في اليوم العالمي للعمل الإنساني؛ بصماتٌ خاصة لمساهمة النساء في الميدان في غزة
اليوم العالمي للعمل الإنساني 2019

أخبار الأمم المتحدة- بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني 2019، الذي خصصته المنظمة الأممية هذا العام لإلقاء الضوء على مركزية عمل المرأة، يحتفي مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة بفعالية مختلفة، يجمع فيها اللحظات اليومية لحياة النساء العاملات في المجال الإنساني، من خلال سلسلة من المقالات المختلطة التي تروي قصصهن وخبراتهن.

في حوار خاص مع مديرة برامج هيئة الأمم المتحدة للمرأة في قطاع غزة، تحدثنا الأستاذة هبة زيان عن الفعالية التي ينظمها الفريق القطري للعمل الإنساني، مجموعة الدعم والمناصرة وبمشاركة عدد من مؤسسات الأمم المتحدة ومؤسسات المجتمع المدني والنساء الفاعلات في الميدان اللاتي يشاركن في تقديم العون والدعم الإنساني بكافة الطرق، للنساء.

وتقول الأستاذة هبة زيان إن هذه المناسبة تسلط الضوء بشكل خاص على دور النساء في العمل الإنساني، واللاتي يضطلعن بدور العاملات في الميدان، وكذلك “على النساء اللاتي يستفدن من الدعم الإنساني، خاصة في وقت الطوارئ والأزمات”.

وتضيف السيدة إن “الفعالية هي لتوضيح الدور الإيجابي للنساء في العمل الإنساني الذي لا يقوم فقط على تقديم مساعدات أولية للضحايا وإنما أيضا يقوم على رفع صوت الناس المتأثرين من النزاع إلى صانعي السياسات، لتغيير برامج العمل الإنساني لتكون أكثر استجابة المجتمع، وتحديدا لحاجات النساء”.

من ناحية التحديات الخاصة التي تواجه كل العاملين، من النساء والرجال في العمل الإنساني، وفي الأرض الفلسطينية المحتلة تحديدا، تشرح الأستاذة هبة زيان أن دور العاملات في العمل الإنساني يكتسب أهمية خاصة، وذلك لقرب النساء من كافة فئات المجتمع، وقربهن، خاصة في وقت الأزمات، من النساء المتعرضات لها. خصوصا “ممن هجرن أو فقدن المنازل أو الأحبة أو وضعن في ملاجئ وتعرضن أيضا لأزمات أثرت على وضعهن الصحي والنفسي والجسماني”.

تحدّيات أمام المؤسسات النسوية

وتضيف زيان أن “العاملات في المؤسسات النسوية يواجهن تحديا مزدوجا. التحدي الأول هو الحاجة الكبيرة للنساء في الميدان، خاصة وأن النساء في وقت الأزمة يضطلعن بأدوار أكثر، مثل العناية بالأطفال، وبالأسرة، فتصبح المرأة كما هي دائما العمود الفقري لحماية الأسرة من الهشاشة ومن ديناميكيات الأزمة”.

بينما تمثل محدودية المصادر تحديا آخر له تأثير أكبر، فحسب مديرة مكتب برامج هيئة الأمم المتحدة للمرأة في قطاع غزة، نجد أن “المؤسسات النسوية بطبيعة تكونيها العملي ومناهج عملها لا تملك الكثير من المصادر لمساعدة الأسر مساعدة طارئة وعاجلة” في توفير الدواء، على سبيل المثال، أو المساعدات المرتبطة بالمسكن أو الغذاء وغير ذلك من المساعدات العاجلة.

وتشرح السيدة زيان: “تجد النساء العاملات في المجال الإنساني أحيانا صعوبة في تزويد الخدمة. لذلك فإن إعطاء دور كبير للمؤسسات والمنظمات النسوية – والتي لديها طواقم نسائية مدربة على قضايا الحماية وقضايا توفير الخدمات عبر القطاعات وقضايا الدعم النفسي والاجتماعي والقانوني – هو من الأهمية الكبيرة بمكان”.

ذلك سيغيّر، حسب مديرة برامج هيئة الأمم المتحدة للمرأة في قطاع غزة، من طبيعة العمل الإنساني في حد ذاته، وفي طبيعة العون الطارئ بحيث يصبح أكثر استجابة لحاجات النساء. وتضيف الأستاذة هبة زيان أن “هناك العديد من الأمثلة من برامجنا ومن برامج المؤسسات الأخرى التي أعطتنا الدليل أنه عندما تكون النساء في الميدان، كمستجيبات طارئات أو عاجلات فإن الاستجابة تكون مصممة بطريقة أفضل.”

بوضع النساء في قلب العمل الإنساني، حسب الأستاذة هبة زيان، “يكون صوت النساء المتأثرات بالأزمة مسموعا بشكل أفضل، وبالتالي يتم تصميم البرامج بطريقة تلبي هذه الحاجات وتلبي تطلعات النساء والفتيات وتحميهن من الانزلاق نحو هشاشة وحاجة أكبر”.

النساء لسن ضحايا، بل هن قادرات على صناعة التغيير

وقد عملت الأستاذة هبة زيان لفترة تتجاوز الخمسة عشر عاما تغطي جوانب عديدة من تنظيم النساء، والمساواة بين الجنسين، وتقول إنها تتمنى أن يتم تصميم وتنفيذ وتخطيط العمل الإنساني ومتابعته وتقديمه بالنظر “من منظور النوع الاجتماعي، ومن منظور يخدم ويحمي مصالح النساء والفتيات ويعمل على تمكين النساء والفتيات، وحمايتهن من العنف القائم على النوع الاجتماعي”.

لكي يصبح العمل الإنساني أكثر استجابة لحاجات النساء والفتيات، تقول الأستاذة هبة زيان “لابد أن يتم دمج منظور النوع الاجتماعي، وإشراك النساء والفتيات بشكل متساو وفاعل، وقائم على الكرامة الإنسانية وعلى مبدأ المساواة بين الجنسين”.

وترى مديرة برامج هيئة الأمم المتحدة بقطاع غزة أن ذلك ضروري جدا “حتى تتم الاستجابة العادلة لحاجة الجنسين وحتى يصبح العمل الإنساني ليس فقط حامٍ للمتضررين من النزاع ولكن ليمهد لفترة ما بعد تقديم العون الإنساني” أي فترة إعادة الاعمار وإعادة التأهيل وبناء المجتمع الذي تسوده علاقات قائمة على المساواة والعدالة بين النساء والرجال”.

تقول زيان في ختام الحوار “أنا أتمنى أن نضع دائما النساء والفتيات نصب أعيننا وندرك أنهن لسن ضحايا، بل هن قادرات على صنع التغيير”. وتؤكد أنهن قادرات على قيادة التدخلات وعلى جعل المجتمع أكثر أمنا وسلاما وحفظا لكرامتهن وحقوقهن الأساسية”.

يُحتفل باليوم العالمي للعمل الإنساني سنويا في 19 آب/أغسطس للإشادة بعمال الإغاثة، الذين يجازفون بأنفسهم في مجال الخدمات الإنسانية. كما يراد من هذا اليوم كذلك حشد الدعم للمتضررين من الأزمات في جميع أنحاء العالم. ويصادف اليوم ذكرى الهجوم الإرهابي على مقر الأمم المتحدة في بغداد في العام 2003، والذي أسفر عن مقتل 22 شخصاً.

شعار حملة اليوم العالمي للعمل الإنساني لعام 2019 هو:

المرأة في العمل الإنساني (WoemnHumanitarian#)

وجاء في كلمة المم المتحدة بهذه المناسبة: “في هذا العام، ومع الاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني لعام 2019، نكرّم النساء العاملات في طواقم الإغاثة الإنسانية. واذ نركز على الأبطال المجهولين ممن عملوا منذ أمد طويل على خطوط المواجهة الخطرة في مجتمعاتهم، وأولئك الذين يعملون في بعضٍ من أصعب المناخات والتضاريس، نستذكر عطاء النساء ممن عالجن جرحى الحرب في أفغانستان وساهمن في تخفيف معاناة انعدام الأمن الغذائي في منطقة الساحل وساعدن من فقدوا منازلهم وسبل عيشهم في أماكن كثيرة حول العالم، كجمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان وسوريا واليمن وغيرها.”

وأضافت الأمم المتحدة “وتشكّل النساء عدداً كبيراً من أولئك الذين يعملون في مجال الإغاثة ويخاطرون بحياتهم لإنقاذ الآخرين. وغالباً ما تكون النساء أول من يستجيب للمساعدة، وآخر من يغادر الميدان. واليوم، هناك حاجةٌ إلى النساء في المجال الإنساني أكثر من أي وقت مضى – لتعزيز الاستجابة الإنسانية العالمية لجميع الفئات. ويجب على قادة العالم والجهات الفاعلة أن تضمن لهم -ولجميع العاملين في المجال الإنساني- الحماية المكفولة بموجب القانون الدولي.

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”. 

اليوم العالمي للعمل الإنساني 2019

اليوم العالمي للعمل الإنساني 2019

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015