عارضة أزياء محجبة خطفت الانظار
حليمة على غلاف مجلة الأزياء

وكالات- سجلت المراهقة الأميركية حليمة عدن من أصول صومالية لحظة تاريخية سيشهدها أرشيف الموضة، وباتت أول عارضة أزياء محجبة تمشي على منصة عروض الأزياء، حيث خطت أولى خطواتها مطلع شباط الماضي في أسبوع الموضة في نيويورك خلال عرض “ييزي” لمغني الراب الشهير كانيية ويست وكتنت عدن ترتدي معطفاً طويلاً من الفرو .

ومؤخراً أصبحت حليمة عدن، 19 عامًا، أول عارضة أزياء محجبة توضع صورتها على غلاف مجلة «ألور»، مجلة الأزياء الأشهر في العالم. وقد حققت الفتاة الأمريكية المسلمة، شهرة عالية؛ بعدما ظهرت في عدد من المنصات العالمية، وهي تقدم عروض أزياء شهيرة مرتدية الحجاب.

وتنحدر حليمة من أصول صومالية، وقد وضعت المجلة الأمريكية الشهيرة صورتها وهي مرتدية لباس البحر النسائي «بوركيني»، الذي تعرض لحملة انتقادات عارمة نهاية العام الماضي، لاسيما في فرنسا، بحسب ما نشرته صحيفة «إندبندنت» البريطانية. وعلقت المجلة على الصورة، قائلة: «هذا هو الجمال الأمريكي».

ولدت حليمة في مخيم للاجئين بدولة كينيا، وانتقلت مع والدتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، في السابعة من عمرها، وهو الوقت الذي التزمت فيه بارتداء الحجاب.

تعتبر “حليمة عدن” من الأيقونات الأكثر تأثيراً هذا العام، فعارضة الأزياء السمراء صاحبة الـ19 عاماً  غيرت مفهوم الجمال عند صناع الموضة، كما كسرت قصتها المشوقة الكثير من الحواجز التى تقف فى مواجهة المحجبات على مستوى العالم، لم يشعر بها أحد وهى تقتحم واحدة من أهم مسابقات الجمال لتكون أول مرشحة لنيل منصب ملكة جمال بولاية أمريكية، فى مسابقة ملكة جمال مينوسوتا العام الماضى في الولايات المتحدة ترتدي لباس بحر مخصصاً للمحجبات وما يعرف “البوركيني.”

تحدثت “عدن” فى حوار مطول مع مجلة فوج عن قصتها الكاملة، وخلفيات تعود لطفولتها بمخيمات اللاجئين، ثم ارتدائها الحجاب وسط انتقادات عاصفة من كل المحيطون بها، وقالت : لم أشعر يوماً أن الأبواب يمكن أن تُفتح لعارضة أزياء سمراء محجبة فى دولة مثل أمريكا، ولم أكن أتخيل أننى سأنجح فى السير على منصات الموضة يوماً ما.

لم تكتفِ “عدن” بسرد قصة صعودها لعالم العروض، بل تحدثت بقوة وشجاعة عن العنصرية التى تمارس ضد الأقليات بشكل عام فى أمريكا، وخاصة المسلمات ممن تمسكن بحجابهن، وتقول “الحجاب تاج على رأسى، ارتديته لاقتناعى الكامل به، ولأننى أحبه، وعلى الرغم من هذا اليقين، إلا أنها فكرت فى خلع الحجاب من كثرة ما تعرضت إليه من ضغط، وتقول فى حوارها الأخير كبطلة أحدث أعداد المجلة ” تعرضت لضغط ومعاملة سيئة ممن حولى، شعرت أحياناً أننى غريبة على عالمى، وفكرت فى خلع الحجاب، ولم أكن أتوقع ان أتمكن بإصرارى على الحجاب من تغيير نظرة العالم للمسلمات المحجبات، ووضع قواعد جديدة للجمال الذى يظهر على الروح قبل الشكل الخارجى”.

لم تكن حليمة أولَ عارضة تثير ضجّة عالميّة بظهورها بالحجاب والزي المحتشم، إذ سبقتها الشابة ماريا إدريس المتحدرة من أصور مغربيّة / باكستانيّة والتي تقيم في لندن، حينما اختارتها علامة الأزياء العروفة إتش آند إم وجهاً إعلانيّاً لخريف 2015، فغزت صورتها لوحات إعلانيّة انتشرت في أنحاء العالم ولقيت استحسان من رآها. أما نورا عافية، فهي زوجة وأم من أصول مغربيّة، حققت شهرتها من خلال قناة يوتيوب حيث يتبعها ما يزيد عن 218 ألف مشترك قبل أن تختارها علامة التجميل الأمريكيّة كوڤر غيرل كسفيرة ضمن حملة LashEquality التي جمعت سفيرات من خلفيّات عرقيّة متنوّعة (من ضمنهن النجمة صوفيا فيرغارا والمغنيّة الشهيرة كاتي بيري) وأُطلِقت في نوفمبر 2016، فكانت أول سيّدة محجّبة تظهر في إعلانات مستحضراتٍ للتجميل في الولايات المتحدة.

وقد لوحظ انفتاح صنّاع الموضة على أزياء المحجّبات في السنوات الأخيرة، فإلى جانب العارضات اللواتي كسرن أخيراً كل الحواجز، اتّجه مصممو الأزياء العالميّون إلى إطلاق مجموعات محتشمة تناسب أسلوب المحجّبات، كان أبرزها ما قدّمته العلامة الإيطاليّة الفاخرة دولتشي آند غابانا من تصاميم متنوّعة للعباية الخليجيّة. نأمل أن تكون هذه مجرّد بداية لمستقبل منفتح في هذا المجال.

حليمة على غلاف مجلة الأزياء

حليمة على غلاف مجلة الأزياء

 

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015