في اليوم العالمي للمرأة.. النساء السوريات النقابيات.. بصماتٌ إيجابية ومبادرات لتطوير المهن
البصمات الإيجابية للنساء النقابيات في سوريا

ايناس سفان/ sana- مارست المرأة السورية العمل النقابي منذ تأسيسه، ومع تراكم الخبرات لأكثر من 100 عام لم تعد صوت من انتخبها فقط بل باتت صاحبة مبادرات وأفكار لتطوير المهن وحقوق ممارسيها على اختلاف اختصاصاتهم ونشر الوعي النقابي في المجتمع.

وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة لا بد من تسليط الضوء على البصمات الإيجابية للنساء النقابيات لجهة خدمة زملائها من جهة وإيصال صوت المرأة العاملة من جهة اخرى وزيادة تمثيلها في مختلف الأماكن من مواقع قيادية ومنظمات عمالية ونقابية مقدمة صورة مشرقة جديدة عن النساء السوريات.

رئيسة نقابة الصيادلة في سورية الدكتورة وفاء كيشي وفي تصريح لـ سانا اعتبرت أن دخول المرأة في العمل النقابي أعطى قيمة مضافة للعمل وعكس الصورة المشرقة لها من خلال اجتهادها وتفانيها به وبدأ هذا الدور يتنامى مع الزمن حيث بدأت تتبوء المناصب النقابية من عضوية لجان ووحدات نقابية إلى عضوية المؤتمرات في الفروع ورئاستها وعضوية المجالس والمؤتمرات العامة وهو غير متوفر في الكثير من الدول.

ورأت الدكتورة كيشي التي دخلت العمل النقابي منذ عام 2003 أن تجربتها بالعمل النقابي تطورت مع تراكم الخبرة وأضافت الكثير لحياتها المهنية والاجتماعية لخصوصية العمل النقابي المستمد من طبيعة الدور المناط بها وهي خدمة الزملاء والدفاع عن مصالحهم وزيادة الخدمات المقدمة لهم ورفع مهاراتهم وتعزيز مكانة النقابة في الوسط الاجتماعي لافتة إلى أهمية العمل في المجال النقابي في إظهار قدرة المرأة السورية على العطاء والابتكار والتجدد.

نقيب المهندسين الزراعيين الدكتورة المهندسة راما عزيز أشارت إلى أن العمل النقابي عمل تطوعي لخدمة الزملاء ومن يدخل في هذا المجال يجب أن يعي تماما حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه لتلبية احتياجات من وضعوا ثقتهم به منوهة بأن البيئة التشريعية والسياسية والاجتماعية في سورية بيئة مناسبة ومشجعة لدخول المرأة في مختلف المجالات ومنها العمل النقابي الأمر الذي أسهم كثيرا في نجاح المرأة في ذلك.

وبيّنت عضو المكتب التنفيذي لاتحاد عمال دمشق ميادة الحافظ أنها تسلمت عام 2007 رئاسة نقابة عمال التبغ بدمشق لتكون أول امرأة تستلم هذا المكان ما جعلها تشعر بمسؤولية كبيرة لإثبات نجاح المرأة في مجال العمل النقابي ورئاسة المكاتب النقابية ولتكون خير من يمثل العمال وفي الدورة الحالية انتخبت عضو مكتب تنفيذي في اتحاد عمال دمشق منوهة بالتشجيع والدعم الذي تتلقاه المراة لدخول العمل النقابي وزيادة تمثيلها وتفعيل لجان المرأة في مختلف المكاتب والفروع النقابية والعمل على تأمين كل ما يساعدها في العمل بالقطاعين العام والخاص ويضمن حقوقها التي كفلتها الأنظمة والقوانين.

ووصفت عضو المجلس المركزي لنقابة أطباء سورية الدكتورة غادة حمور دخولها العمل النقابي كأول طبيبة من دير الزور بالمجلس المركزي للنقابة فضلا عن تمثيلها لأطباء وطبيبات المنطقة الشرقية بالمسؤولية الكبيرة التي تتطلب المزيد من الجهد والعمل لتلبية احتياجات من تمثلهم مشيرة إلى أن العمل النقابي هو عمل تطوعي جماعي وليس فرديا ويتطلب وجود المرأة والرجل جنبا إلى جنب من أجل نجاحه والارتقاء به.

ونجحت المرأة بالعمل النقابي واستطاعت إثبات جدارتها بدليل أن عددا كبيرا من النقابيات انتخبن أكثر من دورة في مختلف المجالس والفروع النقابية وفق عضو مجلس فرع نقابة المحامين بحلب المحامية روشان حاج أحمد مشيرة إلى أن وجود المرأة في النقابات المهنية ولا سيما نقابة المحامين كان له كبير الأثر في التوعية المجتمعية بحقوق المرأة وتشجيعها أكثر على العمل والعطاء في مختلف المجالات.

وبيّنت عضو المكتب التنفيذي في اتحاد عمال اللاذقية ليلى اسبر أن المرأة السورية لها حضور متميز في كل المجالات ومنها العمل النقابي ولا سيما خلال الحرب الإرهابية على سورية حيث حضرت بكل قوتها وصلابتها وتحملت الأعباء وكان الهم الوطني في سلم أولوياتها واستطاعت سد أي نقص في مواقع العمل نظرا لظروف الحرب الإرهابية على سورية.

وأشارت اسبر التي تدرجت بالعمل النقابي منذ عام 1992 إلى أن زيادة مشاركة المرأة وتمثيلها في مواقع العمل النقابي ودخولها شريكا إلى جانب الرجل زادت من عملها ومسؤوليتها منوهة بدور اللجان في المكاتب والوحدات النقابية لنقل هموم المرأة العاملة ودعم أسر الشهداء والشهيدات من الجيش العربي السوري والطبقة العاملة.

وتحرص النقابية هدى التمر على أن يكون لها أثر إيجابي وتلبي احتياجات العمال والعاملات الذين انتخبوها لكونها أول امرأة تنتخب رئيسة لنقابة عمال النقل والسكك الحديدية بدير الزور لذلك تسعى بكل طاقتها بالتعاون مع أعضاء النقابة لنقل هموم العاملين بهذا القطاع إلى الجهات المعنية والعمل على حلها.

ولفتت التمر إلى أنها بقدر سعادتها لتكون أول امرأة في هذا المجال بقدر ما تعي حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها ولا سيما أن العاملات في هذا المجال والعمال عموما لهم الكثير من المطالب بعد عودتهم للعمل بعد فترة طويلة من التوقف فرضتها ظروف الحرب الإرهابية على سورية وليكون لهم دورهم في إعادة الإعمار.

ومن الحسكة لفتت خلود سليمان رئيس مكتب نقابة عمال الغزل والنسيج إلى أن العمل النقابي مسؤولية كبيرة ووجود المرأة فيه دليل على أنها أثبتت جدارتها بهذا العمل مشيرة إلى الجهود الكبيرة التي يجب أن يقوم بها أي نقابي لتلبية متطلبات العمال وضمان حقوقهم خاصة في الظروف الحالية التي يتعرض لها البلد.

واعتمدت منظمة الأمم المتحدة اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف في الـ 8 من آذار رسمياً وللمرة الأولى في العام 1977 ليصبح هذا التاريخ مرتبطاً بالنساء اللواتي ناضلن من أجل الحصول على حقوقهن وحقوق غيرهن.

البصمات الإيجابية للنساء النقابيات في سوريا

البصمات الإيجابية للنساء النقابيات في سوريا 

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015