ماذا تعرف عن النظام الأبوي؟
النظام الأبوي

سحر بن علي/alarabiya- مع انتشار الحركة النسوية في الدول العربية انتشرت معها المغالطات حول مفهوم النسوية، ليس بسبب انتشارها بشكل سريع، أو بسبب عدم الحديث عن الحركة بوضوح، بل حتى بسبب المحاولات الإعلامية الكثيرة لتغيير مفهوم تلك الحركة بشكل خاطئ مثل: النسوية حركة غربية لا تصلح لمجتمعاتنا، أو تهدف إلى تغيير عاداتنا وتقاليدنا وغيرها الكثير، وهذا أمر طبيعي لأي خطاب يهدف إلى التغيير.

في أحد الاعتصامات وقف أحد النسويين في ساحة الإرادة وهو يحمل لافتة كُتب عليها: «النظام الأبوي يقتل النساء»، هاجمه البعض عبر مواقع التواصل الاجتماعي باعتباره يحرض على عقوق الأب، وهذا يدل على عدم وجود ثقافة كافية لفهم المعنى الحقيقي لما كتب، سأتحدث هنا بإيجاز عن النظام الأبوي والذي يختلف عن النظام الذكوري، حيث إن النظام الذكوري يشير إلى نظام سيطرة الرجل على المرأة، في حين أن النظام الأبوي يشير إلى سلطة الأب بشكل إقصائي ليس ضد النساء فقط وإنما لكل ما هو خاضع لسلطة الأب أو أي شخص يملك السلطة.

نحن نعيش في عالم اللامساواة ليس فقط التمييز الجندري بل حتى الطبقي والعرقي، لذلك نجد من الصعب أن يحدث أي تغيير في مكان محتكر من سلطة ما، تلك السلطة التي قد تهاجم أي محاولة للتغيير كي تحافظ على مصالحها وامتيازاتها الجندرية أو الطبقية أو الدينية على حساب الفئات الأخرى، ولأن الخطاب النسوي يرفض التمييز والسيطرة فهي تنشر الوعي عن وضع النساء وكذلك الفئات الأخرى المهمشة والتي عادة ما تكون خارج السلطة.

أساس الحركة النسوية يبدأ من فهم النظام الأبوي، وكيف استطاع عبر الأسرة والمجتمع والدولة أن يمرر اللامساواة بين المرأة والرجل كما لو كان أمراً طبيعياً، هذا الفهم يجعلنا نعي كيف رسم لنا ذلك النظام صورة نمطية لصفات ودور كل من الرجل والمرأة في المنظومة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وأعطى أفضلية لجنس على جنس آخر.

وكي تقوم الحركة النسوية بمهمتها من خلال إلغاء عدم المساواة والأفضلية، لا يمكن أن يحدث ذلك داخل النظام الأبوي، بل يجب هدمه ليحل محله نظام غير قائم على التمييز ضد الجنس أو العرق أو الطبقة.

النظام الأبوي لا يضطهد النساء فقط بل يدفع ثمنه الرجال أيضاً، حيث إن مفهوم الرجولة يتطلب الكثير من الصراعات والممارسات، فعندما ينشأ مجتمع مبني على سلطة شخص على آخر، ويطلب من الرجل أن يكون صاحب السلطة، فيربط ذلك الدور بمفهوم الرجولة ويتوقعوا منه أموراً قد تكون أقرب للمثالية، فمثلاً يطلب المجتمع من الرجل المهر ومصاريف العرس والبيت والأبناء فنجد البعض يتهرب من الزواج لعدم مقدرته المالية مما يسبب له ضغطاً كبيراً، هذا الضغط أتى من إعطاء الرجل السلطة في المنظومة الاقتصادية، لكن عندما نلغي هذه الأدوار التي رسمها المجتمع بالتالي يصبح الأزواج متساوين فيما يخص ذلك، لكن ذلك قد يكون مستحيلاً في ظل وجود منظومة اجتماعية وسياسية تعطي صلاحيات للرجل على حساب المرأة، لذلك من المهم أن نهدم الأساس الذي بنى كل ذلك إذا كنا نريد التغيير.

النظام الأبوي

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبتها/كاتبها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”.

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015