مئات آلاف المتظاهرين في مسيرات النساء المناهضة لترامب
متظاهرات ومتظاهرون يرتدون "بوسي هات" القبعة الزهرية الشهيرة في 20 كانون الثاني/يناير 2018 في واشنطن

الولايات المتحدة الأمريكية/ أ ف ب- احتلت حشود كبيرة من المتظاهرين شوارع مدن أميركية كثيرة السبت حاملين لافتاتٍ مناهضة للرئيس دونالد ترامب وقارعين على الطبول ومعتمرين قبعات زهرية في إطار مسيرة النساء الثانية المناهضة للرئيس الاميركي في الذكرى الأولى لتنصيبه.

وقد تجمّع مئات آلاف المتظاهرين في لوس انجليس ونيويورك وواشنطن وشيكاغو ودنفر وبوسطن ومدن أخرى عبر البلاد وقد اعتمر الكثير منهم القبعة الزهرية الشهيرة التي سميت “بوسي هات” في إشارةٍ إلى شريطٍ مصوّر لترامب يتبجّح فيه أنه قادرٌ على مداعبة نساءٍ في أماكن حساسةٍ من دون أي عقاب.

ورفع المتظاهرون لافتاتٍ كتبت عليها شعاراتٌ من قبيل “مكان المرأة: في البيت الأبيض” ، “عند انتخاب مهرج، يجب توقّع قيام سيرك”.

وجرت أكبر التظاهرات في المدن التي لم يحقق فيها ترامب نتائج جيدة. وأشارت بلدية لوس أنجليس إلى أن 600 ألف شخص شاركوا في تظاهرة المدينة، فيما قدّرت شرطة نيويورك العدد في شوارعها بمئتي ألف.

وفي مانهاتن؛ تجمّعت حشودٌ متنوعة في جادة سنترال بارك ويست بمحاذاة الحديقة الشهيرة في المدينة، والمؤدية إلى فندق “ترامب انترناشونال هوتيل” وهي من ممتلكات امبراطورية ترامب العقارية. وقالت إلثيا فوسكو (67 عاما) التي أتت من شمال ولاية نيويورك مع جارتين لها “إننا نشهد تآكلاً للديموقراطية. هذا أمرٌ سيء جدا”.

ومن المتحدثين في تظاهرة نيويورك الناشطة والممثلة روزي بيريز والممثلة ومقدّمة البرامج ووبي غولدبرغ التي أكّدت “نحن هنا لنقول بصفتنا نساء، أننا لن نقبل بالوضع بعد الآن”.

وفي لوس انجليس ضمت الحشود الغفيرة الممثلة ناتالي بورتمان التي قالت “بفضلكم الثورة بدأت وتتواصل”.

أما الفنانة هيذر ارنت (44 عاما) فقالت “يجب أن يدرك ترامب أننا نوحّد الصفوف ونشكّل قوةً هائلةً لنغيّر الوضع بعدما انتخب رغم طريقة معاملته للنساء”.

وتهدف هذه التظاهرت إلى دعم الحركة التي ولدت العام الماضي عندما نزل أكثر من ثلاثة ملايين شخص إلى الشارع في أرجاء البلاد للتعبير عن معارضتهم لانتخاب ترامب.

وتهدف التظاهرات الممتدة طوال عطلة نهاية الاسبوع إلى ترجمة هذه الحماسة إلى تحرّك سياسي يحفّز الناس على تسجيل أسمائهم في اللوائح الانتخابية ويكثّف مشاركة المرأة في انتخابات نصف الولاية العام 2018.

في المقابل غرّد الرئيس الأميركي حول التظاهرات المناهضة لسياساته داعياً الناس إلى “التظاهر والاحتفال بمحطاتٍ تاريخية ونجاحاتٍ اقتصادية غير مسبوقة سجلت في الأشهر ال12 الأخيرة”. وأضاف “الطقس جميل في كل أرجاء البلاد ويوم مثالي لتتظاهر كل النساء”.

“لا يمكننا ان نتوقف”

جرت غالبية التظاهرات في طقس جميل ومشمس إلا أن المتظاهرين في بارك سيتي في ولاية يوتا حيث يقام مهرجان سانداس للسينما المستقلة جابهوا البرد وتساقط الثلوج المتواصل لإسماع صوتهم وعلى رأسهم مشاهيرٌ من بينهم الممثلة والناشطة جاين فوندا.

وقد اتخذت الدورة الحالية من مهرجان ساندانس منحى سياسياً على ضوء حركة #أنا أيضاً المناهضة للسلوك الجنسي غير المناسب، والتي ظهرت بعد انكشاف فضيحة المنتج النافذ هارفي واينستين في تشرين الأول/أكتوبر وما تبعها من اتهامات بالتحرّش والاعتداء الجنسيين طالت أسماء بارزة في أوساط السينما والترفيه والإعلام.

واستمعت الحشود في مدينة شارلوت في كارولاينا الشمالية إلى كلمةٍ ألقتها أول امرأةٍ سوداء تتولى رئاسة بلدية المدينة. في حين تجمّع المتظاهرون في واشنطن أمام نصب لينكلون وساروا باتجاه البيت الأبيض واستمعوا لكلماتٍ تمحورت مواضيعها على المساواة بين الأعراق والاعتداءات الجنسية وحقوق المهاجرين.

وقالت فيتيسا ديل بريتي، وهي ضابطةٌ متقاعدة في الجيش الأميركي أتت مع ابنتها البالغة 14 عاما “لقد شهدت عقوداً من حالات التحرّش الجنسي والوضع بدأ يتحسن الآن لكنه بعيدٌ جداً عما ينبغي أن يكون عليه”.

وأضافت “القضايا المتعلقة بالنساء لا تطرح كفايةً في بلادنا لذا أنا سعيدةٌ جداً بأن أشارك في التظاهرة وأن أحاول القيام بشيءٍ ما كمواطنة”.

ونظّمت أكثر من 300 مدينة مسيراتٍ وتظاهراتٍ. ومن المقرر أن تقام تظاهرات جديدة لا سيما في لاس فيغاس ومدن أوروبية كثيرة منها برلين.

وقالت بام موريس “لا يمكننا أن نتوقف الآن. يجب أن نحافظ على اندفاعنا حتى نتغلب على هذه الإدارة”.

متظاهرات ومتظاهرون يرتدون "بوسي هات" القبعة الزهرية الشهيرة  في 20 كانون الثاني/يناير 2018 في واشنطن

متظاهرات ومتظاهرون يرتدون “بوسي هات” القبعة الزهرية الشهيرة في 20 كانون الثاني/يناير 2018 في واشنطن

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015