القضاء الشرعي السوري يشجّع “الزواج من امرأة ثانية” لحل معضلة “العنوسة”
تعدد الزوجات

اقترح القاضي الشرعي الأول محمود معراوي في دمشق، بحسب صحيفة رسمية، “الزواج الثاني كأحد الحلول المقترحة للقضاء على ظاهرة تأخر الزواج أو العنوسة”، في تصريح من المتوقع أن يثير غضب السيدات السوريات أكثر تجاهه بعد تصاريحه السابقة.

دمشق- رأى القاضي الشرعي الأول في سوريا محمود المعراوي أن الحل الأفضل لمشكلة تفاقم العنوسة عند السوريات حالياً هو بتشجيع زواج الرجال من امرأة ثانية. وقال معراوي إن القضاء الشرعي في سوريا حالياً يُبدي تساهلاً ومرونة أكثر في قبول زواج الرجل من امرأة ثانية بهدف المساهمة في حل مشكلة تفاقم العنوسة في سوريا.
وكشف القاضي الشرعي في تصريحات لصحيفة «تشرين» الحكومية السورية أن القضاء السوري حالياً يتساهل أكثر بمسألة الزواج من امرأة ثانية. وحسب القاضي معراوي فإنه «في السابق كان الزواج الثاني يتطلب من القاضي التأكد من ملاءمة الزوج اقتصادياً، والتأكد من إمكانية تحمل أعباء مصروف أسرتين، وأن تكون لديه مبررات للزواج من امرأة ثانية حسب المسوغ الشرعي، أما حالياً وحيث لم يعد أمام المرأة خيارات لدرجة أنها أصبحت تختار رجلاً متزوجاً، انطلاقاً من ذلك لم نعد ندقق على شروط زواج الرجل من امرأة أخرى»، موضحاً أن تلك الشروط بدأت تطبق عند الزواج من ثالثة، وهي حالات قليلة.
الصحيفة التي نشرت تحقيقاً في عددها أمس الأثنين عن تأثير الحرب في مفاقمة ظاهرة العنوسة، نقلت عن القاضي الشرعي السوري أنه استشهد بما قامت به ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية لمعالجة عنوسة النساء الألمانيات، حيث قال «في ألمانيا بعد الحرب العالمية حيث زادت نسبة الفتيات إلى الشباب بسبب الحرب لذلك فكروا بحل هذه المشكلة التي لها آثار على المجتمع، فالزواج حاجة فطـرية، ومن هنـا تم طـرح فكرة الزواج الثاني بعد أن كان يعد عندهم بمثـابة جريـمة، وتأيـيداً لهذه الفكرة فقد خرجت مظاهرة نسـائية تطالب بإقـرار الزواج من امـرأة ثانـية للتخلـص من العنوسـة».
المعراوي وفي حديثه للصحيفة اعتبر أنّ «الأصل في الزواج هو زوجة واحدة وأنّ التعدد هو للحاجة مع القدرة على العدل والإنفاق، لكن نتيجة الأزمة التي يمر فيها المجتمع السـوري كان التعـدد في الزوجـات حلاً منطـقياً وطبيـعياً».
وأضاف «قبل الأزمة كان هناك استهجان لفكرة الزواج من امرأة ثانية في كثير من البيئات ومطالبة بتعديل القانون، لكن هذه الصيحات صمتت خلال الأزمة»، كما يقول المعراوي، لأنها «وجدت أنه ليس هناك من حلول إلا بالزواج من أخرى».

وتحدثت امرأة ثلاثينية تدعى سوسن لتلفزيون الخبر أنه “بعيداً عن ما يختلج أي زوجة من شعور إزاء هذا الموقف، أنها تعارض وجهة النظر هذه وترى فيها ظلماً بحق عائلة بأكملها ليس فقط بحق الزوجة.”

وأوضحت أن “هكذا حل يؤدي إلى تفاقم مشاكل اجتماعية عديدة ويكون بهذا الرجل ارتكب “مصيبة”، وفق قولها، لانه “لن يستطع التوفيق بين زوجتين وفي ظل هذا الغلاء لن يتمكن من حمل مسؤولية أبناء أكثر”.
وانعشت وجهة نظر القاضي الشرعي الاول بعض الرجال الذين يتوقون لهكذا حلول ويجدون فيها مبرراً للزواج من ثانية، فيقول “وائل” وهو رجل في الأربعين من عمره بطريقة عبثية: “أي مو غلط خلينا نجبر بخاطر البنات”، ويتابع” لولا المقدرة المادية لتزوجت اثنتان وثلاث وأربع”.
وتحدث رجل آخر لتلفزيون الخبر أن “هذا الحل الذي ربما اقترح لعلاج مشكلة قد يولد مشاكل أخرى وقد يدفع بالزوجة لطلب الطلاق ،فهناك كثيرات يفضلن الطلاق على أن تشاركهن أخرى بزوجها”.
وكان عميد المعهد العالي للدراسات والبحوث السكانية أكرم القش بين أنه “قبل الأزمة كان هناك ارتفاع تدريجي لسن الزواج للجنسين، واستمر إلى الوقت الحالي، فمتوسط العمر عند الإناث 25 سنة وللذكور 30 سنة”.
وشرح القش “أنه خلال الأزمة تشكّل نوعان من الزواج: الأول باتجاه ازدياد حالات الزواج المبكر، والثاني نحو الزواج المتأخر أو العزوف عن الزواج، إذاً الحالتان موجودتان في مجتمعنا وتتطلبان الدراسة والبحث في حيثياتهما، ووجود أحدهما لا ينفي الأخرى بل تتقاطعان مع بعضهما بالظروف الأسرية”.

تعدد الزوجات

تعدد الزوجات

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015