مصر العربية- ما بين القتل واللجوء، والتحرش والاغتصاب، والعنف والتعذيب، والتمييز فضلا عن الحقوق المسلوبة.. هذا هو حال المرأة العربية في يومها السنوي، فالأزمات والمعوقات تحاصر نون النسوة من كل جانب في الوطن العربي.
وتعاني المرأة العربية التهميش والحد من دورها في مناصب مختلفة مقارنة بالرجال، فهل سيأتي اليوم الذي تحصل فيه على حقوقها كاملة وتعيش في أمان بعيدا عن الحروب والاعتداءات المختلفة؟
السعودية .. الطريق وعر
“الطريق وعر وطويل على المرأة السعودية، لكن استمرار النساء في العمل على حقوقهن وتغيير الوعي وتحريك المياه سيأتي بنتائج أفضل من اللطم والمناحة”، هكذا عبرت الدكتورة لطيفة الشعلان عضو مجلس الشورى السعودي عبر تويتر عن حال المرأة السعودية.
تعاني المرأة السعودية من قهر ومنع وقواعد صارمة تحرمهن من الحياة الطبيعية، وذلك مثل الحرمان من قيادة السيارة، وشغل الوظائف المهمة في الدولة مقارنة بحقوق الرجل الحقوق.
ومازالت المرأة السعودية تطالب بمنحها الأهلية الكاملة، وأن يكونوا مسئولات عن أنفسهن بشكل كامل، ولسن تحت سلطة أحد، كما أنها بحاجة إلى قانون عادل لتنظيم “زواج القاصرات”، وهن الفتيات ما دون الـ16 سنة.
وأفادت الشعلان بأن منع القيادة للمرأة السعودية يؤثر في بطالة النساء بنسبة 70 في المئة، ويؤدي إلى تدني إسهام المرأة في سوق العمل إلى 10 في المئة فقط.
مصر .. الكوابيس تهدد المرأة
تتعدد مشاكل المرأة في مصر ما بين الفجوة الواضحة بين الجنسين في تولي الوظائف القيادية، وفي الوضع الاقتصادي، وفي القوى العاملة، بالإضافة إلى ما معاناة المرأة بسبب حوادث التحرش، والعنف الأسري، والختان، وارتفاع معدلات الطلاق ومشاكل الأسرة.
بات التحرش كابوسا يهدد المرأة المصرية ويؤرق حياتها، فوفق ما قالته نهاد أبو القمصان رئيس المركز القومي لحقوق المرأة في تصريحات صحفية، أكدت أن عدد البلاغات التي تم تقديمها من قبل ضحايا التحرش ارتفعت في الفترة الأخيرة.
وكانت الحياة اللندية قد نشرت دراسة في 2014، أثبتت فيها أن مصر هي أسوأ مكان للمرأة بين 21 دولة عربية، وأن أكثر من 99% من النساء عانين من إحدى صور التّحرّش
في حين أكد المسح الأخير للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء تعرض حوالي 18% من النساء لعنف بدني أو جنسي منذ بلوغهن سن 18 عاما من قبل أفراد العائلة أو البيئة المحيطة، و17% ذكرن أنهن تعرضن للعنف البدني، و2% تعرضن للعنف الجنسي، وكان الأب هو المرتكب الرئيسي للعنف البدني ضد المرأة منذ بلوغها سن 18 سنة (50%). ورغم أن العنف الأسري يعد أحد أكثر الجرائم انتشارًا في المجتمع المصري إلا أنه لا توجد نصوص قانونية تجرمه حتى الآن.
وتصل مصر إلى المرتبة الأولى عالميا في حالات الطلاق، وفق التقرير الذي أصدره مركز المعلومات التابع لمجلس الوزراء المصري حول نسب الطلاق، ووفق الإحصاءات الرسمية في بداية العام الجاري 2016، فإن هناك حالة طلاق تحدث كل 4 دقائق، وتبلغ حالات الطلاق في اليوم الواحد إلى ما يزيد على 250 حالة يوميا.
سوريا .. الثمن باهظا
ما زالت المرأة السورية تدفع الثمن الأكبر، كما كل نساء بلاد الحروب.. فهي تتحمل المرأة أعباء كبيرة في مسيرة الثورة السورية حيث تتعرض للاعتقال والتعذيب حتى الموت، ووفق المنظمات الدولية وشبكات حقوق الإنسان فهناك حالات موثوقة مرعبة بما أصاب المرأة خلال هذه الأعوام، وما زال مستمرا حتى الآن.
وأكدت إحصاءات المفوضية السامية لشئون اللاجئين أن أعداد المهجرين قسرًا خارج ديارهم قد وصلت إلى 65.3 مليون شخصًا على المستوى العالمي، والوضع في المنطقة العربية هو الأسوأ بعدد يزيد عن 19 مليون لاجئ ونازح.
وجاءت سوريا في المرتبة الأولى من حيث عدد اللاجئين فقد خرج نحو 4.85 مليون لاجئ، فضلا عن 7.6مليون نازح داخل سوريا ونحو 12.2 مليون سوري في حاجة للمساعدة الانسانية، وهو ما يعكس مأساة إنسانية ضخمة تعيشها النساء والفتيات الذين يفتقرون إلى أبسط احتياجات الحياة اليومية، ويعانون قسوة الظروف المناخية وانعدام موارد الرزق وضعف مقومات الأمن والأمان.
اليمن .. عصور ظلامية
عصور ظلامية تعاني منها المرأة اليمنية، فهناك الكثير من الانتهاكات الجسدية والنفسية بسبب الحرب المستعرة منذ سنوات، وهو ما يجعل المرأة اليمنية تواجه مشقات أخرى كثيرة، انتجتها الأزمات المتلاحقة في البلاد.
ويبقى وضع المرأة اليمنية مقارنة بعدد من الدول العربية في مستوى متدن لا يقارن بغيره من دول العالم. إضافة إلى حالات النزوح الداخلي المتفاقمة،و التي بلغ عددها نحو 2.5 مليون شخصا، فضلا عن نحو مليوني لاجيء يمني انتقلوا الى دول الجوار منذ مارس 2015.
العراق .. التهديدات من كل جانب
وفي العراق بلغ عدد النازحين داخليا نحو 3.3 مليون نازح، نزحوا من المناطق التي سيطرت عليها داعش”، وهو ما أثر سلبا على المرأة العراقية.
وأكدت الدكتورة بشرى العبيدي، أستاذ القانون الجنائي بجامعة بغداد، والمستشارة القانونية بمنتدى إعلاميات العراق، أن المرأة العراقية تحيط بها الكثير من التهديدات على رأسها العنف الجنسي، للحد الذي يصل إلى الاتجار بالنساء.
وأضافت العبيدي في تصريحات صحفية، أن عدد المختطفات على يد التنظيم الإرهابي يتراوح ما بين 2000 إلى 3000 امرأة، لافتة إلى أن هناك روايات تفيد بأن عددهن قد يصل إلى 5000.
ليبيا .. التمييز عنصري
في ليبيا خرج مئات الآلاف من اللاجئين والنازحين جراء الصراعات التي اندلعت منذ الثورة عام 2011، وهو ما أثر على وضع المرأة الليبية.
ورغم مرور عدة سنوات على ثورة 17 فبراير، فلا تزال المرأة الليبية عرضة للتمييز العنصري الذي لم يخرجها من صورتها النمطية رغم دورها البارز، حيث تم إبعادها عن مواقع صنع القرارات السياسية.
تساؤل تطرحه مصر العربية .. هل يأتي اليوم الذي تحصل فيه المرأة العربية على حقوقها كاملة وتعيش في أمان بعيدا عن الحروب والاعتداءات المختلفة؟