انتقادات لبرامج حول «الإرضاع الطبيعي» للاجئات السوريات

القدس العربي- لم تعرف المرأة السورية «الإرضاع غير الطبيعي» من قبل، إلا في ظروف صحية خاصة تتسبب في عدم كفاية الحليب الذي ينتجه جسدها بشكل فطري طبيعي للطفل، ومن المعروف حرص المرأة السورية على رعاية طفلها وتفضيله عن الارتباط بأي نشاط آخر او أي عمل، ناهيك عن تكاليف شراء عبوات الحليب الخاصة بالأطفال سواء قبل الحرب أو خلالها، ما يجعل هذه الطريقة «آخر العلاج» بالنسبة للأسر السورية.
منظمات مهتمة بالطفولة بدأت مؤخراً بتنفيذ برامج تهدف إلى توعية المرأة السورية بأهمية الإرضاع الطبيعي أثناء الحرب وفي ظروف الكوارث المختلفة، وبحسب ناشطين وسوريين فإن منظمة «Save-the-Children» المتخصصة بشؤون الطفل، بدأت تنفيذ برنامج لتوعية الأمهات السوريات بخصوص عملية الإرضاع الطبيعي، إذ تقوم بذلك مدربات مختصات قدمن من بريطانيا إلى دول الجوار السوري لتنفيذ هذه المهمة، وإلقاء محاضرات وصفت بــ «البديهيات» بالنسبة للأم السورية.
تعتقد بعض النساء السوريات أن ما يتم إنفاقه على برامج كهذه، كان من الأجدر أن يقدم للأسر الفقيرة التي لا تجد ما تنفقه على أطفالها، بدل أن يتم تحويل المال المخصص لهؤلاء الأطفال إلى «كلمات» لا تسمن ولا تغني من جوع بحسبهن.
تقول السيدة «أم عمار» اللاجئة في أحد المخيمات التركية: «ندرك أهمية الإرضاع الطبيعي وضرورته لبناء جسدي ونفسي سليم بالنسبة للطفل، كما نعلم أن الكثيرات من النسوة توقفت أجسادهن عن إنتاج الحليب لإرضاع أطفالهن بسبب ظروف الحرب والخوف المتواصل الذي تعيشه المرأة بالإضافة إلى سوء التغذية المستمر منذ سنوات، لكن المحاضرات ليست الحل المناسب بالتأكيد».
وتضيف: «المتطوعات الأوروبيات اللواتي يأتين لتعليمنا كيف نرضع أطفالنا، موظفات برواتب يحصلن عليها من مبالغ مخصصة للأطفال، والأجدر أن تقوم المنظمة بمنح هذه التكاليف للأمهات المرضعات حتى يتجاوزن حالة سوء التغذية ونقص الحليب، بدل أن يسمعن الجوانب النظرية، في مناطق الداخل السوري المحاصرة تتم تغذية الأطفال بمزيج الماء والسكر وبالخبز المبلل بالماء وبوجبات أخرى مما قد يتوفر، هؤلاء الجائعون ليسوا بحاجة للمحاضرات».
بينما ترى سمر ـ أم لطفلين ـ أنه بالفعل هناك مشكلة حقيقية في ظرف الحرب الذي يعيشه السوريون بالنسبة لإرضاع الأطفال، ولكن الحل لا يكمن بمنظمات ومدربات بل ترى ذلك ترفاً، وتقول: «ما تقوم به هذه المنظمة من دورات تدريبية للأمهات من أجل توعيتهن بضرورة الإرضاع الطبيعي أمر هام في الحقيقة، لكن هذا جيد في أوقات السلم وليس الحرب، فبشكل طبيعي من توفر الحليب في صدرها لن تمنعه عن طفلها وتستبدله بحليب صناعي، أعتقد أنه من الأفضل العمل على إزالة الأسباب المؤثرة في حرمان الطفل من عملية الإرضاع من أمه».
وتكمل «نحن نحتاج لمنظمات تعمل على وقف قتل أطفالنا اولاً، أستغرب أن يكون العالم مهتماً بتأهيل الأم وتعليمها الإرضاع والذي يعتبر سلوكاً فطرياً يعرفه الجميع حتى الحيوانات، الأم السورية بحاجة لمن يعلمها طريقة الهروب من البراميل المتفجرة التي يلقيها النظام، والقنابل الفوسفورية التي يلقيها الطيران الروسي، حينها لن ينضب الحليب في صدرها، لكن ما تشهده المرأة السورية يومياً، كفيل ان يجفف الدماء في عروقها وليس الحليب فقط».
بحسب سمر فإن الكثير من الأموال تنفق باسم السوريين دون طائل منها، بل يذهب معظمها في مسارات أخرى «منظمات الأطفال أو غيرها تنفق ما يقدم إليها من تبرعات باسم الشعب السوري كرواتب لموظفيها إذ أنها تجد الفرص المناسبة لإيصال تعويضات مادية جيدة لكادرها، أما القليل القليل مما يصل لنا باستثناء المحاضرات والنصائح فهي كثيرة».
الناشط السوري «محمود بيطار» لم يستطع تجميل اللغة بل قالها صراحة في منشور على صفحته في فيسبوك واصفاً الموضوع بأنه «كله على بعضه يحل بتقديم الغذاء اللازم للمرضعة» ولخص القصة ببساطة قد يكون مبالغاً بها قائلاً: «كم هي مهمة ومفيدة محاضرات الارضاع الطبيعي التي تقوم بها منظمة (Save-the-Children)، انهم يدربون اطباء وممرضين وخبراء سوريين ليقوموا بتوعية السوريات في المخيمات بضرورة الارضاع الطبيعي في اوقات الكوارث؟ المدربات هن من انكلترا ويتلقين رواتب بالاف الدولارات، مع انه ستي بتعرف تدرب احسن منهم والموضوع كله على بعضه يحل بتقديم الغذاء اللازم للمرضعة، اما باقي التفاصيل فتتكفل بها ستي وباحتراف منقطع النظير وببلاش. للمعلومة الارضاع الطبيعي هو امر طبيعي عند الامهات السوريات ولا يحتاج الموضوع لمدربين من انكلترا للتوعية».

أنقذوا أطفال سورية

أنقذوا أطفال سورية

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015