صورة المرأة في الاعلانات التجارية

أعتى الشعوب تحررا وحداثة لا تقبل أن تختزل الإعلانات التجارية صورة المرأة في نمط أنثوي يحصرها في جسد فتان.


ميدل ايست أونلاين- تقر كل المجتمعات في العالم شرقا وغربا مهما كانت ثقافتها ومرجعيتها الدينية بأن المرأة هي نصف المجتمع وشريكة رئيسية في بناء حضاراته بما تملكه من عقل وتدبير وحكمة تصنع بها وتربي الأجيال.

والحقائق الكونية اثبتت قدرات المرأة عبر العصور والحضارات في النهوض بالمجتمعات، وتبوأت أعلى المناصب بها حتى كانت ملكة وقاضية وطبيبة وقائدة طيارة وفيلسوفة وأديبة وفنانة من ودون ان تتعارض قدراتها العقلية مع أنوثتها.

والمرأة العربية على وجه الخصوص ناضلت مع زميلها الرجل من أجل التحرر من الاستعمار الاجنبي في مصر والجزائر، وفلسطين. كما صمدت المرأة العراقية منذ الغزو الاميركي وحتى اليوم في رعاية أطفالها اليتامي وسط قصف وجرائم قتل يومي يرتكبها الارهابيون. وما تواجه المرأة السورية صنوف التهجير وحماية الصغار بكل قوة بعد ان فقدت عائلها نتيجة الصراع السياسي الدائر هناك.

بينما تفلح المرأة المصرية والعراقية والتونسية الأرض بسواعدها لتجلب المنتجات الزراعية لأبنائها ومجتمعها، بينما تكافح المرأة الخليجية والاردنية لنشر التعليم في المدراس والجامعات.

وفي عالمنا المعاصر سعت فنون الدعاية التجارية لتقليص أدوار المرأة وقصرها على جانب واحد وصورة ونمطية واحدة وهي المرأة الانثي واستثمار جمالها في ترويج السلع والمنتوجات المختلفة بأساليب رخيصة، حولت فيها المرأة الي مجرد دمية يوظف جمالها وأنوثتها في فنون عرض البضائع وجذب الزبائن، مع الغاء كينونة المرأة كشريك فاعل للأسرة والمجتمع.

ويتفنن صناع هذه الاعلانات في إنتاج بروموهات دعائية تجارية في ابراز مفاتن المرأة ليقرنوها بمفاتن السلعة لجذب الجمهور على شرائها بوسائل رخيصة متغافلا عن حقوقها الإنسانية في الحفاظ على كرامتها وعقلها وثقافتها.

بينما أثبتت الدراسات العلمية التي أجريت في دول الشرق والغرب على حد سواء حقيقية أن الإعلانات الخليعة قد أساءت لكرامة المرأة حين تم استخدام جسدها للفتنة والاثارة وصارت رمزا للجسد والمعايير الاستهلاكية مثل الدمية التي لا عقل لها ولا فكر ولا دور سوى التسلية الرخيصة.

ولا تقبل أعتى الشعوب تحررا وحداثة أن تختزل الإعلانات التجارية صورة المرأة في نمط أنثوي يحصرها في جسد فتان، وفي صورة سلبية تنتهك كرامتها وتلغي ما يتمتع به هذا الكيان الانساني الجميل من علم وعقل وفكر وثقافة وأدوار مهمة في تعمير الارض والارتقاء بها.

ولكن الازمة الكبري أن الاجهزة الرقابية لم تمنع رأس المال من استخدام المرأة كسلعة بعرض مفاتنها بجوار بيع السلعة المعلن فيما يشبه تجارة “الرقيق الابيض” والذي تتحول فيها المرأة من عفيفة طاهرة إلى مهانه وعديمة الكرامة!

لذا يجب أن نبدأ بشن حملات تناهض الاستخدام الرخيص للمرأة في الاعلانات التجارية.

ويبقي على المؤسسات البرلمانية والاعلامية الرسمية في الدول العربية الإسراع في سن تشريعات تمنع الظهور المبتذل للمرأة في الاعلانات التجارية حفظا لكرامتها من الإهانة والاحتقار والإبقاء على دورها الريادي بكافة المجالات.

الجمال من صنع الله والأناقة ذوق ورقي، ولكن استخدامهم كتجارة أو للترويج يحول المرأة إلى سلعه تباع وتشترى وعندها لن يصبح هناك فرق بين من يسبي المرأة ويبيعها كجارية وبين من يجعل منها جسد بلا عقل.

انتهاك حقوق المرأة لا يختلف بين من يعنفها ويضربها ويحبسها باسم التزمت الديني الكاذب وبين من يهينها ويحولها لدمية باسم التحرر والإنفتاح الكاذب.

المرأة في الاعلانات

المرأة في الاعلانات

 

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015