نسب صادمة للعنوسة وتعدّد الزوجات في سوريا
نسب صادمة للعنوسة وتعدّد الزوجات في سوريا

وكالات- وصلت نسبة العنوسة في سوريا إلى 70%، فيما وصلت نسبة حالات الزواج من امرأة ثانية إلى 40%، بحسب أحدث الدراسات. وقالت الدكتورة في كلية التربية بجامعة دمشق، منى كشيك، إن الأوضاع الاقتصادية والسياسية التي تمر بها البلاد في السنوات الأخيرة ساهمت في ارتفاع هذه النسب، فأعداد الشباب قليلة مقارنة بالإناث.

وأضافت كشيك: “من خلال متابعة عدد من الإحصائيات الرسمية، والمقالات الإعلامية، نلاحظ خلال الأزمة ارتفاع حالات الزواج من امرأة ثانية، بالرغم من اشتراط المحكمة على الزوج أن يكون مقتدرا، ويصل دخله الشهري إلى نصف مليون ليرة سورية”.

وتابعت: “أي أن الرجل المقتدر أمن زواجه من الأولى، وظفر بالثانية، في حين يرزح غيره من الشبان في سنوات العزوبية دون أي حراك بسبب سوء أوضاعهم المادية”.

وأوضحت كشيك: “لا نعلم إن كانت تعديلات قانون الأحوال الشخصية ستحد من آثار تلك الظاهرة التي قد تسبب تدمير الأسر وتفكيكها اجتماعيا من خلال إبعاد الآباء عن أبنائهم، وتوزيع حنان الأب على أسرتين، فقد أوجدت التعديلات الجديدة وضع شروط خاصة على عقد الزواج تتضمن اشتراط موافقة الزوجة على الزواج بثانية”، وفقاً لما ذكرته قناة “روسيا اليوم” الإخبارية الروسية.

كما أكّدت دراسة بعنوان “مصائر المرأة السورية في ظلّ الحرب”، صدرت عن مركز حرمون للدراسات المعاصرة، أن وضع النساء في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام يزداد انحداراً على كافة المستويات، المعيشية والتعليمية والنفسية والاجتماعية والصحية، فضلاً عن ارتفاع نسبة الإصابات بالأمراض الجن سية، نتيجة الانحلا ل الخلقي الممنهج، وانتشار الدعا رة وارتفاع نسبة الاعتداءات الجنسية في المناطق التي تدخلها مليشيات النظام والمليشيات الحليفة لها.

واعتبرت الدراسة أن “قسوة الظروف المادية أدت لوصول النساء إلى حالات غير مسبوقة من الفقر والتشرّد والبطالة، دفعت ببعض النساء للجنوح نحو أعمال خاطئة ومنحرفة وأحياناً إجرامية”.

وتروي مريم قصة صديقتها الأرملة التي تقيم في أحد أحياء مدينة دمشق، وارتبطت بعلاقة حب مع أحد عناصر الحاجز القريب من بيتها، تطوّرت لعلاقة غير شر عية، إلا أن الشاب وعدها بالزواج.

وأضافت مريم “قبل موعد الخطوبة الذي اتفقا عليه، أصابته وعكة صحية ذهب على أثرها إلى المشفى، ليعود ويخبرها بأنه مصاب بكتلة سرطانية في الدماغ ولا يملك المال الكافي، ما دفع أم أحمد لمساعدته دون تردد كونه سيصبح زوجها بعد شفائه، وجمعت له كل ما تملك من أموال ومصاغ، وفعلاً أجرى العملية الجراحية، لكنه توفي خلالها”.

وتنهي مريم قصة صديقتها قائلةً: “هي من عائلة فقيرة وتخشى أن تخبر أهلها بأنها فقدت كل ما تملك، وما زاد من مصيبتها أنها تحمل طفلاً في أحشائها، وتفكّر الآن في إجهاضه”.

في حين تقول حنان، وهي طالبة في كلية الآداب في جامعة دمشق “وقعت ضحية خداع شاب كان يعمل في حرس الجامعة، وقدّم لي المساعدة في الجامعة، وبعد فترة أقنعني أنه سيتقدم لخطبتي ووعدني بالزواج، إلا أنه اختفى دون أثر بعد فترة”، مضيفةً “ضيّعت مستقبلي وخنت ثقة أهلي”.

وقالت المختصة في علم النفس والناشطة الاجتماعية تهاني عنبر “الأ نثى دائماً لديها حاجة للاعتماد على رجل تضع عليه مسؤولية تحقيق كامل أحلامها، وهناك نقطة أيضاً يجب توضيحها، أن مجتمعنا الشرقي يضع الأنثى في قالب من الهجس والخوف، من شيء اسمه العنوسة”.

وأضافت تهاني “تلجأ الفتي ات إلى بعض التصرفات لأجل جذب العدد القليل المتبقي من الذكور، لاعتقادهن أن تصرفات كتلك، تجنبهن الوصول لمرحلة العنوسة”، مشيرةً إلى أن “هذا طبعاً ليس تبريراً للفتيات للقيام بأي تصرف سلبي، فهن مسؤولات بالنهاية عن أي تصرف لا أخلا قي، يؤدي إلى تدمير مستقبلهن وانحطاط المجتمع”.

*جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبّر فقط عن رأي كاتبها/كاتبتها، ولا تعبّر بالضرورة عن رأي “تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية”. 

نسب صادمة للعنوسة وتعدّد الزوجات في سوريا

نسب صادمة للعنوسة وتعدّد الزوجات في سوريا

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015