خلود شحادة/ جريدة الثورة- التعاون طريق النجاح لرسم مستقبل أمة.. في إطار التعاون المشترك والحرص على المجتمع ككل كان لقاء راديو سوريات عبر مشروع ضمة وردية مع مؤسسة بدايات للوقوف على موضوع الصحة الإنجابية من منظور العنف القائم على النوع الاجتماعي.
تعرّفها منظمة الصحة العالمية بأنها الوصول إلى حالة من اكتمال السلامة البدنية والنفسية والعقلية والاجتماعية في الأمور ذات العلاقة بوظائف الجهاز التناسلي وعملياته وليس فقط الخلو من الأمراض والإعاقة وهي تعد جزءاً أساسياً من الصحة العامة تعكس المستوى الصحي للرجل والمرأة في سن الإنجاب ويجب أن يبدأ التأكد منها قبل الزواج وذلك عن طريق إجراء الفحوصات اللازمة للرجل والمرأة قبل الزواج.
وتشير الدراسات إلى أن الصحة الإنجابية تتأثر بحالة المجتمع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية فهي تتأثر سلباً بانتشار الأمية والبطالة وبتقاليد المجتمع وعاداته ومعتقداته وقيمه، كما تتأثر بالبيئة الأسرية والعلاقات المتشابكة بين أفرادها، كما تتأثر بمكانة الإناث في المجتمع حيث تتعرض كثير منهن في أنحاء العالم للتمييز فيما يتعلق بتوزيع الموارد العائلية والحصول على الرعاية الصحية.
ضمّة وردية مشروعٌ أبصر النور منذ عام 2015 أطلقه راديو سوريات وهو كما ذكرت مسؤولة العلاقات العامة رنيم خلوف أنه صفحة فيسبوك وقناة يوتيوب وليس إذاعة، مشروع إعلامي مستقل يهدف لخلق منبر تفاعلي حرّ يناقش قضايا المرأة السورية والعربية عبر برامج متخصصة بأسلوب شيق وبسيط يصل إلى الجميع وعبر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يعتمد على عدد من المراسلين المحترفين ومعديّ برامج ومقدمين يقومون بمعالجة قضايا المرأة بمهنية عالية معتمدين على خبرات شبابية وتطوعية لتشجيع الشباب ونشر روح التطوع.
واليوم يعود مشروع ضمة وردية على مدى ثلاثة أيام بتدريب يستهدف مزودي الخدمة الطبية (الأطباء والقابلات القانونيات) تحت عنوان «الصحة الإنجابية من منظور العنف القائم على النوع الاجتماعي» بمشاركة مايقارب العشرين مشاركاً من مختلف المحافظات.
الجندرة والصحة الإنجابية
الأستاذة رنيم خلوف أوضحت لنا أهمية هذه الورشة التدريبية وحساسية هذا الموضوع المجتمعي الصحي الذي يلامس سلامة مجتمع بأكمله، حيث هدفت إلى تسليط الضوء على موضوع «الصحة الإنجابية وعلاقتها بالعنف القائم على النوع الاجتماعي» موضحة أنهم في راديو سوريات أرادوا تقديم فكرة حول من يتخذ القرار في موضوع الصحة الإنجابية منطلقين من أن المرأة هي من يعاني في حال وجود أمراض سرطانية ومن حقها اتخاذ القرار في استئصال الجزء المصاب سواء الثدي أو الرحم ولتوضيح ذلك كان هذا التدريب الذي استهدف الكوادر الطبية العاملة على تقديم الخدمات الصحية للبحث بطريقة متميزة ومختلفة في موضوع سرطانات الرحم والمبيض والثدي لذا تم تقسيم برنامج العمل إلى ثلاثة محاور على مدى ثلاثة أيام، في المحور الأول تحدثت الدكتورة سوسن زكزك عن الجندرة (النوع الاجتماعي) بتعريفه وتوضيح مفهومه وهو مجموع الصفات المتعلقة والمميزة ما بين الذكورة والأنوثة واعتمادًا على السياق يمكن أن تشمل هذه الصفات الجنس البيولوجي، إن البنى الاجتماعية المعتمدة على الجنس، أو الهوية الجندرية واستفاضت بالشرح والتوضيح مع إعطاء أمثلة وتجارب معاشة عن العنف القائم على النوع الاجتماعي.
أما المحور الثاني فقد كان طبياً شرح موضوع الصحة الإنجابية والنوع الاجتماعي مع الدكتور سامر الجمالي والدكتور إياس عثمان.
والمميز في عمل هذه الورشة التدريبية حضور الجانب النفسي الذي قدمته الدكتورة ميلانا زين الدين اختصاصية في علم النفس التي تحدثت عن الآثار النفسية والممارسات الطبية التمييزية على المرأة فهي تفقدها الشعور بالأمان وتعرضها لمشكلات عائلية وفي كثير من الأحيان تصل لمرحلة خسارة الثقة بالنفس والشعور بالذنب والنقص خصوصاً في حال عدم الإنجاب نهائياً أو عدم إنجابها لطفل ذكر في مجتمع ذكوري.
وعن أهمية المشاركة في التدريب حدثنا الدكتور إياس عثمان اختصاصي عقم عن سبب مشاركته وما دفعه لتقديم معلوماته وهو ممارسته لعمله على مدى سنين لاحظ معاناة الزوجة وتحملها للعبء الأكبر في قضية الإنجاب وكثير من الأحيان تحديد جنس المولود بسبب بيئتنا وعاداتنا وتقاليدنا، مشيراً إلى أن كل ماله علاقة بالصحة الإنجابية هو موضوع مشترك بين الزوجين ويحتاج لموافقة الطرفين خاصة موضوع ربط البوقين ومنع الحمل نهائياً والفكرة ليست التركيز على المضمون العلمي فقط بل إن الواقع الاجتماعي ضروري جداً والناحية النفسية والاجتماعية لكلا الطرفين لذلك على مزود الخدمة معرفة كيفية التعامل مع الحالات المرضية.
وعن تفاعل المشاركين أشاد بأفكارهم وأسئلتهم حيث لمس الناحية العلمية الجيدة وتم صقل الناحية النفسية والاجتماعية لكيفية التعامل مع طالب الخدمة مهما كان جنسه وذلك عن طريق أمثلة واقعية ملموسة تم ذكرها من قبل المدربين والمتدربين.
وفي ختام حديثه تمنى على الجامعات السورية العمل على تقديم الخبرات بشكل مبسط من خلال ورشات عمل إلى جانب المنهاج التعليمي فالطب ليس معلومة علمية فقط فالطبيب بحاجة لأسلوب خاص للتعامل مع مريضه فعلاقة الطبيب قد تطول مع مريضه والثقة والسرية أمر مهم بين الطرفين.
أهمية الورشة
تحدّثت رنا الشيخ علي بأن الورشة عمل متكامل يهدف للعمل على حقوق المرأة والتوعية لهذا الجانب وهي جزء من مشروع ضمة وردية للتركيز على صحة المرأة في الأزمات انطلاقاً من القرار 1325 الصادر عن مجلس الأمن والذي يتعلق بحقوق المرأة في فترة النزاعات، منوهة إلى أهمية مشروع ضمة وردية من خلال التركيز على مزود خدمة الصحة الإنجابية لتوضيح النقص الحاصل وحساسية موضوع العنف القائم على النوع الاجتماعي وتأثيره على الصحة الإنجابية وكيفية التعامل مع موضوع العقم والتمييز بين الذكر والأنثى، وكان التفاعل واضحاً ومثمراً بين المشاركين والمختصين في هذا المجال ليصلوا إلى المعلومة الصحيحة ويتمكنوا من نقلها فيما بعد لأكبر شريحة ممكنة.
كما ذكرت أن العمل مستمر من قبل ضمة وردية ليكون هناك لقاءات مع النساء في عدد من المناطق ضمن دمشق وخارجها للوقوف على موضوع الصحة الإنجابية وتوضيحه وتقديم الخدمات الممكنة.
وفي نهاية عمل الورشة توزع المشاركون إلى مجموعات عمل لطرح مشكلات ووضع حلول متصورة يمكن أن يبنى عليها البحث وأهم المشكلات كانت حول الرعاية الصحية للمقدمين على الزواج ورعاية الحوامل والولادات ورعاية النساء في سن الإنجاب وموضوع السرطانات المتعلقة بالصحة الإنجابية ولم تغب الحالة النفسية والصحة العقلية عن بحث المتدربين.