فاطمة زين الدين/شريكة ولكن- أقفلت كلّ الأبواب وأوصدتها بنبرتها الهادئة ،رفضت خروج تفصيلة أو معلومة تعزز ثقافة السلم في لبنان من إطار وضعته وقولبته ليصل إلى متلقي/ة إختار /ت أن يتابع محاضرة الدكتورة عزّة شرارة بيضون ضمن سلسلة محاضرات تحت عنوان “الحرب من ورائكم .
في جامعة alba في سن الفيل كان اللّقاء، توجهتُ بفضول الباحثة عن ثقافة طي صفحات الحروب وفتح صفحات السِلْم من باب الحراك النسوي ومناهضة العنف ضد النساء .
في الشكل إنطبق على المحاضرة طباق اللغة ، فجمعت الدكتورة بيضون بين سكون الكلام وثورة المعلومة ، رفضت أن تطلق أرقاماً أو معلومات من دون ذكر مصدرها وكيفية الحصول عليها معتمدة قاعدة الشفافية التامة في عملية البحث وفي فهم المغزى لا تلقينه.
حصة الأسد حصل عليها العنف الأسري فتناولت الدكتورة عزة الخطاب النسوي في مناهضة العنف ضد النساء ، وأثنت رغم الواقع المرير على المكاسب التي نجحت جمعيات لبنانية في إستحصالها من خلال قانون حماية النساء من العنف الأسري على شوائبه .
إذاً ثقافة السلام تبدأ في حماية النساء في أسرهنّ من العنف، والحد من هذه الظاهرة التي رفضت دائرة الإحصاء المركزيّ في لبنان، إجراء مسح يتضمن في بنوده العنف الأسرى مكتفية بمسح الخصائص السكانية الأساسية.
واقع جعل الحراك النسوي غائب عن معرفة حجم الظاهرة الحقيقي في سياسة مقصودة أو غير مقصودة ، تطلق حكماّ مبرماّ لصالح المعنِّفين.
لم تغفل الدكتورة عزه عن تعريف المعنِّفين والمعنَّفَات ، فوجدت أن النظرة العامة للمعنِّف تُنافي الواقع، فهو ليس كما يتم النظر إليه ، أميّ ، جاهل ، قروي ، مريض نفسي ، غير قادر على إنجاب الأطفال وغيرها من المفاهيم الخاطئة المعنِّف قد يكون طبيباً ، محامياً أستاذاً جامعياً قد يكون أحداً من قراء هذا التحقيق .
المعنَّفة بدورها ليست أيضاً تلك الأمية ، التي تعيشُ في قرية أو منطقة نائية ، غير عامله، قد تكون هذه المرأة ، متعلمة ، طبيبة ، عاملة قد تكون من تكون من دون تحديد وشمولية.
التنازع على تعريف المعنِّف والمعنَّفة ينسحب إلى تعريف العنف بمفهومه ، فيُنظَر إليه كواقعة إذا تركت أثراً جسدياً ، من دون الاعتراف حتى بكافة الأشكال التي تترك أثراً داخلياً أثره أقوى ، على سبيل الذكر لا الحصر الإغتصاب الزوجي الذي يرفض علماء الدين حتى الإعتراف بوجوده .
الدكتورة عزه فصلت بين المتنازعين/ات وجمعت بين المصلحة ، فوضعت المعنفين ورجال الدين مقابل المعنفات والحركات النسوية ، وأكدت أن رجال الدين لطالما رفضوا الحديث مع المؤسسات النسوية ، وصدّوا كلّ محاولات اللقاء للمناقشة ، إلا أن الاخيرة رفضت بدورها الاستسلام ولم تكلّ من إرسال الدعوات وفتح باب الجدل مع رجال الدين وإن كانت دعوات مغلفة بقناعة الاستسلام لثوابت وضعت لتبقى لا لتتغير وتهدد المنظومات الدينية .
مسيرة الحركات النسوية كان لها جانباً كبيراً ، فسردت الدكتورة بيضون عمل الحركات النسائية وضرورة تضافر جهودها مع المنظمات المدنية ، كشريكة أساسية في صوغ ثقافة السلام .
كما بدأت يالسلام ختمت الدكتورة عزه بالسلام من باب الأسئلة فسألت
هل إن توافر الشروط لمنع العنف عن المرأة وعن سائر أفراد الأسرة كاف لإرساء السلام فيها ؟
هل اللاعنف هو نفسه السلام ؟
هل إن السعي لنبذ العنف في إطار الأسرة والتدرب على طرق سلمية للتفاعل مع أشخاصها سيترجم تلقائياً سلاماً خارجها في المجتمع الأعم ؟
هل إنّ إرساء ثقافة السلام في مؤسسات المجتمع هو متماثل مع إرساء ثقافة السلام في المجتمع نفسه ” هل الكل هو مجموع أجزائه ؟”
هذه الأسئلة حتى الساعه لم تجد الدكتورة شرارة الإجابة عليها وتنتظرها في سياق العمل على تحقيق ثقافة السلم في نواة المجتمع .