“فقيرات” الريف السوري.. هنّ الأكثر إسهاماً في التنمية الاقتصادية
المساهمات التنمويّة للمرأة الريفيّة في سورية

syrianexpert- أظهرت أحدث الإحصاءات الزراعيّة تطوّراً لافتاً في مساهمة المرأة الريفيّة على الصعيد التنموي في مختلف المناطق، ووصلت مساهمة المرأة في العمل الريفي للعمليات اليدوية أكثر من 70%، والحصاد اليدوي من توضيب وتعبئة تتراوح ما بين 40-50%، كما تساهم في القطاف والفرز وخاصة في الأشجار المثمرة والخضار بنسبة تتراوح مابين 50-70%.

بينما كانت نسبة مساهمة المرأة في عمليات تنعيم الأرض للزراعة والتسميد وتأسيس البساتين وإعداد الأرض والري وكذلك التحميل والتنزيل تبلغ بين 20-40%. في حين تتقلّص مساهمتها بالعمليات الأخرى مثل الحصاد الآلي والمكافحة والحراثة والتقليم والتطعيم إلى أقلّ من 20%، وتكاد تغيب في عملية التسويق.

وهنا يأتي دور المنظمات الأهلية، ومنها الأمانة السورية للتنمية والصندوق السوري لتنمية الريف، إضافةً إلى مركز أعمال المرأة الريفية والهيئة السورية لشؤون الأسرة، والتي تترجم أدوارها من خلال إقامة الدورات التدريبية المتخصّصة، وخاصةً بمجال المكننة والتقنيات الحديثة في العمل الزراعي، والمساعدة في تأسيس المشاريع الإنتاجية الصغيرة والمتوسطة وكيفية إدارتها، وتحسين الموارد التدريبية لتدريب النساء على مهارات القيادة الاقتصادية بمختلف أنماطها.

وفي هذا السياق أيضاً؛ تعمل الحكومة السورية على تقديم كلّ المساعدات اللازمة لدعم عمل المرأة الريفية لتكون شريكاً حقيقياً في عملية التنمية الاقتصادية في البلد، مع الإشارة إلى ضرورة تعزيز ومتابعة هذا الدعم. وقد تمّ تقديم مبالغ كبيرة للاستمرار بدعم المرأة الريفية وتشجيع نشر الزراعات الأسرية، وإقرار توزيع منح إنتاجية لتشجيع التربية الأسرية للدجاج.

وتعتبر التقارير التي اعتمدتها وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي، أنّ لمشاريع دعم وتمكين المرأة الريفية دورٌ كبير في إعادة عجلة الحياة الاقتصادية إلى مناطق الريف السوري، خاصةً بعد أن تسبّبت الحرب بأضرار وخسائر فادحة لمعظم القطاعات والبُنى التحتية، وكان للقطاع الزراعي الحصّة الأكبر من تلك الخسائر التي انعكست سلباً، وتسبّبت بمعاناة إنسانية شديدة بطبيعة الحال، وأثّرت على الوضع المعيشي لكلّ شرائح المجتمع السوري، ما اضطر أعداداً كبيرة من سكان الأرياف لهجرة قراهم بحثاً عن حياة أفضل، لتأتي مشاريع المرأة الريفية كمشاريع إنقاذية للأسر الفقيرة من الوضع، إضافةً لإيجاد فرص عمل في المناطق الريفية للنساء والشباب، ما يُساهم في النمو الاقتصادي وزيادة الدخل وكذلك الصادرات الزراعية من فواكه وخضراوات.

وتستهدف هذه المشاريع الأُسر التي ليس لها مصدر دخل ثابت، وهي أُسر متعطّلة عن العمل أو غير نشطة اقتصادياً، فهذه المشاريع تعمل على تقديم القروض والعروض التشجيعية.

يُذكر أنّ المشاريع الأُسرية التي تم نشرها على نطاق واسع، تندرج في إطار مشاريع التنمية الريفيّة، وقد حققت نتائج طيبة ومستويات دخل شهري تكفل للكثير من الأسر مستوى حياة جيد بحدود الكفاية الجيدة، وتتحدّث أوساط حكومية عن أن نسبة نجاح هذه المشروعات وصلت إلى 95%، وهي نسبة ممتازة نظراً للحاجة الماسّة لمثل هذه المشروعات في الأرياف الفقيرة.

المساهمات التنمويّة للمرأة الريفيّة في سورية

المساهمات التنمويّة للمرأة الريفيّة في سورية 

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015