يوم المرأة العالمي يوحّد صفوف النشطاء والمحتجين في شتى الدول
نساء وفتيات يشاركن في مسيرة يوم المرأة العالمي

وكالات- أحيا أنصار المساواة بين الجنسين يوم المرأة العالمي الذي وافق يوم أمس الجمعة، باحتجاجاتٍ وجلسات نقاشية واحتفالات في شوارع عدّة مدن أوروبية، في حين استخدمت الشرطة التركية الغاز المسيل للدموع لتفريق حشدٍ من عدّة آلاف من النساء بوسط اسطنبول في المساء.

وتجمّع قرابة 375 ألف شخص، وفق ما ذكره مسؤولون، في مدريد للمطالبة بمزيدٍ من الحقوق للمرأة في مجتمعٍ يقولون إنّ الرجال ما زالوا يسيطرون عليه. وقد ارتدت الكثير من النساء ستراتٍ وسراويل وحقائب باللون البنفسجي؛ الذي تستخدمه الناشطات المدافعات عن حقوق المرأة.

وقالت لوسيا سانتشيث (40 عاماً) ”لا أتصوّر عدم المشاركة هنا، أنا امرأة وهذا يعنيني بشكل مباشر“.

وقد أصبحت قضية عدم المساواة بين الجنسين، مثيرةً للانقسام الشديد في إسبانيا، وذلك قُبيل الانتخابات البرلمانية التي ستجري يوم 28 أبريل نيسان القادم.

وفي برشلونة، ثاني أكبر مدن البلاد، ذكرت الشرطة المحلية أنّ قرابة 200 ألف شخص شاركوا في مسيرة سلمية رافعين لافتات وشعارات داعية للمساواة بين الجنسين.

في البرتغال؛ أعلنت البرتغال رسمياً نهار الخميس، الحداد على النساء اللواتي قضين جرّاء عنفٍ منزلي، فنُكِست الأعلام على المباني الرسمية فيما وقف الوزراء دقيقة صمت خلال اجتماع الحكومة الأسبوعي. وخلال العام الفائت، قُتِلَت 28 امرأة من قبل شركائهن أو شركائهن السابقين، بحسب ما تقول منظمات حقوقية نسوية. وقالت وسائل إعلام برتغالية محلية إنّ 12 امرأة قُتِلن هذا العام. 

كما كتب رئيس الوزراء البرتغالي على تويتر أنّ “العنف يجب أن يتوقّف وهذا تحدّ جماعي لكلّ مجتمع وكلّ شخص بيننا”، مضيفاً أنّ “استذكار الضحايا هو أول خطوة نحو اتخاذ موقف”. 

في برلين أعلنت سلطات المدينة يوم المرأة عطلةً رسمية، وانضم الآلاف لتجمعات واحتفالات مبهِجة في ميدان ألكسندر في العاصمة الألمانية.

في باريس تجمّع محتجّون من منظمة العفو الدولية أمام السفارة السعودية، ولوّحوا بلافتات تُنادي بحقوق المرأة، ودعوا إلى إطلاق سراح ناشطات مُحتَجَزات؛ منهنّ من شاركن في حملةٍ للمطالبة بمنح المرأة حقّ قيادة السيارات في المملكة.

كذلك تجمّعت مئات النساء وناشطي حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين في ساحة الجمهورية “ريبوبليك” في العاصمة الفرنسية، للتنديد بالعنف الأسري والعنف ضد المرأة، وللمطالبة بالمساواة في الأجور بين المرأة والرجل.

وطالبت محتجّات في أثينا وكييف بالمساواة بين الجنسين، ووضع حدّ للعنف ضدّ المرأة.

وفي اسطنبول، كبرى المدن التركية، طالب المئات بالإفراج عن سوريّات مُحتَجَزات في السجون. لكن في المساء، قال شهودٌ لوكالة رويترز إنّ الشرطة التركية أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق حشدٍ من النساء تجمّعن للقيام بمسيرة.

وتجمّع الحشد على مشارف ميدان تقسيم بالمدينة، لكن مئاتٍ من أفراد شرطة مكافحة الشغب سدّوا الطريق أمام المُحتَجَّات، لمنعهنّ من التقدّم وتنظيم المسيرة. وبعد ذلك أطلقت الشرطة رذاذ الفلفل والغاز المُسيل للدموع لتفريق الحشد، واندلعت اشتباكات لدى مطاردة قوات الأمن للنساء في الشوارع الجانبية المُتَفرّعة من الميدان. ولم يتضح ما إذا كان أحدٌ قد أُصيب أو احتجِز في المسيرة.

في روسيا التي اكتسب فيها يوم المرأة أهمية منذ العهد الشيوعي، زيّنت اللافتات التي كُتِبَت عليها عبارات التهنئة والزهور، الأماكن العامة. وفي موسكو، امتطى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حصاناً وقام بجولة في مركزٍ للشرطة برفقة شرطيّات.

وفي لندن قالت ميجان؛ دوقة ساسكس، إنها تأمل أن يسير مولودها، المُنتظر قدومه هذا الربيع، على خطاها في مناصرة المرأة.

وأدلت ميجان بهذا التصريح خلال جلسة نقاشية عُقِدت بمناسبة يوم المرأة في كينجس كوليدج في العاصمة البريطانية. وقالت ”سواء كان بنتاً أو ولداً .. أيّاً كان.. يحدُوني أمل في أن يكون هذا هو حال الجنين الصغير“ في إشارةٍ لمناصرة قضايا المرأة.

وفي أستراليا؛ انتهزت الحكومة الأسترالية اليوم العالمي للمرأة للتنديد بشركة لسيارات التخييم تشغّل سيارات تحمل رسوماً وشعارات تعكس “كراهية للنساء”. وقالت وزيرة المرأة كيلي أودوير “ليس لدينا تسامح مع الشعارات الجنسيّة والمعادية للنساء”، فيما أدان وزير النقل ميشال مكورماك ممارسات الشركة. 

وفي الفاتيكان، أشاد البابا فرنسيس “بالمساهمة الفريدة للمرأة في بناء عالم يكون منزلا للجميع”. وقال البابا “المرأة هي التي تجعل العالم جميلاً وتحرسه وتحافظ عليه حيّاً. هي تحمل إليه النِعمة التي تجعل الأشياء جديدة، (…) وشجاعة بذل الذات” وفقاً لما ورد على موقع الفاتيكان الرسمي. 

وأضاف البابا فرنسيس “السلام هو امرأة، يولد مجدّداً وعلى الدوام من حنان الأمهات… لذلك فإن حلم السلام يتحقّق بالنظر إلى المرأة. وبالتالي فإن كنّا نهتم للمستقبل وإن كنّا نحلم بمستقبل سلام، ينبغي علينا أن نفسح المجال للمرأة”. 

كما شارك نحو أربعة آلاف متظاهر في مسيراتٍ جابت شوارع العاصمة الفلبينية مانيلا مردّدين هتافات ضدّ الرئيس رودريغو دوتيرتي، الذي يُلقي باستمرار نكات (طرائف) عن الاغتصاب، وأقرّ العام الفائت بأنه لامس خادمة أسرته بشكلٍ لطيف حين كان مراهقاً. 

ويقول مساعدوه إنّ تصريحاته ليست إلا من باب المزاح، لكنّ نشطاء ندّدوا بـ”كراهيته للنساء” واعتبروا تصريحاته “غير مقبولة”، مشيرين إلى إحصاءاتٍ تظهر زيادة حالات الاغتصاب بنسبة 153 بالمئة في البلاد؛ مقارنةً بالعقد الذي سبق وصوله للسلطة. وتشير الاحصاءات أيضاً إلى أنّه في كلّ ساعة واحدة؛ تتعرّض امرأة واحدة او طفل واحد للاغتصاب في الأرخبيل الأسيوي. 

في بيونغ يانغ في كوريا الشمالية، يزدهر بيع الزهور في اليوم العالمي للمرأة الذي يعدّ يوم عطلة رسمية في كوريا الشمالية. ويتدفّق الزبائن على المحال لشراء باقات الزهور لأمهاتهم وزوجاتهم وأقاربهم وأصدقائهم. 

وللمرأة مكانة مميزة في كوريا الشمالية، ويُنسب إلى مؤسس البلاد كيم إيل سونغ قوله “في بلادنا النساء مسؤولات عن أحد أركان الثورة”. ولسونغ أيضاً، جدّ زعيم البلاد الحالي كيم جونغ أون، عبارات رسخت في الذاكرة الكورية الشمالية منها “المقاتلة الثوريّة التي لا تُقهر” و”إذا التزمت النساء منازلهن وبقين بعيداً عن العمل والحياة التنظيمية فلا يمكن أن يكنّ ثوريّات”. 

نساء وفتيات يشاركن في مسيرة يوم المرأة العالمي

نساء وفتيات يشاركن في مسيرة يوم المرأة العالمي

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015