ليلى الصباغ.. أول امرأة سورية عضو في مجمع اللغة العربية
«ليلى الصباغ» رحلة في التاريخ تأليفاً وتحقيقاً وتدريساً

سانا- منذ أربعة أعوام اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا خصصت فيه 11 شباط من كل عام ليكون يوما دوليا للمرأة والفتاة في مجال العلوم لكن سورية كانت السباقة بالاحتفاء بالمرأة المتعلمة التي خاضت آفاق الفكر والمعرفة والعلوم المختلفة منذ اكثر من 100 عام وكانت إحداهن الدكتورة الراحلة ليلى الصباغ أول امرأة سورية عضو في مجمع اللغة العربية بدمشق.

ليلى الصباغ 1924-2013 شخصية نسائية علمية سورية تميزت حياتها برحلة غنية في مجال التأليف والتحقيق والنقد الادبي وبمواقفها من قضايا المرأة ودعواتها المستمرة لها إلى اعتناق طريق العلم والعمل والاسهام في تطوير المجتمع وإغناء الحضارة.

ولدت الدكتورة الصباغ في دمشق واختارت طريق العلم بكل إصرار رغم وفاة والدها في سن مبكرة فحصلت على شهادة الثانوية مرتين الأولى في فرع العلوم عام 1942 والثانية في فرع الفلسفة عام 1943.

وتقدّمت الصباغ الى امتحان الدراسة في جامعة الملك فؤاد/القاهرة ونجحت فيه بتفوّق، لتحصل عام 1947 على إجازة الليسانس في التاريخ بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف الأولى، وعلى الماجستير في تاريخ العرب الحديث عام 1961، ثم على الدكتوراه بمرتبة الشرف الاولى عام 1966.

كما عملت بتدريس مادة التاريخ في المدارس الثانوية ودور المعلمات بدمشق ثم مديرة ثانوية؛ حيث تميّزت بقدراتها العالية وبمعارفها الواسعة وأدخلت الكثير من الوسائل المساعدة للعملية التعليمية كالآلات الموسيقية والأدوات الرياضية والكتب الضرورية للمطالعة مع الاهتمام بالرحلات المدرسية التي كانت تتجاوز حدود سورية كما عملت مفتّشة أولى للتاريخ والجغرافيا في وزارة التربية.

وكان للراحلة إسهامها في عملية التعريب التي انطلقت في الجزائر بعيد استقلالها حيث عملت هناك لعامين. وعندما عادت إلى سورية انتقلت للتدريس في قسم التاريخ بجامعة دمشق، لتبذل كل ما تستطيع من جهود في التدريس ونقل المعارف للطلاب. ثم انضمت عام 1984 إلى هيئة الموسوعة العلمية العربية؛ حيث عملت رئيسة لقسم الحضارة العربية حتى تقاعدها عام 1993.

وتفرّغت الصباغ في الثلث الأخير من حياتها للتأليف واقامة المحاضرات في مجمع اللغة العربية والمراكز الثقافية، فلم يقتصر عطاؤها على حدود سورية بل تجاوز ذلك ليشمل بلداناً عربية وغربية؛ والتي سافرت إليها بقصد الاطلاع والحصول على المراجع والمخطوطات والقاء المحاضرات والمشاركة في المؤتمرات والندوات، وكانت تتقن اللغتين الفرنسية والانكليزية.

بدأت الرحلة المجمعية للدكتورة الصباغ بانتخابها عضواً عاملاً في مجمع اللغة العربية بدمشق عام 1998، ثم صدر تعيينها بالمرسوم الجمهوري برقم 154 عام 2001، لتكون بذلك أول امرأة تدخل مجمع اللغة العربية منذ تأسيسه عام 1919.

تركت الدكتورة الصباغ إنتاجاً علمياً غزيراً معظمه في مجال علم التاريخ، وما تبقى توزّع في مجال الآداب والعلوم الإنسانية عامةً. ويتصف هذا الإنتاج على ضخامته وتنوّع مجالاته بالموضوعية والدقة العلمية والرجوع إلى المصادر المعتمدة، مع كثرة التمحيص والتدقيق.

أما مواقفها من قضايا المرأة، فقد دافعت عنها الدكتورة الصباغ في كتاباتها ومحاضراتها وطالبت المجتمع أن يمنحها الحقوق ويهيئء لها الظروف لتتمكّن من التعلّم والمشاركة بفعالية في الحياة.

ما قدمته الدكتورة الصباغ من علم وصبر واخلاص، نموذجٌ للمرأة العربية التي اعتنقت العلم وسارت فيه إلى أعلى المراتب، وتركت بين أيدي الأجيال المقبلة تراثاً فكرياً يشعّ بالنور والمعرفة.

«ليلى الصباغ» رحلة في التاريخ تأليفاً وتحقيقاً وتدريساً

«ليلى الصباغ» رحلة في التاريخ تأليفاً وتحقيقاً وتدريساً

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015