كانون الثاني.. شهر التوعية بسرطان عنق الرحم
شهر التوعية بسرطان عنق الرحم

CSWDSY- سرطان عنق الرحم هو رابع أكثر أنواع السرطانات شيوعًا عند النساء، ولكن عند تشخيصه في الوقت المناسب، فهو يعد أحد أكثر أنواع السرطانات نجاحًا في العلاج. يمكن كذلك السيطرة على السرطانات التي يتم تشخيصها في المراحل المتأخرة من خلال العلاج المناسب.

في حديثٍ لوكالة الأنباء السورية سانا مطلع هذه الشهر؛ قالت اختصاصية الأمراض النسائية والتوليد الدكتورة مها الحاجي أن فحصاً لا تتجاوز مدته الدقائق كل 3 سنوات يجنب السيدات رحلة علاج ومعاناة طويلة مع سرطان عنق الرحم عبر تشخيص الآفات ما قبل السرطانية.

وأوضحت الحاجي أن فحص لطاخة عنق الرحم للنساء أولى خطوات الكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم ويجرى للمتزوجات بعمر بين 25 و65 عاماً كل ثلاث سنوات وحسب قرار الطبيب بالنسبة للنساء اللواتي ثبتت لديهن إصابات سابقة أو تلقين علاج لالتهابات فيروسية سابقة أو يعانين نقص مناعة.

وتزيد بعض العوامل احتمال الاصابة بسرطان عنق الرحم منها حسب طبيبة النسائية تعدد الشركاء الجنسيين والزواج المبكر والإفراط بتناول حبوب منع الحمل الدوائية دون استشارة طبيب وتعدد الحمول مشيرة إلى أن سورية لاتزال من الدول التي تسجل إصابات منخفضة بهذا النوع من السرطان.

وذكرت الدكتورة الحاجي أن فيروس الورم الحليمي البشري هو المسبب الرئيس لسرطان عنق الرحم الذي تتمثل أعراضه بنزف بعد الجماع أو إفرازات مهبلية مدماة.

ما هو سرطان عنق الرحم؟

هو سرطان يصيب الجزء السفلي من الرحم المسمى بعنق الرحم، بالنسبة للإحصائيات فهناك سجل للأمراض السرطانية، ويختلف من بلد إلى الآخر، بناءً على مقدّم الخدمة الصحية في ذلك البلد، ونظراً لتشعبها وعدم دقة معظمها، فليست لدينا أعداد حقيقية عن المصابات به في العالم العربي، ولكن لاحظ الأطباء المختصون في المستشفيات أنه يجري تشخيص أعداد أكبر من المصابات بسرطان عنق الرحم، بشكل متزايد عما كان في السابق منذ حوالي 20 أو 30 عاماً في العالم العربي.

في الدول المتقدّمة؛ هناك فعلاً تراجع في أعداد النساء المصابات بسرطان عنق الرحم، وذلك يرجع إلى وجود نظام كشف مبكر ما قبل السرطان، وعن طريق مسحة الـ”باب” التي تخضع لها النساء بصفة روتينية، وبالتالي يتم الكشف عن سرطان عنق الرحم في مرحلة ما قبل السرطان، وقبل أن يتطور، لذلك تراجعت الأعداد في أوروبا وأميركا.

للأسف في الدول العربية لا يوجد هذا البرنامج للكشف المبكر للسرطان بطريقة صحيحة ليشمل جميع النساء، لذلك نجد أعداد الإصابات بسرطان عنق الرحم أو مرحلة ما قبل السرطان في تزايد مستمر في العالم العربي.

يُعدّ سرطان عنق الرحم رابع أكثر أنواع السرطان شيوعا بين النساء في أنحاء العالم، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، التي تقول إنه يجري تشخيص إصابة حوالي 570,000 امرأة بسرطان عنق الرحم كل عام، وأن 311,000 يُتوفَّين بسبب المرض سنويا.

حسب أرقام وزارة الصحة السورية؛ أجرت المراكز الصحية التابعة لها فحص لطاخة لأكثر من 14 ألف سيدة منذ بداية عام 2020 حتى أيلول منه شخصت إصابة سرطانية بين أقل من واحد بالمئة منهن فيما أجرت هذا الفحص لنحو 33 ألف سيدة خلال عام 2019 و27 ألف سيدة عام 2018 (المصدر: وكالة سانا).

الوقاية من سرطان عنق الرحم ومكافحته

يخصص شهر كانون الثاني من كل عام عالمياً للتوعية بالكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم والتذكير بضرورة رفع الوعي المجتمعي وتسهيل وصول السيدات للاستقصاءات التشخيصية عن أي تغيرات يمكن أن تتطور إلى آفة سرطانية.

وقد حدّدت منظمة الصحة العالمية الاستراتيجية العالمية بشأن تسريع وتيرة التخلص من سرطان عنق الرحم بوصفه مشكلة من مشاكل الصحة العمومية، والتي تقوم على 3 ركائز رئيسية هي:

الوقاية من خلال التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري؛

وتحرّي الآفات السابقة للتّسرطن وعلاجها؛

والتدبير العلاجي لسرطان عنق الرحم، بما في ذلك الحصول على الرعاية الملطّفة.

ونوّهت منظمة الصحة العالمية إلى أنه يجب العمل على تحقيق جميع هذه الركائز بشكل جماعي حتى يتسنّى للعالم التخلّص من هذا المرض.

واقترحت منظمة الصحة العالمية أنه للتخلص من سرطان عنق الرحم، يجب على جميع البلدان أن تحقق (وتحافظ على) معدّل إصابة أقل من 4 حالات لكل 100 ألف امرأة سنوياً. ومن أجل المضي في طريق التخلّص من المرض. ووفقاً لتلك الاستراتيجية فإن جميع البلدان ستعمل على تحقيق الغايات التالية بحلول عام 2030:

تلقّي 90% من الفتيات التطعيم الكامل (عند بلوغهن 15 سنة من العمر)؛ وتحقيق نسبة 70% من التغطية بالتحرّي باستخدام اختبار عالي الأداء (اختبار أول في سن 35 عاما واختبار آخر في سن 45 عاما)؛ وحصول 90% من النساء اللاتي شُخّصت إصابتهن بمرض عنق الرحم على العلاج (حصول 90% من النساء المصابات بآفات سابقة للتّسرطن على العلاج؛ وخضوع 90% من النساء المصابات بالسرطان للتدبير العلاجي.

وأكّدت المنظمة الدولية أن بلوغ غايات 90-70-90 سيكون له أثر مزدوج، يتمثّل في انخفاض معدّل الإصابة ومعدّل الوفيات على حد سواء. وبحلول عام 2030، سينخفض متوسّط معدل الإصابة بسرطان عنق الرحم بنسبة 10%، مما من شأنه أن يتيح تجنب حدوث 70 مليون حالة في العالم خلال القرن.

شهر التوعية بسرطان عنق الرحم
شهر التوعية بسرطان عنق الرحم

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015