المخرجة سارة الزير & سبع ساعات في سوريا
سارة الزير أثناء تصوير فيلم سبع ساعات في سوريا

بوابة الشرق الإلكترونية- عُرِفت بتمرّدها حتى على اسمها؛ فهي سارة أمينة الزير وما يتوسّط اسمها عائدٌ لوالدتها أمينة، والتي تقول عنها بأنها السند والحب والخير، إضافةً لإيمانها بحقّ المرأة إعطاء الاسم لابنها، ليمتدّ هذا التمرّد على أفكارها التي تتبلور بهيئة صورةٍ فمشهدٍ فعملٍ يثير الإعجاب والانتقاد في آن….

كثيرةٌ هي الألقاب في عالم الفن والسينما والدراما ولكن قلما أن تسمع عن أصغر مخرجةٍ في وسط يضجّ بكبار المخرجين الذين سطّروا بأعمالهم تحفاً فنية ودرامية سيشهد التاريخ السوري عليها طويلاً، لتكتب سارة أمينة الزير لنفسها سطراً تحت لقبٍ أصغر مخرجة سورية.

العام 2015 شهد أشهر أعمال المخرجة السورية سارة الزير “المطر الاسود” وهو فيلم تلفزيوني استطاعت من خلاله سارة الحصول على جائزة أفضل فيلم في مونديال القاهرة. وحظيت عبره المخرجه على تكريم وزارة الاعلام السورية وجهاتٍ رسمية وأهلية في سورية. ومن أعمالها التي تعرض في الوقت الحالي مسلسل كوميدي بعنوان (سن الغزال) ويُعرض على قناة الجديد اللبنانية.

وأنهت سارة أمينة قبل أيام إنتاج فيلمها الجديد (سبع ساعاتٍ في سوريه) وهو من تأليفها وإخراجها وإنتاج شركة سيملي للانتاج الفني في دمشق. ويقوم بدور البطولة فيه ميرنا معلولي ويامن سليمان ونور رافع واوس وفائي.

وفيلمها الذي وصفه كثيرون بأنّه مثيرٌ للجدل؛ تدور قصته حول مراسلةٍ حربية شابة تسيطر عليها روح المهنة الإعلامية وبأداء واجبها، حيث تحرص على الذهاب لتغطية الأحداث على خطوط التماس رغم ظرفها الخاص وهو “حملها”، ورغم معارضة زوجها لذلك، ولكنها أصرّت على الاستمرار بواجبها.

إلا أن الفيلم الذي لم يتمّ عرضه بعد، غير أنه أثار كثيراً من الجدل بين المراقبين في سوريا وخارجها، فمنهم من اتهمها بالترويج والتلميع والتطبيل لمراسلات إعلام الدولة السورية، وآخرون رأوا في فكرة العمل إبداعاً واختلافاً وتميّزاً لجانبٍ معتم لم يتطرّق إليه أحدٌ من قبل.

توجّهنا إلى سارة وتحدّثنا معها عن كل ما سلف لتبيان رأيها ومنحها مساحةً للردّ والتفنيد…. 

تقول سارة حول الاتهامات بأن فيلم (سبع ساعات في سوريا) يروّج لتلميع صورة المراسلين التابلعين لوسائل إعلام النظام، أنّه في كل مهنةٍ ربما تحدث أخطاء فردية لا يمكن تعميمها على كلّ من يعمل في هذه المهنة، وتضيف أنّ إحدى المراسلات استشهدت وأخرى تعرّضت للخطف، وأنا تحدّثت في فيلمي عن حالةٍ طبيعية تصيب أيّة امرأةٍ عاملة. أتحدّث عن الشغف والاندفاع للمهنة مهما كانت الظروف وعن دور المرأة، فهذا ما يعنيني.

وعن الهجوم على الفيلم والذي سبق عرض العمل.. وهل ذلك سيُسهم في ترويجٍ ضخم للفيلم الذي أثار كثير من الانتقادات حتى قبل عرضه.. تقول سارة: في ألف باء الصحافة الحرة من المُفترض التواصل و السؤال ببساطة مع المعني قبل كتابة أيّ خبر، هم اتهموني بأني اعتبرت المنطقة المدمرة “لوكيشن” للتصوير، ولكن هل الأفلام التي صوّرت في الجانب الآخر من إخراج ما يُسمى بالجماعات المعارضة تمّ بناء لوكيشن مدمّر أو افتعال اشتباكات للتصوير، أم أنهم دخلوا لمناطق دمار حقيقية وصوّروا أفلامهم لنقل وجهة نظرهم؟؟ نحن لم نختر الحرب و ا أحد منا يريدها لماذا لم يعتبروا دخولي مع كاست الفيلم مخاطرة لنقل صورة الوجع الذي يعاني منه الإنسان السوري، فالأرض مليئةٌ بالألغام وأيّ سقف معرّض للانهيار فوق رؤوسنا؟؟ والأكثر سخرية في الموضوع و الاتهام حول شركتي الخاصة، من يتابع أعمالي يعلم أنها إنتاجي الشخصي و لست مدعومةً من قبل أيّة جهة لا حكومية ولا خاصة، وأقوم بعرض أعمالي مثل أيّ شركة إنتاج في أيّ بلد، والمفارقة أني عملت المطر الأسود في 2015 ولم أعمل حتى اليوم في 2018. لو كنت مدعومة كما يدّعون؛ لم تلقَ مشاريعي الرفض الدائم.

وحول الاتهامات التي تقول بأنّ أعمالها منسجمة مع ما تقوله سياسة النظام السوري؛ تقول سارة: من ينتقد عليه أن يتابع أعمالي جميعها ثم يخبرني أين الانسجام مع السياسة في الموضوع.

وأضافت أنّ فيلم المطر الأسود كان مأخوذاً عن قصةٍ حقيقية لسيدة من مدينتي السلمية التي استشهد أبناؤها الخمسة معظمهم في الدفاع عن السلمية و صدّ هجمات داعش التي كانت تحاصر المنطقة .. و الفيلم الآخر عن التشرّد الطفولي، والوثائقي دارما عن الحيوانات الشاردة في الحرب … فأين السياسة بالتحديد؟؟ هل يجب أن نُحاسِب لأننا لم نغادر بيوتنا ومدننا.. ألا يكفي أننا نرزح تحت ضغط الحرب بكل أشكالها ونعمل في ظروفٍ قاسية على كلّ الصُعد؟؟

ورغم ذلك، تضيف سارة، نستعدّ لسماع جميع الآراء فأنا تابعت ما استطعتُ مشاهدته من أفلام الزملاء، والتي نالت جوائز عالمية، ولا مشكلة لديّ معهم، ويجب أن يقدّم كل مخرج وجهة نظره ورؤيته الخاصّة.

وعن إمكانية تقديمها عملاً سينمائياً ينتقد الاتهامات الموجّهة لنظام الأسد حول مجازر ضدّ الإنسانية قامت بها قوات النظام السوري؛ تقول سارة أنا مع الإنسان في كلّ مكان ومهما كان، لم أعمل في السابق بروباغندا حتى أعمل بروباغندا مضادّة، لا تستوقفني إلا الحالات الإنسانية التي تصلح لتكون فيلم سينمائي.

وفي آخر سؤالٍ حول كيفية الفصل بين السينما والفن بشكلٍ عام وبين السياسة، خاصةً وأننا نعيش في منطقةٍ يتحكّم فيها الساسة على كامل مفاصل الحياة الفنية والاجتماعية وحتى الرياضية؟ تجيب المخرجة السورية: لا يمكن الفصل إلا أنها رؤية المخرج الخاصة، فهنالك من يصنع أفلاماً عن الحروب، وهنالك من يختار فيلماً عن بطل ملاكمة أو ربما عن قصة حب أو كوميديا … المهم ألا يكون الفيلم خطاباً سياسياً أو درساً في التاريخ و القومية؛ فتقديم المتعة هي من أول أسباب الفن.

سارة الزير أثناء تصوير فيلم سبع ساعات في سوريا

سارة الزير أثناء تصوير فيلم سبع ساعات في سوريا

أترك تعليق

مقالات
خاص (تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية)- بعد عقودٍ من نضال النساء السوريات للوصول إلى حقوقهنّ، ما زال طريق النضال طويلاً مع فجوة هائلة في الحقوق الاقتصادية والمشاركة السياسية. ورغم تكثيف جهود المؤسسات النسوية والنسائية منذ بداية الحرب السورية في العام 2011 ،ورغم الدعم الدولي الظاهر، ...المزيد ...
المبادرة النسوية الأورومتوسطية   EFI-IFE
تابعونا على فايسبوك
تابعونا على غوغل بلس


روابط الوصول السريع

إقرأ أيضاً

www.cswdsy.org

جميع الحقوق محفوظة تجمّع سوريات من أجل الديمقراطية 2015