الأمم المتحدة: الإصلاح في السعودية يبدأ من السماح للمرأة بقيادة السيارة
ناشطة سعودية خلف المقود في الرياض

الأمم المتحدة/وكالات- دعا مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالفقر المدقع وحقوق الانسان فيليب ألستون في الرياض الخميس سلطات المملكة المحافظة إلى السماح للنساء بقيادة السيارة واصلاح نظام ولاية الرجل على المرأة.

وقال ألستون في مؤتمر صحفي في ختام زيارة إلى السعودية استمرت 21 يوماً، التقى خلالها وزراءاً وأناساً يعيشون في فقر في البلاد الغنية بالنفط ونشطاء وخبراء اسلاميين وغيرهم، قال: “لدي مخاوف من أن الحكومة تصغي إلى مجموعة صغيرة من الأصوات المحافظة، الأمر الذي يؤدي إلى إعاقة التقدم الاجتماعي والاقتصادي، مطالباً السلطات السعودية بالتحرك للسماح للنساء بقيادة السيارات وبإصلاح نظام ولاية الرجل الذي يحد من قدرة المرأة على العمل والتحرك.”

كما دعا ألستون السلطات السعودية إلى جعل مقاربتها لوسائل التواصل الاجتماعي أكثر حرية بعدما وصلته تقارير بشأن ملاحقتها لأشخاص يتواصلون مع بعضهم البعض عبر الانترنت.

والسعودية التي تطبق الشريعة الاسلامية ومعايير اجتماعية صارمة، هي الدولة الوحيدة في العالم التي تمنع النساء من قيادة السيارات. كما يفرض على الإناث الحصول على موافقة ولي أمرهن، الوالد أو الأخ أو الزوج، قبل السماح لهن بالسفر أو الزواج أو العمل.

ورأى مقرر الامم المتحدة أن نظام ولاية الرجل هذا والذي يحد من قدرة المرأة على العمل والتحرك “يجب أن يتم اصلاحه”.

ويقول مسؤولون سعوديون أن المجتمع ليس مستعداً بعد لتقوم المرأة بقيادة السيارة.

لكن ألستون قال ان “دور الحكومة يكمن في تحديد الطريقة التي يمكنها بموجبها أن تغير سياستها فضلاً عن كيفية تغيير التصرفات”، داعياً إلى حملة توعية.

واعتبر الخبير القانوني الأسترالي أن عدم السماح للمرأة بقيادة السيارة ونظام “ولي الأمر” متصلان بالفقر حيث ان بعض النساء اللواتي يحصلن على رواتب ضئيلة لا يستطعن تحمل تكاليف الحصول على خدمات سائق.

وكان ولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان بن عبد العزيز اعتبر في نيسان/ابريل 2015 لدى طرح خطته الاقتصادية الطموحة “رؤية السعودية 2030″، ان المجتمع لا يزال غير متقبل لقيادة المرأة للسيارة، وأنه لا يمكن ان “تفرض” عليه مسالة لا يرغب بها.

وذكر ألستون انه زار جازان في جنوب غرب المملكة كونها المنطقة الأكثر فقراً في السعودية، أول مصدر للنفط في العالم واكبر اقتصاد في العالم العربي، مشيراً إلى أنه صادف ظروفاً معيشيةً هناك “اأعتقد أنها ستصيب المواطنين السعوديين بالصدمة”.

وغالبية أولئك الذين يعيشون “في ظروف سيئةٍ للغاية” من اليمنيين الذين وصلوا قبل نحو 50 عاماً ولا يحملون الجنسية السعودية.

ودعا ألستون إلى “ضرورة أن تكون هناك خطة لمعالجة أوضاعهم بشكل منهجي” لكنه أضاف أن معظم الذين التقاهم لا يعرفون بأن الفقر موجود في هذا البلد. وقال أنه بالرغم من أن الحكومة كانت متعاونة للغاية خلال زيارته، إلا أنه لم يتلق بيانات عن عدد الذين يعتبرون فقراء.

كما دعا الحكومة إلى أن تكون مقاربتها لوسائل التواصل الاجتماعي “أكثر انفتاحا” بعد أن تلقى تقارير بشأن معاقبة مستخدميها. وقال “أعتقد ان للمملكة منذ فترة طويلة علاقة غامضة مع مسألة حقوق الانسان” لكن رؤية 2030 توفر فرصة لكي تكون هذه المسألة بين الموضوعات “الأساسية” التي بدأت البلاد تحرز تقدماً فيها، حسب قوله.

وكجزء من الاصلاحات الاقتصادية، خفضت المملكة الدعم على الوقود والكهرباء بالتزامن مع تقديم تعويضات للمحتاجين.

لكن ألستون أكد في البيان عدم وجود “خطة متماسكة وشاملة لتحقيق الحماية الاجتماعية للمحتاجين” في المملكة.

ناشطة سعودية خلف المقود في الرياض

ناشطة سعودية خلف المقود في الرياض

أترك تعليق

المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015