعمل كدكتورة فى جامعة حمص وهى تبعد عن منزلها 20 دقيقة ولكنها تذهب الى عملها فى ساعتين لانها تضطر الى الالتفاف حول المناطق التى تسيطر عليها الجماعات الارهابية، مشيرة الى ان هذا الامر ليس امنا على الاطلاق فيمكن فى اى لحظة يحدث اطلاق نار بين عناصر الجماعات الارهابية والحكومة السورية.

وقد تركت مروة عملها فى الجامعة وهى الان تملك متجر لبيع الكتب هى وزوجها فى المدينة, ومن الكتب التى تبيعها فى المتجر كتب عن الحضارة السورية, املة فى عدم نسيان الشعب السورى ثقافتهم وحضارتهم العظيمة, مشيرة الى أن نهاية المطاف بطريقة أو بأخرى، الأمور سوف تتحسن.

سيدة سورية فضلت البقاء في مدينتها.. "لدي زوج متفائل وأطمح لبناء مدينتي حمص"

سيدة سورية فضلت البقاء في مدينتها.. “لدي زوج متفائل وأطمح لبناء مدينتي حمص”

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015